725

والذي لم تسجَّل ضدَّه أيَّةُ مادةٍ تتعلق بالإخلال بالأمن، سواءٌ من شرطةِ ستِّ ولاياتٍ، أو من الجهات الرسمية عامةً؛ ولم يُرَ من مئات الآلاف من تلاميذ النور واقعةٌ من هذا القبيل؛ ولم يُسمَع عن واحدٍ منهم وقوع جنايةٍ سوى واقعةٍ صغيرةٍ جرتْ مع أحدهم في دفاعٍ مُحِقٍّ عن النفس..

والذي ما دخل سجنًا إلا أصلحَ سُجناءَه..

والذي يُثبِت قولًا وفعلًا أن رسائل النور التي انتشرت في هذا البلد بمئات آلاف النُّسَخ، لم يكن منها إلا النفع من غير ضرر، ويَشهد على هذا ويُصدِّقه ثلاثٌ وعشرون سنةً من حياة هذا الرجل، وقراراتُ البراءة الصادرة من ثلاث محاكم وحكوماتِ ولايات، ومئةُ ألف تلميذٍ يعرفون قيمة النور..

والذي هو في واقع الحال رجلٌ منزوٍ وحيدٌ غريبٌ فقيرٌ طاعنٌ في السن عند باب القبر..

والذي تخلى بكلِّ قوته ومحض قناعته عن الأشياء الفانية، وراح يطلب الحياة الباقية، ويتحرى كفارةً لتقصيراته السالفة..

والذي لا يُولي أهميةً للمراتب الدنيوية..

والذي -لشدة شفقته- لا يدعو بسوءٍ على مَن أنزلوا به الظلم والأذى، مخافةَ أن يتضرر من ذلك أبرياءُ وشيوخ..

أفيُقال في حق هذا الرجل الذي حالُه كما وصفنا: «إن هذا العجوز المنزوي يُخلُّ بالأمن ويُفسِد الاستقرار، ومقصدُه مكائدُ دنيوية، ومراسلاتُه ولقاءاتُه هدفها الدنيا، وبالتالي فهو مجرم»؟!

لا جَرَمَ أن مَن يقولون هذا الكلام بحق هذا الرجل، ويسجنونه في ظروفٍ بالغة الشدة، يرتكبون جريمةً نكراء، وسيَلقون حسابهم في المحكمة الكبرى.