913

إن رسائل النور سِفرٌ إيمانيٌّ نفيسٌ حَقَّق لهذا الوطن وأبنائه الأمن والاستقرار، وأقام الوازع الحيَّ في القلوب؛ ولقد نالت الرسائلُ البراءةَ في شتى المحاكم التي رُفِعت فيها الدعاوى ضدها من قبل أعداء الدين، وصرَّحتْ خمسٌ وعشرون محكمةً بأنها لم تجد في رسائل النور جرمًا، وصدَّقت محكمةُ التمييز قرارَ البراءة بالإجماع، واكتسبتْ دعوى رسائل النور صفة القضية المُبرَمة.

لقد مرت على هذا الوطن ثلاثون سنة لم تُسجَّل فيها أيَّةُ واقعةِ إخلالٍ بالنظام بحقِّ أحدٍ من طلاب النور مع أنهم يبلغون مئاتِ الآلاف، ولهذا فإن الذين يعملون على منع نشر رسائل النور إنما يعملون -بقصدٍ أو بدون قصد- لصالح أعداء الأمن والاستقرار، ولصالح الفوضوية الهدامة التي تَخون الوطن والشعب؛ والحال أن الذي يتعرض لرسائل النور ليس الحكومة، فلقد تبين لرجال الأمن والشرطة أنْ ليس لبديع الزمان ولا لطلاب النور أيُّ مأرَبٍ سياسي، وليس لهم من عملٍ يتوفرون عليه سوى خدمة الإيمان والإسلام؛ ألا إن الذين يتعرضون لرسائل النور ليسوا سوى أعداء الدين العاملين في الخفاء، وإن طلاب النور الذين تلقَّوا من الرسائل دروس الإيمان التحقيقي هم حزب القرآن المتين الذي لا يُغلَب، والقلعة الحصينة الصامدة التي تتكسَّر على أسوارها هجماتُ أعداء الدين، وكلما اشتدت هجمات هؤلاء ازداد طلابُ النور ثباتًا وفاعليةً وولاءً لرسائل النور وأستاذهم، حتى لقد كتب أحدهم يخاطب الأستاذ قائلًا: أستاذيَ العزيز البطل.. كلما ازداد معارضونا عددًا ازددنا قوةً!! فلِلهِ الحمد بلا حد.

بلى.. كانت حقبةً سوداءَ حالكةً يخيم عليها الظلم والظلام، ويهيمن عليها العسف والاستبداد اللذان كَمَّما أفواه الجميع إلا رجلًا واحدًا لم يَسكت ولم يستطع أحدٌ إسكاتَه، بل لم يُمكن النَّيل حتى من طلابه.. ذلكم هو بديعُ الزمان الرجلُ الفذُّ البديعُ بحقٍّ.

لقد تمسَّك طلابُ النور برسائل النور باعتبارها تفسيرًا رفيعًا مُشرِقًا للقرآن الحكيم، وقرؤوها وأقرؤوها لإنقاذ إيمانهم أولًا، وإنقاذِ إيمانِ إخوانهم في الدين ثانيًا،