612

باسمه سبحانه

إخواني الأعزَّاء الأوفياء المخلصين..

سؤالٌ في غاية الأهمية يسألني إيَّاه من هم على صلةٍ بي كما تسألنيه نفسي، فهو سؤالٌ ماديٌّ ومعنويٌّ يقول:

لماذا تتجاهلُ قوًى في غاية الأهمية يمكنها أن تساعدك، وتُظهِرُ الاستغناء عنها خلافًا لسائر الناس؟! ولماذا ترفض مقاماتٍ رفيعةً يتشوَّق إليها جميع أهل الحقيقة ويطلبونها، بل تتجنبها بشدة، مع أنه قد اتفق على ثبوتها لك خواصُّ تلاميذ رسائل النور، ومع أنها يمكن أن تمهِّد السبيل أمام انتشار الرسائل وفتوحاتها؟!

الجواب: إن أهل الإيمان في هذا الزمان محتاجون إلى حقيقةٍ عظيمةٍ، تبلغ من العَظَمة والسُّموِّ أنْ تُعلِّم حقائق الإيمان تعليمًا لا تكون معه هذه الحقائق أداةً لشيءٍ في الكون ولا تابعةً له ولا سُلَّمًا إليه، ولا يشوبُها أيُّ مقصدٍ أو غرض، ولا تقدر أيَّةُ شبهةٍ أو فلسفةٍ على النَّيل منها، كي يُحفَظَ إيمانُ أهل الإيمان في مواجهةِ هجمات الضلالات المتراكمة منذ ألف سنة.

فلأجل هذه النقطة لا تهتم رسائل النور بالمساعدين سواءٌ كانوا داخل البلاد أو خارجها، ولا تلتفت لقوَّتهم برغم أهميتها، بل لا تبحث عنهم ولا تَتْبع لهم، وذلك لكيلا تكون في نظر عوامِّ أهل الإيمان سُلَّمًا لبعضِ غايات الحياة الدنيوية، ولِتتمكن بالقوة والحقيقة اللتين نالتْهما من عدم اتخاذها أداةً لشيءٍ سوى الحياة الباقية أن تزيل جميع الشبهات والتردُّدات التي تهاجمهم.

أما سؤال: لماذا تتجنب ما يوليك إياه خُلَّصُ إخوانك من مقاماتٍ نورانيةٍ ورُتَبٍ أخرويةٍ بحسن ظنهم؟! علمًا بأنها مقاماتٌ معنويةٌ مقبولةٌ لا ضير منها، بل يطلبها جميع