752

النور العلمية؛ ولقد سبق أن قال لي أحد إخواني: لقد قرأتُ «الكلمة العاشرة» ثلاثين مرة، وما زلت أشعر بالرغبة والحاجة لقراءتها مجددًا.

ومن هنا عرفتُ أن إحدى خصائص القرآن الفريدة -أعني عدمَ الإملال- قد انعكست في رسائل النور التي هي تفسيرٌ لحقائقه ومعكسٌ ومرآةٌ لها.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

إن أنجع حلٍّ يواجَه به الضيقُ واليأسُ في هذه الدنيا، خصوصًا في هذا الزمان، وخصوصًا لمن وقعوا في المصائب، وبالأخص لتلاميذ النور، إنما هو مبادلةُ الأخ أخاه السُّلوانَ والفرح، وتعزيزُ قوته المعنوية، وبَلْسَمةُ همِّه وغمِّه وحُزنِه، وملاطفةُ قلبه الكئيب بشفقةٍ تامةٍ كما هو شأن الأخ الحقيقي المضحِّي.

إن العلاقة القائمة بيننا إنما هي الأُخوَّة الحقيقية الأخروية، وهي علاقةٌ لا تقبل ضغينةً ولا تعصبًا لرأي؛ وإنكم تعلمون أني اعتمدتُ عليكم بكل قوتي، وشددتُ بكم أزري، وقررتُ أن أضحي لأجلكم براحتي ومكانتي وشرفي، بل حتى بروحي راضيًا بكل سرور، فما دمتم تعلمون هذا بل تشاهدونه، فإنني أؤكد لكم مقسِمًا أنني منذ ثمانية أيامٍ محزونُ القلب من جراء حادثةٍ تافهةٍ جرت بين اثنين من أركان النور تَدابَرا ظاهرًا، وأحزنَ كلُّ واحدٍ منهما الآخرَ بدلًا من أن يبادله السُّلوان، فبكت روحي وقلبي وعقلي بضراعةٍ قائلين: أَوَّاه أَوَّاه.. الأمانَ الأمانَ.. المددَ يا أرحم الراحمين.. احفظنا وقِنا من شر شياطين الإنس والجن، واملأ قلوب إخواني ولاءً ومحبةً وأُخُوَّةً وشفقةً فيما بينهم.