698

ندَّعي- أنه لو وُجِد فيها ألفُ مأخَذٍ لا واحدٌ أو اثنان في رسالةٍ صغيرةٍ، لتكفَّلتْ بالعفو عنها حسناتُها العظيمة التي تبلغ الآلاف.

وما دامت مبادئ الجمهورية لا تتعرض للملحدين عملًا بقانون حرية الضمير، فلا بد لها من بابٍ أولى ألا تتعرض للمتديِّنين الذين لا يتدخلون في أمور الدنيا ولا يجابهون أهلها، والذين يجتهدون ما بوسعهم للعمل لآخرتهم وإيمانهم ولوطنهم أيضًا بصورةٍ نافعة.

ونحن نعلم عن أهل السياسة الذين يحكمون آسيا مهدَ الأنبياء أنهم لا يمنعون ولا يستطيعون أن يمنعوا التقوى والصلاح اللذَين يشكِّلان حاجةً ضروريةً لهذا الشعب منذ ألف سنة، شأنهما شأن الغذاء والدواء.

إن من مقتضى الإنسانية غَضَّ الطرف عن المآخذ الموجودة في مسائل عَرَضَ لها رجلٌ منزوٍ منذ عشرين سنة، وناقشها قبل انزوائه بعشرين سنة أخرى وفق عقلية «سعيدٍ القديم»، ولم تعد تناسب أسلوب المتلقِّين في هذا الزمان؛ وإن واجبي الوطني يُحتِّم عليَّ أن أذكِّركم بما يلي مراعاةً لمصلحة الوطن والشعب والاستقرار، فأقول:

إن توقيفَنا وتشويه سُمعتنا ومصادرةَ رسائل النور لأسبابٍ تافهة، من شأنه أن ينعكس على كثيرين ممن قدموا لهذا الوطن واستقراره منافعَ دينيةً جمة، فيدفعهم إلى مناوأةِ من يديرون البلاد، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضوية؛ نعم، فالذين أنقذوا إيمانَهم بفضل رسائل النور وأصبحوا أفرادًا نافعين لهذا الشعب لا يتأتى منهم ضرر، قد باتوا يَربون على مئة ألف، وهم ينتمون إلى كلِّ طبقةٍ من طبقات الشعب، ويوجدون -تقريبًا- في كلِّ مديريةٍ من مديريات حكومة الجمهورية، وهم أفرادٌ نافعون يتحلَّون بالاستقامة والنزاهة، والأَولى بحق هؤلاء أن يتلقوا الحماية لا الطعن والتشويه؛ وإن ما يقوم به فريقٌ من المسؤولين الرسميين الذين لا يصغون لشكوانا ويمنعوننا من الكلام ويضيِّقون علينا بشتى الذرائع، يثير لدينا هواجس قويةً بأنهم يُفسِحون المجال للفوضوية كي تعيث في الوطن فسادًا.