791

بخصائصه، وتحظى بتقدير العلماء، وما دام الأستاذ البطل الذي يعمل دلّالًا للقرآن قد وقف حياته للإيمان والإسلام، ويمضي في منهجه بخطى واثقةٍ ومبادئ راسخةٍ وكمالٍ منقطع النظير، ويعمل ابتغاء مرضاة الله لا يبتغي منفعةً دنيوية، وما دام طلاب النور قد وهبوا حياتهم كذلك لخدمة الإسلام والإيمان في دائرة أهل السنة لا يبتغون من وراء ذلك شيئًا من حطام الدنيا، وما دام الآلاف منهم قد أثبتوا هذه الحقيقة بأفعالهم رغم التضييق والتهديد، وما دام كل طالبٍ من طلاب النور مستعدًّا أو يستعد للرد على أباطيل التيارات الفلسفية اليوم بإجاباتٍ محقَّقةٍ مسددةٍ، وما دام القرآن يلبي حاجاتنا ونجد فيه الحقائق واضحةً جليةً، وما دام هو نفسُه معلِّمَنا الأمثل، وهديةً ونورًا ورحمةً لنا من الله تعالى، وما دامت رسائل النور خزينةَ رحمةٍ ومنبعَ حقيقةٍ تُعلِّم شتى الفئات وتبيِّن لها بأوضح صورة: فلا ريب أن التوجهَ إليها واغتنامَ الوقت في قراءتها واستنساخِها بتمعنٍ وتفكرٍ لَيُعَدُّ عبادةً جليلةً ومصدرَ بهجةٍ وسعادة.

إن رسائل النور منقذٌ معنويٌّ لحاضرنا ومستقبلنا نحن الشباب، وهي دواءٌ وترياقٌ عظيمُ النفع وبالغُ التأثير نتناوله برغبةٍ ولذةٍ؛ وإنه لمن علامات الغفلة ألا يكون لنا صلةٌ أو تمسُّكٌ بها برغم ما فيها من الحقائق.

وحريٌّ بكلِّ ساعٍ وراء الحقيقة أن يتعلم من رسائل النور، وإننا نحن طلاب النور بجامعة أنقرة نؤمن بأن كل مثقفٍ سلك درب النور سيصل إلى السعادة الحقيقية ويعرف حقيقة الدنيا لا محالة؛ ولسوف يأتي على رسائل النور يومٌ يُدوِّي فيه صوتها مجلجلًا في أنحاء العالم.. أجل، كيف لا وهي نورٌ من أنوار القرآن الحكيم يُجلِّي كنوز الحياة الأبدية!!

إن علماء المسلمين الذين تجردوا عن أهوائهم ولم يجعلوا الدنيا غايتهم هم ورثة الأنبياء كما أخبر الحديث الشريف: «العلماء ورثة الأنبياء»، [أخرجه الترمذي في كتاب العلم، باب فضل الفقه على العبادة؛ وأبو داود في كتاب العلم، باب فضل العلم؛ وصححه ابن حبان برقم 88؛ هـ ت] ونحن بهذا الاعتبار نَعُدُّ