696

هذا فضلًا عن أننا مُنعنا بشدةٍ من التدخل في الحياة الاجتماعية عن طريق السياسة بما يَضرُّ بالأمن والاستقرار، لأن حصول نتائج هذا العمل أمرٌ مشكوكٌ فيه.

وثالثًا: ثمة خمسةُ أُسسٍ تعدُّ ضروريةً ولازمةً لسلامة الحياة الاجتماعية لهذا الوطن والشعب من الفوضوية في هذا الزمان العجيب، ألا وهي: الاحترامُ، والرحمةُ، واجتنابُ الحرام، والأمنُ، والالتزامُ بالنظام وترك التسيُّب.

وإن رسائل النور عندما تنظر إلى الحياة الاجتماعية، ترسِّخ هذه الأسس الخمسة وتُحكِمها بصورةٍ قويةٍ وقدسيةٍ في آن، فتحافظ بذلك على ركيزة الأمن والاستقرار؛ والدليل على هذا أنها خلال عشرين سنةً جعلت من مئةِ ألفِ شخصٍ أفرادًا ينفعون الوطن والشعب ولا يضرونهما؛ وولايتا «إسبارطة» و«قسطمونو» خيرُ شاهدٍ على هذا.

وعليه فإن معظم الذين يتعرضون لرسائل النور إنما يَخونون -بعلمٍ أو بجهلٍ- الوطنَ والشعبَ والحاكميةَ الإسلامية خدمةً لمصالح الفوضوية.

وإن رسائل النور التي حققت -بأجزائها المئة والثلاثين- مئةً وثلاثين منفعةً وحسنةً جليلةً لهذا الوطن، لا يمكن أن تَقدح فيها أضرارٌ متوهَّمةٌ من رسالتين أو ثلاثٍ منها مما يظنُّ أهل الغفلة بنظرهم السطحي أن عليها مآخذ، ومَن يقدح فيها بناءً على هاتين الرسالتين أو الثلاث فإنما هو ظالمٌ قد بلغ من التجني غايتَه.

وإن ظننتم اللادينيةَ نوعًا من السياسة، وقلتم كما قال بعضهم بهذا الخصوص: «إنك برسائلك هذه تُنَغِّص علينا ملذاتنا وتُفسِد مدنيتَنا»، فإني أقول لكم: لا يمكن لأيِّ شعبٍ أن يعيش بلا دين، وهذا دستورٌ عامٌّ جارٍ في العالَم كلِّه، لا سيما إن كان الكفر مطلقًا، فإنه يورِث في الدنيا عذابًا أشدَّ إيلامًا من جهنم، وهذا أمرٌ قد أثبتَتْه بصورةٍ قطعيةٍ إحدى رسائل النور، وهي «رسالةُ مرشد الشباب» التي طُبِعت مؤخَّرًا بإذنٍ رسميٍّ.