798

نسمة.. بل إيمان المجتمعات الإسلامية التي تَعُدُّ مئات الملايين فَلْيَفْدِها لا سعيدٌ واحد، بل ألف سعيدٍ وسعيد.

إنه إن لم يكن على وجه الأرض جماعةٌ ترفع رايةَ القرآن فلستُ أرغبُ في الجنة.. بل ستكون هي نفسها سجنًا لي، وإنني راضٍ أن أحترق بنار جهنم في سبيل أن يَسلَمَ إيمانُ أبناء هذا الوطن، لأنه عندما يحترق جسدي سيكون فؤادي روضة أزهار.

كان الأستاذ في حالةٍ من الحماس والاندفاع، كان كبركانٍ يقذف بالحمم، أو كعاصفةٍ تهب على بحار القلوب فتتلاطم أمواجها، أو كشلالٍ دفاقٍ مهيبٍ يصب في أعماق الروح؛ استمر يتحدث كخطيبٍ هادرٍ في حشدٍ من الناس لا يريد أن يقطع عليه أحدٌ حديثَه.

شعرت بأنه قد تعب فأردتُ أن أغير الموضوع؛ سألتُه:

هل مللتم من المحاكمات؟

…….

أسألُ أساتذةَ الحقوق وأهلَ العلم: أيوجد في القانون مادةٌ تجرِّم مَن يؤيِّد تعليمَ الدين أو يؤيد الحفاظ على عفةِ وشرفِ نسائنا وبناتِ وطننا بتربيتهن التربيةَ الإسلامية؟ أم هل يوجد في قولي: «وَرَدتْ إلى القلب حقيقةٌ..» ونحوِه من التعابير ما يدل على أني أقصد بها تحقيق نفوذٍ شخصي؟

كان لقاؤنا بالأستاذ قد طال كثيرًا، ومضى الوقت سريعًا، فاستأذنَّا بالانصراف وغادرنا.

أشرف أديب

1952

***