781

باسمه سبحانه

إلى الإخوان المسلمين الأفاضل في مراكز العالم الإسلامي..

يسرنا أن ننقل إليكم أحرَّ التهاني والتبريكات، ونعلمكم أن الرسالة التي وصلتنا عن طريقكم من قِبَل عالِمٍ مجاهدٍ جليلٍ مباركٍ قد نقلناها بدورنا إلى العالِم الجليل المفسِّر صاحب التصانيف القيمة بديع الزمان سعيدٍ النُّورْسِيّ.

وإن الأستاذ في رسالته الجوابية إليكم يثني على جهودكم ثناءً بالغًا، ويخبركم أن النوريين الذين هم خَلَفُ أبطالِ القرآن والإيمان في بلاد الأناضول يشكلون مع إخوتهم المسلمين المتوجهين إلى الحقيقة القرآنية في البلاد العربية صفَّين متآخيين متوافقين مترافقين من بين صفوفٍ كثيرةٍ منضويةٍ في دائرة حزب القرآن، كما يعبِّر لكم عن سروره البالغ بعزمكم على ترجمة بعض رسائل النور إلى العربية ونشرها فضلًا عن علاقتكم الوثيقة بها، وقد كلفنا أن نبلغكم ضرورةَ أن تتبنى الجماعات الإسلامية رسائل النور وتتواصل مع تلاميذها بـ«أورفا». [مدينةٌ تقع جنوبيَّ تركيا قريبًا من الحدود السورية؛ هـ ت]

أيها الإخوة المنوَّرون أبناء العرب الأعزة النُّجباء.. إن جيوش الكفر التي ظلت تهاجم أجدادنا منذ ألفٍ وأربعمئة سنةٍ لتُمزِّق الأمة الإسلامية لم تنجح في تحقيق مرادها إلا بعد الحرب العالمية الأولى؛ لقد سعى الأعداء بشتى الدسائس والأكاذيب لفصم عُرى المحبة التي جمعت بين التُّرك والعرب في أُخوةٍ إسلاميةٍ صادقةٍ على مدى ألف عام، وغاظهم أن يروا هذه القلوب تهفو بشوقٍ مضطرمٍ لتلثم أعتابَ تلك الروضة المطهَّرة التي ضمت ذلك الجنابَ النبويَّ الشريف، فخرَ أهل الإسلام وبني الإنسان، ومدارَ الأكوان، ومظهرَ فيوضات الرحمن، وغصَّت نفوسهم أن تُبذل المُهجُ والأرواح في سبيلِ نيلِ عنايةٍ من ذلك الجناب الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.