610

الترجمان بنحوٍ كبير؛ فجميعُ هؤلاء يشكِّلون حقيقة الشخص المعنوي لرسائل النور وتلاميذها، وللترجمان نصيبه من هذا الشخص المعنوي أيضًا، ويمكن أن يكون له شرف الأسبقية ما لم يُفسِده بترك الإخلاص.

ثالثًا: إن هذا الزمان زمان الجماعة، ومهما بَلَغَتْ عبقريةُ الأشخاص الفرديةُ من التفوُّق، فإنها تظلُّ قابلةً للهزيمة في مواجهةِ عبقريةِ الشخص المعنوي للجماعة؛ ولذلك فإن مثل هذه الوظيفة الإيمانية التي هي أنوار عبقريةٍ قدسيةٍ ستنيرُ بنحوٍ ما العالَم الإسلامي كما ذكر الأخ المبارَك في رسالته، لا ينبغي لها أن تُحمَّل على كاهلِ رجلٍ ضعيفٍ مغلوبٍ لا حول له ولا قوة، يحيط به أعداءٌ لا حدَّ لهم، وخصومٌ عُتاةٌ يسعَون للقضاء عليه بالطعن فيه وتشويه سمعته؛ فإنْ حُمِّلتْ على كاهل هذا الشخص ذي النواقص والعيوب، وتزعزعَ تحت حملات التشويه من أعدائه، سقط الحِمْلُ وتبعثر.

رابعًا: لقد دَرَجَ كثيرٌ من الأفاضل منذ زمنٍ بعيدٍ على إحسان الظنِّ بأساتذتهم ومرشديهم ومعلميهم وكبارهم إحسانًا يفوق قيمتَهم الشخصية، وكان حُسن الظنِّ المُفرِطُ هذا أمرًا مقبولًا بدرجةٍ ما، لكونه وسيلةً للاستفادة من دروس هؤلاء وإرشادهم، فلم يكن يُنتَقَد بأنه خلاف الواقع.

أما اليوم، فإن تلاميذ رسائل النور يعملون بهمةٍ ونشاطٍ لأنهم يَرَون في شخصي الضعيفِ الناقصِ رتبةً وفضيلةً عُلْويَّتَين تناسبان أستاذًا يليق بهم، وهذا أمرٌ يمكن أن يُعَدَّ حُسْنَ ظنٍّ يفوق حدي، لكنْ من الضروري أن يُعلَم أن ما بيدي ليس سوى مُلْكٍ للشخص المعنوي لرسائل النور.

على أن الزنادقة وأهلَ الضلالة وأهلَ السياسة وأهلَ الغفلة بل حتى البسطاء من أهل الدين مخطئون في إيلائهم مزيدَ أهميةٍ للأشخاص، فإن هؤلاء الخصوم -لا سيما الزنادقة- يسعَون بكلِّ ما أوتوا من قوةٍ للحطِّ من شأني وإطفاءِ تلك الأنوار وحملِ