836

أيمكن حينئذٍ بقانون العقوبات وحدَه الحيلولةُ دون وقوع التحلُّل والرذيلة والتسيب وجرائم الزنى والقتل؟ وبماذا يمكن مواجهة التدمير المنهجي الذي يجري على قدمٍ وساقٍ وبشكلٍ خفيٍّ ومعلنٍ معًا على يد فِتَنٍ جائحةٍ تهدِّد العالَم بأسره كالشيوعية؟!

أيها السادة القضاة أبناءُ الوطن الأُصلاء المحبون له.. المؤمنون بالله ودينه.. انظروا إلى حملات الدعاية الرهيبة التي تنشر الكفر.. انظروا إلى السموم التي ينفثها أعداء الدين في أفئدة الأجيال الفتية النقية الطاهرة المسلمة من أبناء هذا الوطن وأدمغتهم.. انظروا كيف يدمرونهم ويقضون عليهم بها!! ياله من تناقضٍ صارخٍ نعيشه!! ويالها من تهديداتٍ حقيقيةٍ نواجهها!!

لكن المدعي العام الذي رفع هذه الدعوى لا يرى شيئًا من هذا.. ولا يلقي بالًا للهجوم والإهانة التي يتعرض لها الإسلام وسائر الأديان السماوية.. لا.. بل يلقي القبض على مَن ينصح الشباب ويرشدهم ويحميهم من هذا الهجوم.

أيها السادة القضاة المحترمون.. أيها القضاة الأتراك المسلمون.. لا يمكنكم إدانة موكِّلي بتهمةِ رسالة النور المسماة «مرشد الشباب» التي تفيض بأنوار القرآن وتُجلِّيه للناس.

أيها القضاة المحترمون.. أيها القضاة الأتراك الأُصلاء المسلمون.. تعلمون جيدًا أن العلماء ورثة الأنبياء.. وهؤلاء السادة العلماء الأفاضل مكلفون بنشر وتبليغ ما وَرِثوه بالنصح والإرشاد كما أمرهم القرآن المبين.. لا يطلبون في مقابل وظيفتهم هذه عوضًا ولا أجرًا.. بل يؤدونها في سبيل الله لا يبتغون شيئًا سوى مرضاة الله ورسوله.. ويَمضون في وظيفتهم القدسية على هذا النهج حتى آخر رمقٍ من حياتهم.. لأن هذه الوظيفة أمانةٌ من الله ورسوله في أعناقهم.. فكيف يُلاحَق موكِّلي ويُدان على أدائه الأمانة إلى أهلها؟! كيف يؤتى بهذا الشيخ الطاعن في السن ذي البنية الضعيفة النحيلة ويزجُّ به في السجن؟! هذا ظُلمٌ مُريع.. وإنَّ منع هذا الظُّلم أمانةٌ في أعناقكم.