594

إن برنامجي وبرنامج رسائل النور -بسرِّ حقيقة القرآن الحكيم وطلسم إعجازه- ومسلكَنا وثمرتَه العملية التي نرجوها ونعمل لها، وهدفَنا وغايةَ عملِنا ليس سوى إنقاذِ المساكين من إعدام الموت الأبدي بالإيمان التحقيقي، وحمايةِ هذا الشعب المبارك من «الفوضوية» بكلِّ أشكالها.

وبناءً على هذا فإن عشرين سنةً من حياتي ومئةً وثلاثين رسالةَ نور إنما هي حجةٌ لا مطعَن فيها، تبرهن على أن رسائل النور التي دقَّقتْها ثلاثُ محاكم وثلاثُ هيئاتِ خبراء ليس لها وراء هاتين الوظيفتَين القدسيتَين أيُّ هدفٍ يَمَسُّ بالقصد شؤونَ الدنيا أو إدارةَ البلاد وأمنَها واستقرارها.

أجل، وهاكم سعيدًا المظلوم الذي لا حول له ولا قوة، والذي لم يراجع الحكومة منذ عشرين سنة، ولا يعرف من رجالها ومسؤوليها أحدًا منذ عشر سنين خلا بضعةِ أشخاص، ولا يعرف عن الحرب العالمية وأحداث العالَم شيئًا منذ أربع سنين ولا يهتم بها، وقد أعلن ذلك أمام المحكمة وصدَّقه جميع أصحابه الذين هم على صلةٍ به.. أفيمكن لمن هذه حاله أن ينشغل بأهل السياسة؟ أو يتدخلَ في شؤون إدارة البلاد؟ أو يكونَ له ميلٌ للإخلال بالأمن؟! فلو كان لديه ذرَّةٌ من ذلك لتساءل: من هم الذين يواجهونني؟ وماذا يجري في العالَم؟ ومن سيساعدني؟ ولاهتمَّ وتدخَّلَ واحتال متخذًا لنفسه موقعًا بين كبار المسؤولين.

وإليكم حادثةً بسيطةً هي الأشدُّ أسًى وإيلامًا؛ فلقد كتبتُ إلى بعض أصحابي رسالةً سلمتهم إياها باليد وقلت لهم فيها: «جِدُوا لي ذريعةً أدخل بها السجن كي أتخلَّص من حالي هذه التي مُنِعتُ فيها من كل اتصالٍ كأنني في زنزانةٍ منفردة.. فلْيأخذوني إلى السجن ولْأَخْلُص من هذا العذاب»، أجل، قلتُ هذا لأكون قريبًا من كتبي في محكمة «دَنِزْلي» وقريبًا من رسائل النور الغرَّاء التي هي رأسُ مال حياتي وثمرتُها فأسعى لاستردادها؛ ولقد كان بين لجنة الخبراء التي تعمل ضدي رجلٌ هو الوحيد الذي يدافع عني، وقد اطلع على رسالتي هذه، فاضطر لمسايرة اللجنة وإصدار الحكم ضدي كي أدخل السجن للأسف!!