619

والحال أن رسائل النور بركةٌ ماديةٌ ومعنويةٌ لهذا البلد، وأن لها خدمةً جليلةً فائقة، وأنها جامعةٌ لحقائقَ تتعلق بعموم العالَم الإسلامي، وهذا أمرٌ ثَبَتَ وتحقَّق بإشارةِ ثلاثٍ وثلاثين آيةً قرآنية، وثلاثِ كراماتٍ غيبيةٍ لسيِّدنا عليٍّ رضي الله عنه، وإخبارٍ غيبيٍّ من الغوث الأعظم الشيخ الجيلاني قُدِّس سِرُّه؛ ألا أنه ليس لرسائل النور علاقةٌ بالسياسة، غير أنها لكونها تحطِّم الكفر المطلق، فإنها بطبيعتها ترفض وتنقُض ما تحته وهو الفوضوية، وترفض وتهدِم ما فوقه وهو الاستبداد المطلق، وتُحقق الأمن والاستقرار والحرية والعدالة؛ وعليه فلا يجوز الاعتداء عليها بذريعةِ أنها تمسُّ بأمن الوطن وإدارته، بل لم يعُد بمقدور أولئك أن يحملوا أحدًا على التصديق بهذه الدعوى المزعومة، إلا أن المنافقين سيغيِّرون جبهةَ المواجهة، وسيلجؤون إلى مواجهةِ رسائل النور بخبثٍ ومكرٍ تحت شعار الدين نفسه، مستخدِمين لهذا الغرض بعضَ المشايخ البسطاء، أو أصحابِ البِدَع، أو الأنانيين من أتباع المشارب الصوفية، وقد حصل مثل هذا قبل سنتين في اسطنبول وحول «دَنِزْلي»، لكنهم لن يوفَّقوا بإذن الله.

***

أظن أنه قد حان الوقت -أو أوشك- لتعليم رسائل النور وإخراجها مطبوعةً لدفعِ بلاءَين معنويَّيَن رهيبَين، إذْ هي منقذٌ معنويٌّ لهذا الوطن المبارك.

أحد هذين البلاءَين هو تيار الإلحاد الفظيع المروِّع الذي ظهر في الشمال، [يقصد ما كان يسمَّى حينئذٍ الاتحاد السوفييتي معقِل الشيوعية والإلحاد؛ هـ ت] وتغلَّبَ على النصرانية، ومكَّن للفوضى والقلاقل، وأخذ يغزو هذا الوطن معنويًّا، فإن رسائل النور يمكنها أن تؤدي وظيفة سدٍّ قرآنيٍّ شبيهٍ بسدِّ ذي القرنين في مواجهة غزو هذا التيار الرهيب.