830

دفاع المحامي «سَنِيُّ الدين باشاق»:

بعد ذلك قام الوكيل الثاني المحامي «سَنِيُّ الدين باشاق» فأدلى بكلماتٍ موجزةٍ قال فيها:

لقد باتت المسألة واضحة، وتجلَّت الحقيقة كالشمس، وأصبحت المحكمة الموقرة على علمٍ بكلِّ ما يتعلق بالأمر، فليس لدي ما أضيفه.

كنت أود إطلاعكم على عقليةِ الجهةِ التي جاءت بهذا الرجل الفاضل إلى هنا وساقته إلى قفص الاتهام، وحسبكم بهذا الرجل قيمةً وفضيلةً وتضحيةً وتفانيًا في خدمة الوطن وأبنائه من غير مقابلٍ ولا عوضٍ سوى ابتغاء مرضاة الله تعالى.. نعم كنت أودُّ إطلاعكم على عقليةِ هؤلاء، لكن ليس هنا محل هذا الكلام، بل يتطلب الأمر تأليف كتابٍ مستقلٍ بهذا الخصوص، لأن التصدي لهذه العقلية من واجب كل فرد.

إن ما تتحلى به محكمتكم الموقرة من ضميرٍ سامٍ قد منحني طمأنينةً جعلتْني أستغني عن الدفاع.

أتشرف بطلب براءة موكِّلي.

***

دفاع المحامي «عبد الرحمن شرف لاج»:

عَقِب ذلك تقدم المحامي البارز «عبد الرحمن شرف لاج» بدفاعه، وهو محامٍ قديرٌ متمرِّسٌ تطوَّعَ -كسائر إخوانه المحامين الأفاضل- بالدفاع عن الأستاذ، وقد استهل دفاعه بالمقدمة التالية:

المحامي «شرف لاج»: لقد تَبيَّن تمامًا أن هذا السيد الفاضل المبارك الذي تجاوز الثمانين من عمره، والذي يَمثُل في محكمتكم متَّهَمًا، ليس له أيَّةُ علاقةٍ أو صلةٍ بأيِّ جُرمٍ،