600

فقلت في قلبي: واأسفاه!! إن هذا الأمر سيضرُّ بالوظيفة النُّورية؛ ثم نبَّهتُه بشدةٍ قائلًا: إن لدينا دستورًا يقول: «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة»، فإن كان لديك شفقةٌ على الناس فإن الدستور السابق [يقصد دستور «الراضي بالضرر لا يُنظَر له»؛ هـ ت] يسلبهم أهليةَ الشفقة، فجهنم تطلب الناس كما تطلبهم الجنة.

تَلوح من جديدٍ بعضُ الأخبار التي أخبر عنها الشعاع الخامس.

سعيد النُّورْسِيّ

***

إخواني الأعزاء الأوفياء..

…….

ثم إنني أُعلن إعلانًا قاطعًا أن رسائل النور إنما هي بضاعةُ القرآن، وأنَّى لي أن أكون صاحبَها فتسريَ إليها عيوبي؟! أنا لست سوى خادمٍ لذلك النور، نعم، خادمٌ ذو عيوبٍ ونقائص؛ ولست سوى دَلَّالٍ في محلِّ المجوهرات والألماس ذاك؛ ولا يمكن لحالتي المضطربة المشوَّشةِ أن تمسَّها أو تسري إليها.

وإن الدرس الذي علَّمتْنا إياه رسائلُ النور هو حقيقةُ الإخلاص، ورؤيةُ المرء نفسَه مقصِّرًا على الدوام، وتركُ الأنانية، وعدمُ الرياء؛ ونحن لا نَعرِض لأهل الإيمان أنفسَنا، بل نَعرِض لهم الشخصَ المعنويَّ لرسائل النور؛ ونحن ممتنُّون لكلِّ مَن يُرينا عيوبَنا ويُخبِرنا بها شريطةَ أن تكون حقيقيةً، ونقول له: جزاك الله عنا خيرًا؛ فكما نَمْتَنُّ لمن وجدَ على جنبنا عقربًا فطرحها عنا قبل أن تلدغنا، فإننا كذلك نُقِرُّ بعيوبنا ونَمْتَنُّ لمن يُرينا إياها، على ألَّا يكون ذلك منه ضغينةً أو عِنادًا أو عونًا للبدعة والضلالة.