751

إن ما يلزمنا ويتوجب علينا فعلُه مراعاةً لحرمة هذه الشهور الثلاثة المباركة وما تنيله من الأجر العظيم، هو الصبر والتحمل مع الشكر، والتوكلُ والتسليمُ لدستور: مَن آمن بالقدر أمِنَ من الكدر.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. يا مبعث سُلواني في هذه الدنيا.. ويا رفاقي الجادين في خدمة الحقيقة بلا كللٍ ولا ملل..

إن هذا الوقت الذي يمضي مُمِلًّا كئيبًا، إذا اغتنمتموه في هذه الشهور المباركة وفي هذا المُعتكَف ذي الأجر الجزيل، [يقصد السجن؛ هـ ت] فأنفقتموه ما استطعتم في المشاغل القرآنية والنورية، عاد عليكم بمنافع جَمَّة.

إذْ فضلًا عن أنها تُخَفِّف الضيق والملل، فإنها عبادةٌ جزيلة الأجر، ومبعثُ انشراحٍ للقلب والروح، وتُعَدُّ عبادةَ تفكرٍ لكونها اشتغالًا بالإيمان من خلال الأنوار، وتُعدُّ عبادةً كذلك بخمسةِ أوجهٍ كما ذُكِر في آخر «رسالة الإخلاص».

إنني بينما كنت أشعر بالأسف لتخصيص جزءٍ من الوقت للاشتغال بالمدافعات في هذه الأيام، إذْ وَرَدَ إلى القلب أن هذا الاشتغال هو أيضًا عملٌ علميٌّ، إذ يقدم خدمةً في سبيل نشر الحقائق الإيمانية ورفع القيود عنها، وهو بهذا المعنى نوعُ عبادة.

وإني كلما داهمني الملل عمدتُ إلى مباحث النور التي طالعتُها مئات المرات، فأعدتُ مطالعتها من جديدٍ بشغفٍ؛ حتى إنني أعدُّ أن المدافعات شأنُها شأنُ رسائل