757

لقد حصل أن وَهَنَ عزمُ بعضِ إخواننا الضعفاء الذين كانوا معنا في السجون السابقة، فانسحبوا من دائرة النور، وخسروا بذلك خسارةً كبرى، ولم يُصِب الأنوارَ من ذلك أيُّ ضرر، بل برز إلى الميدان تلاميذُ أقوى منهم ثباتًا وإخلاصًا.

وما دامت امتحانات الدنيا عابرةً تمضي سريعًا، وما دمنا ننال أجورَها وثمراتها، فعلينا أن نعتمد على العناية الإلهية ونصبر شاكرين.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. ورفاقَ الدرس في هذه المدرسة اليوسفية..

إن الليلة الآتية هي ليلة البراءة، [من أسماء ليلة النصف من شعبان؛ هـ ت] وهي لكونها بمثابة نواةٍ قدسيةٍ للسنة كلها، ولكونها برنامجًا لمُقدَّرات البشر، فإنها بقدسيةِ ليلة القدر؛ وكما أن الحسنة تُضاعَف في ليلة القدر إلى ثلاثين ألف ضعف، فإن كلَّ عملٍ صالحٍ يؤدى في ليلة البراءة هذه وكلَّ حرفٍ يتلى من القرآن فيها يضاعَف ثوابُه إلى عشرين ألف ضعف.

وإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها في سائر الأوقات فإنها تُضاعَف في هذه الشهور الثلاثة إلى مئةِ ضعفٍ بل إلى ألف، وتُضاعَف في هذه الليالي القدسية المشهورة إلى عشرة آلافِ ضعفٍ، بل إلى عشرين أو ثلاثين ألفًا، فهذه الليالي تَعدِل في الأجر ما قد يبلغ عبادة خمسين سنة، وإنه لَمكسبٌ عظيمٌ أن ينشغل المرء فيها ما استطاع بالقرآن والاستغفار والصلوات.

سعيد النُّورْسِيّ

***