767

لقد كان ظنُّ هؤلاء المنافقين أنه ستَظهر الكثير من الوثائق والأدلة التي تُثبِت مزاعمَهم، وكانت لديهم قناعةٌ بأنه لن تلبث نوازع «سعيدٍ القديم» أن تثور ويَنفَدَ صبرُه ويسبب المشاكل؛ لكنْ حمدًا لله بلا حدٍّ أن خفَّفَ المصيبةَ من ألفٍ إلى واحد، ولم يستطيعوا أن يعثروا في جميع تحرياتهم على أيِّ علاقةٍ لنا بأيِّ جمعيةٍ أو منظمة، بل لا وجود لهذه العلاقة أصلًا حتى يعثروا عليها؛ ولهذا اضطر النائب العام لأن ينسُب إلينا افتراءاتٍ ومعاني مغلوطةً واتهاماتٍ تافهةً لا تترتب عليها مسؤولية.

فما دامت هذه هي الحقيقة فإننا -نحن والأنوارَ- قد نجونا إذًا من تسعٍ وتسعين بالمئة من المصيبة، وما دام الأمر كذلك فليس لنا أن نشكو، بل علينا أن نؤمِّل من العناية الإلهية انكشافَ هذه الغمة بتمامها مسترحمين صابرين شاكرين شكرًا لا حدَّ له، كما علينا أن نكون عونًا لنزلاء هذه المدرسة ومغادريها، فنبثَّهم السُّلوان بدروس النور التي هم بحاجةٍ إليها وشوقٍ إليها.

سعيد النُّورْسِيّ

***

ألَّف الأستاذ سعيد النُّورْسِيّ رسالة «الحجة الزهراء» في سجنِ «أفيون» المدرسةِ اليوسفية الثالثة، وهي رسالةٌ قيِّمةٌ تتحدث عن التوحيد والرسالة الأحمدية وتفسِّر سورة الفاتحة، وقد تضمنت دروسًا علميةً وإيمانيةً للسجناء من طلاب النور وغيرهم، بحيث غدتْ إحدى اهتماماتهم الأثيرة التي تعود عليهم بالخير والنور؛ ونُدرِج فيما يلي التقريظَ الذي كتبه طلاب الأستاذ الذين لبثوا معه في السجن بعد صدور قرار المحكمة.