764

ورأى الدرس فقال: «لقد كان هذا الكردي قائدَ فرقةٍ من المتطوعين، وقد قتل الكثير من جنودنا، ثم ها هو الآن يعطي دروسًا سياسية!! إنني أمنعه من هذا منعًا باتًا»؛ وبعد يومين جاء القائد نفسه، وسمح بالدروس قائلًا: «بما أن دروسك دينيةٌ وأخلاقيةٌ وليست سياسيةً، فاستمر عليها».

أما في أسري الثاني، فإني حين كنتُ في أحد السجون، مَنع رجال القضاء أحدَ خواصِّ إخواني من زيارتي رغم أنه لازَمَ دروسي عشرين سنة، ورغم أنه يُجيد التعليم أفضل مني، كما منعوا الإخوةَ الذين يقومون على خدمتي في أموري الضرورية من  زيارتي لئلا يتعلموا مني درسًا!! مع أن رسائل النور لا تدع حاجةً لدروس سواها، ومع أنه لم يبق لديَّ درسٌ أعلِّمه، ولم يعد لنا سرٌّ خافٍ على أحد؛ هذا وقد طرأ أمرٌ أوجب اختصار هذه القصة الطويلة.

***