745

معارضين ألدَّاءَ كُثْر، لكيلا ينفضَّوا من حوله، ولكيلا يُفتِّر همةَ من بالغوا في مدحه، فلم يردَّ مدحَهم وثناءَهم من أصله، وإنما أحاله على الأنوار لا غير.

لكن بالرغم من هذا كله يَعمِد بعض المسؤولين الرسميين إلى الخدمة الإيمانية التي يقوم بها هذا الرجل الذي شارَفَ على باب القبر، فيعملون على تحويلها إلى وجهةٍ دنيوية، فما أبعدهم عن القانون والإنصاف؟!!

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: لا تضطربوا ولا تقلقوا، فلقد تحقق بالتجارب القطعية المتكررة أن كل مصيبةٍ تنزل بنا تتضمن -خلف حجابها وفي نتائجها- التفاتاتِ عنايةٍ، وتبسُّماتِ رحمةٍ، وتربياتِ قدَرٍ وعدالةٍ وشفقة؛ ونحن إزاء هذه المشاق والأوضاع المريرة مكلَّفون بكمال الصبر مع الشكر.

إن تلاميذ النور مظهرُ نموذجٍ من نماذجِ خدمةِ الحقائق الإيمانية.. تلك الخدمة القدسية التي نهض بها الآلاف بل الملايين من مجاهدي الحقائق الذين سُلِخت جلودهم في سبيلها أمثال جرجيس عليه السلام، [جرجيس رجلٌ صالحٌ من أهل فلسطين، كان قد أدرك بقايا من حواريي عيسى عليه السلام، وجهر بالإيمان بالله وتوحيده بين عَبَدة الأوثان، ولقي في سبيل ذلك من أذى الملوك فظائع، وأجرى الله تعالى على يديه كراماتٍ وعجائب؛ أفرد له الطبري في تاريخه فصلًا بعنوان: ذكر خبر جرجيس؛ هـ ت] وإن المشاق التي يقاسيها تلاميذ النور لا تبلغ واحدًا بالألف مما قاساه أولئك الأماجد، إلا أنهم في الأجر والكسب سواءٌ بإذن الله.

ثانيًا: إن المخططات التي حاكها أعداؤنا ضد الأنوار قد باءت بالفشل.. أجل، فشلت مخططات أعدائنا العاملين في الخفاء الذين حاولوا تصفيتي إحدى عشرة مرة،