854

وعلى صعيدٍ آخر، قام طلاب النور النشطاء في كلٍّ من «أورفا» و«ديار بكر» بإنشاء مدارس نورية، وشرعوا بإقراء دروس العلم من رسائل النور لشتى طبقات المجتمع خصوصًا فئتَي الشباب والطلاب، وبذلك أعادوا لطلاب العلم مكانتهم المرموقة التي تشتد إليها الحاجة في هذا الزمان، وأدَّوا خدمةً إيمانيةً جليلةً في المناطق الشرقية؛ وفي هذه الأثناء رُفِعَت دعوى ضد أحد طلاب النور النشطاء كان يؤدي خدمةً إيمانيةً وقرآنيةً في «ديار بكر»، إلا أن القضية انتهت بصدور البراءة مما كان له أثرٌ طيبٌ في نفوس أهل الإيمان.

أما القضية التي كانت مرفوعةً ضد الرسائل بمحكمة «أفيون» [رُفِعَت الدعوى أواخر العام 1947 م؛ هـ ت] فقد بُتَّ بها في العام 1956 م، فبعد أن قامت الهيئة الاستشارية في رئاسة الشؤون الدينية بالتمحيص في رسائل النور والتدقيق فيها، أصدرت تقريرًا يفيد بأنها مؤلَّفاتٌ تخدُم الإيمان والأخلاق؛ وبناءً على هذا أصدرت محكمة «أفيون» قرارًا قطعيًّا ببراءة الرسائل والسماح بها؛ تلاه قرارٌ أصدره قاضي التحقيق بـ«إسبارطة» ينص على منع محاكمة رسائل النور، وبذلك اجتازت الرسائل كل العقبات القضائية التي مَرَّت بها لتنال سماحًا كليًّا وعامًّا، وتَلْقى حسن القبول على أوسع نطاق.

نشر الأنوار:

بالتوازي مع خدمة الأنوار التي كانت تجري على قدمٍ وساقٍ في أماكن شتى من الأناضول، اضطلعت المدارس النورية في كلٍّ من أنقرة واسطنبول و«ديار بكر» و«أورفا» بخِدْماتٍ لم يقتصر تأثيرها على المحيط القريب، بل امتد إلى دائرةٍ واسعة النطاق؛ ولأن هذه الخدمات كانت قرآنيةً محضةً لا تَتْبع لشخصٍ أو فئةٍ أو جماعة، فقد نهض بها أشخاصٌ كثيرون لا يُحصَرون، وأدَّوها بطرُقٍ ووجوهٍ شتى؛ وتسابقتْ