603

أما قريتُنا «نُورْس» فيَعلَم أبناء المنطقة كما يعلَم طلابي القدامى أن أهلها وَلوعون بالتمدُّح تباهيًا وإظهارًا للتفوق في الشجاعة، فكانوا يرغبون أن يتقلَّدوا دور البطولة كما لو أنهم فتحوا بلادًا عظيمة، وكنتُ أحارُ من نفسي ومنهم، وقد عَلِمتُ الآن بإخطارٍ حقيقيٍّ أن أبناء هذه القرية الطيبين كانوا يشعرون بحسٍّ قبل الوقوع أن قريتهم ستنال فخرًا عظيمًا بنور رسائل النور، وأن الذين لم يسمعوا بهذه الولاية ولا بهذه الناحية سيَعرفون هذه القرية ببالغ الأهمية، فكان أبناء «نُورْس» يُعرِبون عن شكرهم على هذه النعمة الإلهية في صورة التمدُّح.

…….

لقد بُحْتُ لكم بهذا السرِّ لأني أعدُّكم بمثابة طلابي وأصدقائي القدامى، وبمثابة أخي «عبد المجيد» وابن أخي «عبد الرحمن»؛ أجل، فكما أُحِسُّ بالمطر قبل قدومه بأربعٍ وعشرين ساعةً، وذلك بحساسيتي وتأثيرِ الرطوبة في أعصابي، فكذلك شعرتُ أنا وأهل قريتي وناحيتي قبل أربعٍ وأربعين سنة من خلال الحسِّ قبل الوقوع بغيثِ الرحمة الذي في رسائل النور.

نبلغ سلامنا لعموم إخواننا وأخواتنا وندعو لهم، ونرجو دعاءكم.

سعيد النُّورْسِيّ

***