755

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: أخذًا بقاعدة: «الخير فيما اختاره الله»، فإن في تأخيرِ محاكمتنا، وفي إحضارِ إخواننا المُخلَى سبيلُهم ومثولِهم أمام المحكمة هنا خيرًا كثيرًا.

أجل، إذْ لما كانت قضية رسائل النور ذاتَ أهميةٍ بالغةٍ في العالَم الإسلامي عامةً وفي هذا البلد خاصةً، كان من اللازم لفتُ أنظار العموم إلى حقائقها من خلال مثل هذه الاعتقالات والتجمهرات التي تترك صدًى كبيرًا، بحيث تلقي رسائلُ النور دروسَها بنفسها على الملأ، وعلى العدو والصديق، وتُعلنها مدويَّةً مجلجلةً، وتكشف دون تحفُّظٍ عن أخصِّ أسرارها لأبعد الغرباء، رغمًا عنا، وبما يفوق توقعاتنا واحتياطاتنا وتحفظاتنا وتهويناتِ خصومنا.

وما دامت هذه هي الحقيقة فعلينا أن ننظر إلى الضغوطات اليسيرة التي نواجهها على أنها دواءٌ مُرٌّ كالعلقم، فنصبر ونشكر قائلين: كل حالٍ يزول.

ثانيًا: كتبتُ إلى مدير هذه المدرسة اليوسفية قائلًا:

لقد هبَّتِ العاصفة البلشفية أولَ ما هبَّت من السجون، وكنتُ حينها أسيرًا في روسيا، واندلعت الثورة الفرنسية كذلك من السجون على أيدي السجناء الذين عُرفوا في التاريخ باسم «المخربين والإرهابيين»، أما نحن تلاميذَ النور فقد عملنا ما استطعنا على إصلاح السجناء سواءٌ في «أسكي شَهِر» أو في «دَنِزْلي» أو هنا؛ وقد ظهرت فائدة هذا الإصلاح جليةً في «أسكي شَهِر» و«دَنِزْلي»، وكانت فائدته هنا أكثر، حتى إن الزويبعة التي حصلت في هذا الظرف الحساس -زمانًا ومكانًا- قد تضاءلت بفضل دروس النور