716

رسائل النور، فجعلتم منه محلَّ مُساءَلة كما لو أنه قضيةٌ سياسيةٌ كبرى، ودفعتم بعضَهم لإنكاره، وأسمعتمونا ما يَحار المرء من سماعه!!

أيمكن يا تُرى لرجلٍ مسكين لم يرضَ لنفسه شيئًا من المقامات وحسن الظن، ولم ير نفسه جديرًا بها، أن يُجرَّم لأن الآخرين مدحوه؟!

خامسًا: أقول لكم صراحةً: إن إلصاق تهمة التنظيم والعمل السياسي بطلاب النور الذين ليس لهم علاقةٌ بشيءٍ من التكتلات أو التنظيمات أو التيارات السياسية، إنما هو حربٌ تُشَنُّ علينا -بعلمٍ أو بجهلٍ- باسمِ جمعيةِ زندقةٍ سريةٍ تحارب الإسلام والإيمان منذ أربعين سنة، وباسمِ بلشفيةٍ ترعى الفوضوية في هذا الوطن.

وبغض النظر عن أن محكمة «أسكي شَهِر» حكمت عليَّ بالسجن سنةً كاملةً، وعلى خمسةَ عشر شخصًا من أصل مئةٍ وعشرين بالسجن ستة أشهر، بسبب مسألةٍ واحدةٍ وردت في رسالةٍ صغيرةٍ تتحدث عن حجاب المرأة، والمسألة عبارةٌ عن جملةٍ كُتِبَت قديمًا تقول: «إن واقعةَ تحرُّشِ ماسحِ أحذيةٍ بزوجةِ مسؤولٍ كبيرٍ خرجت كاسيةً عاريةً في السوق بقلب العاصمة، إنما هي صفعةٌ لاذعةٌ على وجه كلِّ وقحٍ يحارب الحجاب»؛ فقد اتفقت ثلاثُ محاكم على تبرئةِ رسائل النور والنوريين من تهمة التنظيم، وهذا يعني أن اتهام رسائل النور وتلاميذِها اليوم إنما هو اتهامٌ وإدانةٌ وإهانةٌ لتلك المحاكم الثلاث.

سادسًا: إن رسائل النور لا تُجابَه، ولقد أقرَّ جميعُ من اطلع عليها من علماء الإسلام أنها تفسيرٌ للقرآن مليءٌ بالحقائق؛ أي إنها تعرض حقائقه بحُججها المتينة، وتمثِّل معجزةً معنويةً له في هذا العصر، وتقف سدًّا منيعًا يحمي الوطن والشعب من الخطر القادم من الشَّمال، ولهذا نعتبر أن إحدى وظائفكم تجاه الحق العام تتمثل في ترغيب طلاب الرسائل بدلًا من ترهيبهم، وهذا ما ننتظره منكم.

وإذا كان يُسمَح بنشر كتب الملاحدة ومنشورات بعض السياسيين الزنادقة مراعاةً للحرية العلمية، مع أنها تضر بالوطن والشعب، وتهدد الأمن والاستقرار؛ فإن الشباب البريء المحتاج للأنوار، حين يدخل دائرةَ طلابِ النور، لينقذ إيمانه ويتخلص من ذميم الأخلاق، حريٌّ بأن يَلقى من الحكومة ووزارة التربيةِ التشجيعَ والتقديرَ لا التجريم.

آخر قولي: نسأل الله أن يوفق القضاة للعدالة الحقيقية، آمين.

حسبنا الله ونعم الوكيل

نعم المولى ونعم النصير

والحمد لله رب العالمين

***