596

باسمه سبحانه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني الأعزاء الأوفياء.. هذا جوابٌ اضطراريٌّ على سؤالٍ يُطرَح بلسان الحال والمقال.

السؤال: لماذا لا تتواصل مع التيارات الموجودة داخل البلاد وخارجها خصوصًا منها الجماعات السياسية؟ ولماذا تَمنع رسائلَ النور وتلاميذَها من الاتصال بها ما أمكن؟ مع أنك لو تواصلتَ معها وكنتَ على علاقةٍ بها لدخل آلاف الناس في دائرة رسائل النور، ولَنشروا حقائقها الساطعة، ولَما كنتَ عرضةً لكل هذه التضييقات التي لا مبرر لها.

الجواب: إن أهم سببٍ لهذا الاجتناب وعدمِ التواصل هو الإخلاص الذي هو أساس مسلكنا، فإنه هو الذي يمنعنا من ذلك، لأن الناسَ في زمان الغفلة هذا -لا سيما أصحابَ الأفكار المتحزِّبة- قد اتخذوا كلَّ شيءٍ أداةً لمسلكهم، حتى لقد جعلوا أعمالهم الدينية والأخروية بمثابةِ أداةٍ لهذا المسلك الدنيوي، مع أن الحقائق الإيمانية والخدمة النُّورية القدسية لا يمكن أن تكون أداةً لشيءٍ في هذا الوجود، ولا يمكن أن تكون لها غايةٌ سوى مرضاة الله تعالى.

والحقيقة أن المحافظة على سر الإخلاص هذا وعدمَ اتخاذ الدين أداةً للدنيا قد بات أمرًا بالغ الصعوبة في هذا الزمان الذي تتصارع فيه التيارات الحالية بتحزُّبٍ شديد؛ وأفضلُ حلٍّ لهذا الأمر هو الاعتمادُ على عنايةِ الله وتوفيقه بدلًا من الاعتماد على قوة التيارات.