914

وجَدُّوا في هذا المضمار، وعكفوا على خدمة القرآن والإيمان من خلال الرسائل لا يبتغون من وراء هذا شيئًا سوى مرضاة الله وحدَه، فلم يبالوا بما تعرضوا له في هذا السبيل من تحدياتٍ وتعدياتٍ، ولا بما شنه عليهم أعداء الدين العاملون في الخفاء من هجماتٍ وتشويه سمعة، بل عدُّوا جميع ذلك مُحفِّزاتٍ تحثُّهم على المضي قدمًا في نهج خدمة الإيمان والقرآن، وها هو حصادُ جهادهم في ثلاثين سنةً من الشدائد والمِحَن ماثلٌ أمام أنظار العالَم الإسلامي.

فهنيئًا لكم يا إخوتنا من طلاب النور الجدد الشغوفين برسائل النور.. نهنئكم من صميم قلوبنا إذِ انضويتم في هذا السلك المبارك تنهلون من مَعين الرسائل العذب، وتزدادون رسوخًا وثباتًا بقراءتها، وتنشرون أنوارها.. نبلغكم تحياتنا وندعو لكم ونرجو منكم الدعاء.

***

وإذا كانت هذه الهجمات قد ألحقت بالأنوار ضررًا واحدًا، فإنها قد عادت عليها بعشرين نفعًا، مما يجعل الضرر في حكم المعدوم؛ أجل، فهي لم تُفضِ إلا لازدهار الأنوار واتساع دائرة انتشارها، وأصبحت سببًا لقبولها والثقة بها بين أبناء العالَم الإسلامي؛ ولقد لمس أعداء الإسلام انتشار الرسائل الواسع وفتوحاتها وتأثيرَها العميق ماديًّا ومعنويًّا في تركيا والعالَم الإسلامي، بل في أوروبا وأمريكا، فراحوا من جديدٍ يتعرضون لها هنا وهناك، فعاد ذلك عليهم بنقيض ما أرادوا، وبحسب المعلومات التي وصلتنا فقد تضاعفت فتوحات الرسائل في المناطق الشرقية عشرةَ أضعافٍ عما كانت عليه قبل التعرض لها، ولَفَتَتْ هذه الإجراءات أنظارَ الناس إلى الرسائل ومؤلِّفها، وأيقظتِ الغافلين، ونبَّهتِ الكُسالى، ودفعتِ المتهاونين لأخذ الحيطة والحذر؛ ومع أن هذه الهجمات الأليمة زائلةٌ لا تدوم طويلًا، إلا أنها مناوراتٌ خبيثةٌ يُراد بها بثُّ الخوف والذعر في النفوس.