849

فتحٍ وظهورٍ وازدهارٍ على امتداد أرجاء هذا البلد، وعَمَرَتْ قلوبَ أهل الإيمان بالأنس والسرور، وهذا دليلٌ ساطعٌ كالشمس في رابعة النهار يُثبِت سُموَّ وعِظَم هذه الدعوة القدسية التي نهضتم بخدمتها ووفِّقتم فيها أيَّما توفيق.

إن الصبر والثبات الذي تحلَّيتم به أمام المشاقِّ والعقبات التي واجهتموها على امتداد ثلاثين سنة، وما قمتم به من جهادٍ وخدمةٍ فريدةٍ في سبيل نشر رسائل النور التي أفاضها القرآن على قلبكم، ستكون أنموذجًا يُحتذى لأجيال المستقبل ومجاهدي الإسلام الأبطال.

لقد بدَّدتم بأشعة النور الساطعةِ من شمس القرآن ظلماتِ الجهل والضلال، وأنَرْتُم بها قلوب الملايين، فكانت لكم مآثرُ وأيادٍ بيضاء خالدةٌ بين أهل الإيمان، وستبقى خدمتكم وتضحياتكم ماثلةً على مَرِّ الزمان، لا ينساها التاريخ، ولا تنساها هذه الأرض، ولا ينساها هذا الوطن ولا أبناؤه؛ بل حتى عند انتقالكم إلى عالَم الخلود ستكون خدمتكم نواةً تنبثق منها شجرةُ نورٍ باسقةٌ ممتدَّةُ الأغصان وارفةُ الظلال، تتدلى منها قطوفُ رسائل النور المتألِّقة، وتلتقي في ظلها الجماعات العظيمة، فتستأنف هذه الخدمة بأبهى صورةٍ وأسطعها، وتُديمها إلى أن يَرث الله الأرض ومن عليها.

بلى، فأستاذُنا الحبيب هو رائد هدايةٍ لهذا العصر بما قيَّض الله له من منزلةِ الترجمان لرسائل النور، وبخدمة الإيمان التي أنارت آفاقَ العالَم الإسلامي، وهو دلَّال القرآن في القرن الهجري الرابع عشر، وهو البطل المضحِّي الذي تصدّى بنور القرآن لظلمات هذا الزمان العصيب، وهو الرجل المهيب الذي نشر مئات آلاف رسائل النور بأقلام مئات الآلاف من طلابها الأبرار، فأقام سدًّا قرآنيًّا مُحكمًا منيعًا في وجه الإلحاد والكفر المطلق.

إننا نشكركم من صميم قلوبنا على خدمتكم القدسية التي نشرت سحائب الرحمة والسعادة على العالم، وجادت بالسلامة والسُّلوان لبني الإنسان، وحملت طلائعَ البشرى لأهل الإيمان بعودة حاكمية الإسلام على أصقاع الأرض، وذلك هو يومُ العيد الأكبر والأنور.

نُقبِّل أياديَكم الكريمة، راجين لكم من المولى سبحانه العمرَ المديد المبارك.

طلاب النور بجامعة أنقرة

إسماعيل، صالح، عاطف

أحمد، ضياء، محمد، عبد الله

***