703

لدي عدة نقاطٍ أقدمها إلى إدارة ولاية «أفيون» وشرطتها ومحكمتها:

الأولى: إن ظهور أكثر الأنبياء في الشرق وفي آسيا، ومجيء أغلب الحكماء في الغرب وفي أوروبا، إنما هو إشارةٌ من القدر الأزلي إلى أن الدين هو الحاكمُ في آسيا، وأن الفلسفة في الدرجة الثانية؛ وبناءً على رمزِ القدر هذا فإنه ينبغي على حكام آسيا -وإن لم يكونوا متدينين- ألا يتعرَّضوا لمن يخدمون الدين، بل عليهم أن يشجعوهم.

الثانية: إن القرآن الحكيم هو عقل هذه الكرة الأرضية وقوَّتُها المفكِّرة، فإنْ هو غادرها جُنَّتْ والعياذ بالله، ولا يُستبعَد حينئذٍ أن يصطدم هذا الرأس الخالي من العقل بجرمٍ سَيَّارٍ فتقوم القيامة.

أجل، إن القرآن هو حبل الله، وهو السلسلة التي تربط العرش بالفرش، وهو يحفظ الأرض أكثر مما تحفظها قوة الجاذبية؛ وانطلاقًا من هذا فإن رسائل النور التي هي تفسيرٌ حقيقيٌّ قويٌّ للقرآن العظيم الشأن إنما هي معجزةٌ قرآنيةٌ لا تخبو، ونعمةٌ إلهيةٌ جليلةٌ في هذا العصر قد ظهرت آثارها على هذا الوطن والشعب منذ عشرين سنة؛ وينبغي على الحكومة أن تحميَها وتشجع على قراءتها بدلًا من أن تتعرض لها، وتصُدَّ طلابَها عنها وتحملَهم على تركها.

الثالثة: سبق أن وجهتُ سؤالًا لهيئة محكمة «دَنِزْلي» بناءً على ما يجري بين أهل الإيمان من عونٍ يقدِّمه لاحقوهم لسابقيهم، إذ يدعون لهم بالمغفرة، ويَهَبون الحسنات لأرواحهم.. قلتُ لهيئة المحكمة: بماذا ستجيبون مليارات المدَّعين من أهل الإيمان في المحكمة الكبرى إذا سألوكم وسألوا الذين يسعون لإدانةِ وإيذاءِ طلاب النور الذين يخدمون حقائق القرآن:

لماذا تغضُّون الطرف عن منشورات الملحدين والشيوعيين، وجمعياتهم ومنظماتهم التي تُصدِّر الفوضوية، ولا تتعرضون لهم بمقتضى قانون الحريات، بينما تعملون لإلحاق