763

غربالٍ ليُعرَف إن كان لنفوسكم حظوظٌ ودسائسُ أم لا؟ أجل، كان هذا من اللازم جدًّا لخدمتكم بحيث سمح به القدر الإلهي والعناية الربانية.

ذلك أنه بعد كلِّ هذا التشهير الذي شَنَّه عليكم خصومكم المعاندون أصحابُ الحجج الواهية والمعاملة الجائرة، تَبيَّن للجميع أن خدمتكم نابعةٌ من محض الحق والحقيقة، وأنها لا يشوبها شيءٌ من الحيلة أو الأنانية أو الغرض أو المنافع الشخصية أو الدنيوية أو الأخروية؛ ولو أن هذه الخدمة ظلَّتْ تؤدى من وراء حجابٍ لكانت عرضةً للتفسير بمعانٍ شتى، ولما وثق بها عوامُّ أهل الإيمان، بل لَظنوا أننا نخدعهم، ولساوَرتْ بعضَ الخواصِّ الوساوسُ أيضًا، فقالوا بحقنا: إن هؤلاء أناسٌ يقدِّمون أنفسهم كما لو أنهم بعض أهل المقامات كي يحظوا بثقة الناس وقبولهم؛ فلا يطمئنُّ لخدمتكم هذا الفريق ولا ذاك.

أما الآن وقد تجاوزنا الامتحان، فقد بات أعتى المعاندين الموسوسين مضطرًّا للاستسلام أمام هذه الخدمة.. لقد كانت محنتُكم واحدة، لكنَّ مكاسبكم ألوفٌ بإذن الله.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: أُخطِر على القلب بيانُ معامَلةٍ عوملتُ بها في حالتَي الأسر التي تعرَّضتُ لهما، وهي معاملةٌ ذات عبرةٍ بالغةٍ تثير الحيرة.

وذلك أني كنت في مهجعٍ واحدٍ مع تسعين أسيرًا من ضباطنا بـ«كوسْتْروما» في روسيا، فكنت أعلِّمهم أمور دينهم بين الحين والآخر، وذات يومٍ حضر القائد الروسي