739

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

إن لائحة دفاعنا التي أدلينا بها في «أفيون» تتضمن حقائقَ مهمةً تتعلق بنا وبالأنوار، وبهذا البلد وبالعالَم الإسلامي كافةً، ولا بد أن يُطبَع منها خمسُ أو عشرُ نسخٍ بالحروف اللاتينية لتُرسَل إلى الجهات العليا بأنقرة؛ إن وظيفتنا الحالية -سواءٌ أُفرِجَ عنا أو حُكِم علينا- هي إيصال الحقائق التي ينطوي عليها هذا الدفاع إلى الحكومة والجهات القضائية وإلى الشعب عامةً؛ ولعل هذه هي إحدى حِكم القدر الإلهي من سَوقِنا إلى هذه المدرسة، فلتُكتَب بأسرعِ ما يمكن بالآلة الكاتبة.

إننا حتى لو أُطلِق سراحنا اليوم، فلا مفرَّ لنا من تقديمها إلى الجهات المذكورة، فلا يصرفنَّكم شيءٌ عنها فتؤجِّلوا أمرها.

كفى.. لِتكن هذه مدافعتَنا الأخيرةَ ردًّا على ما تعرَّضنا له من أشدِّ الظلم والذرائع الباطلة والأذى غير المسبوق في السجن الذي سُجِنّاه ثلاث مراتٍ خلال خمس عشرة سنة لأجل القضية نفسها.

وما دامت المحاكم السابقة قَدَّمت لنا بشكلٍ قانونيٍّ آلةً كاتبةً نكتب بها دفاعنا عن أنفسنا، فليس بمقدور هؤلاء قانونًا أن يمنعونا حقَّنا هذا هنا؛ فإن لم يُحَلَّ الأمر رسميًّا، فليَكتبْ محامونا بالخارج -أولًا وقبل كلِّ شيء- خمسَ نُسخٍ منها بالآلة الكاتبة، ولينتبه جيدًا إلى سلامتها من الأخطاء.

سعيد النُّورْسِيّ

***