743

أما هَمُّ المعيشة، فما دام كلُّ واحدٍ منكم قد دخل هذا السجن بدلًا من تلاميذ كُثْر، بل دخله بعضكم بدلًا من ألف، فلا ريب أن لهؤلاء مساعداتٍ يقدمونها لكم في الخارج، لا سيما في أثناء سوق الآخرة المُقامة في هذه الشهور الثلاثة؛ وهذا ما سرَّني كثيرًا واعتبرت المُكث في هذا المكان حتى حلول العيد نعمةً كبرى.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

…….

علِمتُ من خلال بعض الأمارات أن أعداءنا العاملين في الخفاء يبحثون عن حججٍ باطلةٍ يَدمغون بها الأنوار للحط من قيمتها، وذلك بإعلان التوجُّس من دعوى المهدوية التي تومئ إلى معنًى سياسي، وكأن الأنوار مجرد أداةٍ لهذه الدعوى؛ ولعل الأذى الذي لقيتُه ناشئٌ عن هواجسهم هذه، وأنا أقول لهؤلاء الأعداء الظالمين ولمن يأتمرون بأمرهم ضدنا:

حاشا ثم حاشا.. ما تجاوزتُ حدِّي يومًا فأتخذَ من حقائق الإيمان أداةً أُحقق بها جاهًا وسمعةً لشخصي؛ وهذا أمرٌ تشهد له خمسٌ وسبعون سنةً من حياتي لا سيما الثلاثون سنةً الأخيرة منها، وتشهد له أيضًا رسائل النور المئة والثلاثون، وآلاف الأفاضل الذين تربطهم بي علاقة الصحبة المتينة.

أجل، يعلم تلاميذ النور -وهو أمرٌ سبق أن بيَّنت الدلائل عليه في المحاكم- أنني أسعى وأجتهد لا لكسبِ مقامٍ أو شهرةٍ أو جاهٍ وسمعة، ولا لأنال مرتبةً أخرويةً أو معنويةً، بل لأُؤَدِّي خدمةً إيمانيةً لأهل الإيمان؛ وأنني في سبيل هذه الخدمة مستعدٌّ بكل قناعتي وقوتي للتضحية لا بحياتي الدنيا ومقاماتي الفانية فحسب، بل حتى بحياتي