814

باسمه سبحانه

حضرةَ أستاذِنا المبارك..

نبشركم بدايةً أن جميع النسخ التي أُرسِلت مؤخَّرًا قد تم توزيعها، وقد تلقَّاها الإخوة التواقون إلى النور ببالغ اللهفة والسرور، وها هم حَمَلة النور يسارعون للالتحاق بركبه بقلوبٍ متلهفةٍ مصداقًا للحقيقة القائلة: مَن طلب وجَدَّ وَجَدَ.

وبالأمس أحضر أخونا «ضياء» أربعًا وثلاثين نسخةً من كتاب «الكلمات»، وسرعان ما تسابق الإخوة عليها فلم يبق منها شيء، أما «عصا موسى» فيجري توزيعها بشكلٍ منتظمٍ في أنقرة وفي أنحاء مختلفة من الأناضول.

…….

بل حتى الذين لم يطالعوا الأنوار الساطعة التي اشتملت عليها الرسائل قد باتوا من أنصارها ومُواليها؛ وسيَشهد المستقبل انتشارًا واسعًا لمدارس النور الزهراء في بقاع الأناضول وأصقاع العالَم الإسلامي بإذن الله، وهذا أمرٌ تَبَيَّنّاه من سموِّ الحقائق التي تزخر بها الرسائل من جهةٍ، ومن الأُخُوَّة المتينة المنعقدة بين أهل العلم وبين المؤمنين الذين قرؤوا الرسائل بتفكرٍ وإمعانٍ من جهةٍ أخرى؛ ولا أجد تشبيهًا أصف به النشاط الذي تقوم به المدرسة الزهراء في هذه الأيام أقرب من تشبيهه بالنشر الربيعي المهيب الذي تُجريه يد القدرة الإلهية في فصل الربيع الزاهي، فهذا هو حال نشاط المدرسة الزهراء، وهو يجري بحمد الله بأجمل صورة لكن من غير ضجيجٍ ولا استعراضٍ ولا أضواء.

نعم، إن الإنسان الذي خُلِق عجولًا يطلب تحقُّق كلِّ أمرٍ في الوقت الذي يريده هو، دون النظر إلى السنن الإلهية التي تَحكُم هذا العالَم بأسره، فينصرف عن وظيفته المتعلقة به في دائرته الصغرى القريبة، ويلتفت إلى الدوائر الكبرى البعيدة.

إن الغراس التي غرَسَتْها بالأمس رسائلُ النور من رجالٍ أفاضل ذوي إيمان حقيقيٍّ قد استَوَتِ اليوم على سُوقها وطاب جَناها، وسيَشهد العالَم الإسلامي عما قريبٍ نماذجَ تُحتذى، ومشاعلَ نورٍ يُستضاء بها بإذن الله.

باسمِ طلاب النور بجامعة أنقرة

عبد الله

***