754

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء المخلصين..

إن إعمالَ دساتير لمعة الإخلاص وسرِّ الإخلاص الحقيقي، وتطبيقَها بيننا ما أمكننا وبكل ما أوتينا من قوة، قد بلغ درجة الوجوب.

لقد بلغني خبرٌ قطعيٌّ بأنه تم تعيين ثلاثة أشخاصٍ منذ ثلاثة أشهرٍ لتشويش العلاقات بين الإخوة الخواصِّ هنا انطلاقًا من اختلاف مشاربهم أو أفكارهم.

ثم إن القوم يماطلون في محاكمتنا من غير سببٍ لبثِّ التململ في نفوس النوريين الثابتين بغية زعزعتهم، ولإثارة هواجس الضعفاء والجزعين منهم، ودفعهم للتخلي عن الخدمة النورية؛ فحذارِ حذارِ أن تهتز العلاقةُ التي تربط بينكم.. علاقةُ المحبةِ الصادقة والأُخوَّةِ المتباذِلةِ المضحِّية، فإنها إنْ اهتزَّت ولو بمقدار ذرَّةٍ تضررنا بالغَ الضرر.

وإذا كانت خدمتنا القرآنية والإيمانية تقتضي أن يضحي بعضُنا في سبيل بعضٍ حتى بأرواحنا إن لزِم الأمر، فليس من شأن الإخوة المضحِّين الحقيقيين أن يتدابروا بنزقٍ من جراء الضغوط والضيق وما شابهه، وإنما شأنهم إنماء المحبة والمودة، واحتمالُ الأخطاء والعثرات بكل تواضعٍ وتسليمٍ وفناءٍ عن الذات؛ وإلا تفاقمت الأمور وخلفت أضرارًا لا يمكن تلافيها.

أختصر محيلًا إلى نباهتكم.

سعيد النُّورْسِيّ

***