748

ثم إن الأشقاء الثلاثة من آل «جالشقان» قد دَرَؤوا بسَجنهم السجنَ عن تلاميذِ نورٍ كثيرين، وصاروا على نحوٍ ما وسيلةً لصرف أنظار المحكمة الحالية عن رسائل النور بسبب الافتراءات التي أُلصِقت بهم، فلو كان أطلق سراحهم دوننا لما تحقق لهم هذان المكسبان القيِّمان، ولَبَدَتْ صلتهم الوثيقة برسائل النور ضعيفةً في نظر الناس.

النقطة الثانية: إن قضيتنا وظيفةٌ قرآنيةٌ وإيمانيةٌ كبرى تتعلق بالعالَم الإسلامي كافةً، وإن المنافقين العاملين في الخفاء الفَزِعين منها يسعون للتهوين منها والحطِّ من شأنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وهم لشدة اهتمامهم بها يُظهِرون أنفسهم بمظهر مَن لا يبالي بها، ويضللون بذلك الحكومةَ والقضاء.

فمثلًا يصرفون النظر عن ضباطٍ رفيعي المستوى من طلاب النور، بينما يَعمِدون إلى جنديٍّ بسيطٍ من طلاب النور بأنقرة، وُجِدتْ بحوزته بضعةُ رسائل لا ضرر منها، فيجعلون من هذا ذريعةً للمماطلة في قضيتنا في هذه المحكمة؛ ويَعمِدون كذلك إلى شخصي الذي لا أهمية له، فيسلطون عليه الأضواء بالتضييق والقدح والسجن، بينما يتجاهلون الأنوار بدروسها القوية، ويتجاهلون تلاميذها بشخصهم المعنوي الراسخ الذي لا يُكمَّم فمُه، وكلاهما له من الأهمية ما يفوق شخصي بآلاف المرات؛ وواقع الحال أن القوم يرتعدون خوفًا من هذه الأهمية حتى باتوا يريدون أن يصوِّروا القبة حبة؛ والحق أنهم قد بلغوا من الغَيِّ مبلغَه.

وإذا كان بعض إخوتنا قد لحقَ أعمالَهم وتجارتَهم العائليةَ ضررٌ من جَرَّاء تأجيل الإفراج عنهم، فإن المكاسب المعنوية ستُخفِّف هذا الضرر المادي فتجعله كالعدم بإذن الله.

نحن في ظل العناية، فلا تهتموا ولا تقلقوا؛ وإن وظيفتنا الصبر والشكر، والانشغالُ بالأنوار ما أمكن، وبثُّ السُّلوان للسجناء الذين يقاسون المشاقَّ أكثر منا.

سعيد النُّورْسِيّ

***