810

نحن طلابَ النور لا نشتغل بشيءٍ من السياسة، وإن أملَنا الوحيد هو أن تتحقق الحرية الدينية واقعًا ملموسًا في بلدنا، وأن يُرفَع الظلم والتضييق الذي جثم فوق الدين وأهله وأهل القرآن النوريِّين ربعَ قرنٍ من الزمان.

إننا ننصح الإخوة الديمقراطيين بألا ينخدعوا بحِيَل العهد السابق وألاعيبه الشيطانية، ولا يقعوا في الضلالة التي وقع فيها ذلك العهد، ولا يَستخِفُّوا بشيءٍ من إرادة الشعب وروحه كما استخفَّ بها مَن قبلَهم، فليمضوا بعزمٍ في الطريق القويم الذي سلكوه مواجهةً للشيوعية ونصرًا للدين.

باسم طلاب النور

صادق، صونغور، ضياء

***

بديع الزمان

يذكر «برغسون» في أحد أواخر كتبه المسمَّى «منبعا الأخلاق و الدين» أن أخلاق المجتمع الإنساني لا يمكن أن ترتفع من حضيضها وتبلغ شأوًا رفيعًا إلا بواسطة شخصيةٍ تتحلى بقدرٍ كبيرٍ من الدين والنزاهة.

وإننا نجد مصداقًا لهذه الفكرة في كل زمانٍ وبأمثلةٍ لا تحصى في كلٍّ من التاريخ الإنساني والإسلامي، ولقد استطاع عِلم التربية المستندُ في أصله إلى علم النفس أن يُخرِّج فيما سلَفَ أجيالًا أحسنَ حالًا منا، وذلك بقدر ما أخَذَ بهذا المبدأ، وبقدر ما وجَّه الأجيال الواعدة إلى التأسي بهذه النماذج والقدوات السامية؛ ولا شك أن بديع الزمان هو أحد هذه الشخصيات الاستثنائية النزيهة التي استطاعت الحفاظ على سمات القدوة المذكورة آنفًا برغم المجتمع والزمن الذي عاشت فيه.