القسم التاسع

فتوحات رسائل النور خارج البلاد

فتوحات رسائل النور خارج البلاد

تمتاز رسائل النور بأنها تسلك سبيل الإقناع من خلال مخاطبة العقل والقلب بأسلوبٍ رصينٍ يناسب معطيات العلم في العصر الحديث، ولهذا لم يقتصر انتشارها على تركيا وحدَها، بل نالت قبولًا واسعًا خارجها، وأبلغُ دليلٍ على هذا تداولُها وانتشارُها في عددٍ من بلاد العالَم الإسلامي قبل أن تُطبَع في تركيا نفسِها بالحرف اللاتيني، [بدأت أول طباعةٍ للرسائل بالحرف اللاتيني في العام 1950، هـ ت] فلقد عرفتْها مبكِّرًا بلادٌ إسلاميةٌ عدةٌ وفي مقدمتها العراق وباكستان، وتولَّتْ ترجمتَها وطباعتها بالعربية والأوردية والهندية والإنكليزية، وأقبلت عليها شريحةٌ واسِعةٌ من القراء.

وغنيٌّ عن القول إن بديع الزمان شخصيةٌ متميزةٌ نالت شهرةً واسعةً قبل قُرابة خمسين عامًا ولم تكن مقصورةً على محيطه القريب، فلقد كان لمكانته العلمية وقوةِ عارضته منذ أن كان فتًى دورٌ كبيرٌ في لفت الأنظار إليه سواءٌ في الداخل أو في الخارج، ولقد عرفه الأزهر -وهو مركزُ العلم في العالَم الإسلامي- عن طريق علمائه وشيوخه كالشيخ العلامة «بَخيت المطيعي» وغيره، بينما ذاعت شهرته بين الناس باعتباره عالِمًا واسع الاطلاع على العلوم الحديثة، وعرَّفتْ به مقالاتٌ نُشِرت في مصر ووَصَفَتْه حينَها بـ «بديع الزمان»؛ وسبق له قبل نحو خمسين عامًا أن ألقى خطبةً فريدةً في الجامع الأموي بدمشق حضرها جمعٌ غفيرٌ يبلغ العشرة آلاف وفيهم نحو مئةٍ من أهل العلم، وقد بيَّن