609

باسمه سبحانه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدًا دائمًا

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أكرر لكم تهنئتي بالعيد مجدَّدًا.. سأتحدث إليكم بخصوص مسألتَين مهمَّتين للغاية حديثًا مختصرًا للغاية، لثقتي بذكائكم من جهة، ولوجودهما في أجزاء متفرِّقةٍ من رسائل النور من جهةٍ أخرى.

أُولاهما: أن تلميذًا من تلاميذِ رسائل النور الحقيقيين وأصحاب الحقيقة، وأحدَ نُسَّاخ القرآنِ المعجِز البيان، كتب إليَّ هذه المرةَ رسالةً مبنيةً على حُسْنِ ظنه المُفرِط بي، والذي يفوق حدي ألف درجة، يسألني عن حقيقةٍ جليلة؛ إذْ شاهَدَ في شخصي الضعيف جلوةً من جلواتِ الوظيفة القدسية الجليلة للشخص المعنوي لرسائل النور، ورأى تجليَ وظيفةٍ من الوظائف العُلْويَّة لخلافة النبوة.. رأى ذلك وشاهده فيَّ لكوني أستاذَه، فهو يريد أن ينظر إليَّ على أني مَظهَرٌ لتلك الخلافة المعنوية.

أولًا: إنَّ الحقيقة الباقية لا تُبنى على أشخاصٍ فانين، فإنْ بُنِيَتْ عليهم كان ذلك ظلمًا لها؛ وإنَّ الوظيفة الدائمة المستمرة الكاملةَ من كلِّ وجه لا تُناط بمن هم عرضةٌ للمصائب والفناء والتصفية، فإنْ أُنيطَتْ بهم لحقها ضررٌ بالغ.

ثانيًا: إن ظهور رسائل النور المترشِّحة من القرآن الكريم لم يكن مجرد فيوضاتٍ نابعةٍ من فكر ترجمانها أو من لسان حاجته المعنوية فحسب، ولم تكن متعلِّقةً باستعداده وحدَه، وإنما كان مبعثُ ظهور هذه الأنوار أيضًا أن أشخاصًا أفاضل مخلصين ثابتين صادقين -هم مخاطَبو ذلك الترجمان وأصحابه في درس القرآن- قد طلبوها روحًا وقَبِلوها وصدَّقوها وطبَّقوها، فضلًا عن جهاتٍ أخرى كثيرةٍ تَفُوق استعدادَ ذلك