ﺑِﺎﺳْﻤِﻪِ ﺳُﺒﺤَﺎﻧَﻪُ

 ﴿ﻭَﺍِﻥْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲﺀٍ ﺍِلا ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻩِ﴾

    ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺎﺋﻜﻢ!

ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍلأﻋﺰﺍﺀ!

ﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﺘﻤﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﺆﺍلا ﻟﻢ ﺃُﺟﺐْ ﻋﻨﻪ، لأﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺽَ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻏﻴﺮُ ﺟﺎﺋﺰ. ﻓﺄﻧﺘﻢ ﻗﺪ ﺑﺴﻄﺘﻢ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ. ﻭﺍلآﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺟﻮﺍﺑﺎً ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍلاﺧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻦ ﺍلأﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺜـلاﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻧﻘﺎﺷﻜﻢ. ﻭﺗﺠﺪﻭﻥ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻓﻲ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻞ ﺃﺳﻤﺎﺀﻫﺎ «ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ». ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﺮِﺩ ﺑﺒﺎﻟﻲ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ» ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﻭﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍلاﺧﺘﻴﺎﺭﻱ، ﻓﻠﻢ ﺃﺫﻛﺮﻫﺎ، ﺭﺍﺟﻌﻮﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻦ لا ﺗﻘﺮﺃﻭﻫﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓَ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ. ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺎﻟﺘﻲ «ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ» ﺇﻟﻰ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺗﻠﻚ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮِﺩ ﻓﻲ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻧﺎﺑﻌﺔٌ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍلاﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﺍلأﺭﻛﺎﻥ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺗﻠﻚ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﺗﺜﺒﺖ ﺍلأﺭﻛﺎﻥ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎً ﻛﺎﻣـلا.

ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍلأﻭﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔُ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺟﻬﻨﻢ؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺣﻜﻤﺘﻪ: ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ.. ﻓﻘﺪ ﺑُﻌﺚَ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻣﻮﻇﻔﺎً، ﻣﻮﻛﻮلا ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻬﻤﺔٌ ﺟﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻊُ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻑُ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻧﻤﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺓُ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺁﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟـلأﺳﻤﺎﺀ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻛﻠﻬﺎ.

ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺑﺎﻗﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﺒﻘﻲَ ﻣﻘﺎﻣُﻪ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻛﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤَﻠَﻚ، ﻭَﻟﻤَﺎ ﻧﻤﺖ ﺍلاﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕُ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺫﻭﻭ ﻣﻘﺎﻡ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻄّﺮﺩ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻓـلا ﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ. ﻓﺎﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔُ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩَ ﺩﺍﺭِ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺗـلاﺋﻢ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ لا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃُﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺧـلاﻑ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ.

ﺃﻱ ﺃﻥ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻫﻮ ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻣﺤﺾُ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺣﻖٌ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ «ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ»: ﺇﻥَّ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺇﻥْ ﻋﻤِﻞ ﺫﻧﺒﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻗﺼﻴﺮ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﻳﺔ لا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ؛ ﺫﻟﻚ لأﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺗﺤﻘﻴﺮٌ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺗﻬﻮﻳﻦٌ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ.. ﻭﺗﻜﺬﻳﺐٌ ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ.. ﻭﺗﺰﻳﻴﻒٌ ﻟـلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩﺓ ﺟﻠﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ.. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳُﻠﻘﻲ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭُ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ، ﺳﻠﻄﺎﻥُ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ، ﺍﻟﻜﻔﺎﺭَ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻴﺨﻠﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﺧﺬﺍً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ.

ﻭﺇﻟﻘﺎﺅﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﺑﺪﺍً ﻫﻮ ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، لأﻥ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺑـلا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﺑـلا ﻧﻬﺎﻳﺔ.

ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧُﻠﻘﺖ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ؟ ﻓﻠﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ؟ ﺇﺫ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮِّ ﺷﺮٌ ﻭﺧﻠﻖُ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻗﺒﻴﺢٌ!.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺣﺎﺵَ ﻟﻠﻪ.. ﻭﻛـلا.. ﺇﻥَّ ﺧَﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﺍً، ﺑﻞ ﻛﺴﺐُ ﺍﻟﺸﺮ ﺷﺮٌ، لأﻥَّ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍلإﻳﺠﺎﺩ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻜﺴﺐُ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ، لأﻧﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓٌ ﺧﺎﺻﺔ. ﻓﻤﺜـلا: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻧـﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺗﺒﻠﻎ ﺍلأﻟﻮﻑ، ﻭﺟﻤﻴﻌُﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞُ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔٌ، ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻀﺮﺭ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﺴﻮﺀ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥْ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥَّ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﺮ لا ﺭﺣﻤﺔ ﻓﻴﻪ. ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻥْ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺄﻥَّ ﺧﻠﻖَ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺷﺮ، ﺑﻞ ﺻﺎﺭ ﺷﺮﺍً ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺑﺴﻮﺀ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﺳﻮﺀِ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻭﺑﻜﺴﺒﻪ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ.

ﻭﻛﺬﺍ ﺧﻠﻖُ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻓﻴﻪ ﻓﻮﺍﺋﺪُ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً، ﻭﺟﻤﻴﻌُﻬﺎ ﺧﻴﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﺗﺄﺫﻯ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺴﻮﺀ ﻛﺴﺒﻪ ﻭﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻬﺎ، ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥَّ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺷﺮ، ﺇﺫ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻢ ﺗُﺨﻠﻖ لإﺣﺮﺍﻗﻪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺪَﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﺦ ﻟﻪ ﻃﻌﺎﻣﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺑﺴﻮﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻤﻄﻴﻌﺔ ﻋﺪﻭﺓً ﻟﻪ.

ﺣﺎﺻﻞ ﺍﻟﻜـلاﻡ: ﺇﻥَّ ﺷﺮﺍً ﻗﻠﻴـلا ﻳُﻘﺒَﻞ ﺑﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﺗُﺮﻙ ﺷﺮٌ ﻳُﻨﺘﺞ ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻟﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﺷﺮٌ ﻛﺜﻴﺮ.

ﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ: ﻋﻨﺪ ﺳَﻮﻕ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ لاﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﻭﺷﺮﻭﺭ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺑﺪﻧﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺠﻮ ﺍلإﺳـلاﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻓﻠﻮ ﺗُﺮِﻙَ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩُ ﺧﺸﻴﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﻠﻚ ﺍلأﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻟﺤﺼﻞ ﺇﺫﻥ ﺷﺮٌ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ.

ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﺇﻥ ﻗﻄﻊ ﺍلإﺻﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺕ «ﺍﻟﻐﻨﻐﺮﻳﻨﺎ» ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺣﺴﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺷﺮﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗُﻘﻄَﻊ ﺗﻠﻚ ﺍلإﺻﺒﻊ ﻟﻘُﻄﻌﺖ ﺍﻟﻴﺪُ، ﻓﻴﺤﺼﻞ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺷﺮ ﺃﻛﺒﺮ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥَّ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍلأﺿﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒـلاﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻟﻴﺲ ﺷﺮﺍً ﻭلا ﻗﺒﻴﺤﺎً لأﻥ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻣﻮﺭ ﺧُﻠﻘﺖ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍً. ﻓﺎﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﻣﺜـلا لا ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺭﻗﻲٍّ ﻟﻬﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﺴﻠّﻂ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻟﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﻣُﻬﻢ ﺛﺎﺑﺘﺎً لا ﻳﺘﺒﺪﻝ. ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺍﺗﺒَﻬﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻧﺎﻗﺼﺔ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺩﺭﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺪﻳﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍً، ﺇﺫ ﺑﺪﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪّﻳﻘﻴﻦ ﻭﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪﻧﻲ؛ ﻟﺬﺍ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ؛ ﻭﺑﺴﺮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻭﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ، ﺍﻧﻔﺘﺢ ﻣﻴﺪﺍﻥُ ﺍلاﻣﺘﺤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺑﻪ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍلأﺭﻭﺍﺡُ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﺎﻟﻔﺤﻢ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺳﺘﻪ ﻋﻦ ﺍلأﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻛﺎلأﻟﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﻧﻔﺎﺳﺘﻪ. ﻓﻠﻮلا ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓُ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔُ ﻟﺒﻘﻴﺖ ﺍلاﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕُ ﻛﺎﻣﻨﺔً ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻱ ﻟﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﻔﺤﻢُ ﻭﺍلأﻟﻤﺎﺱ. ﺃﻱ ﻟﺘﺴﺎﻭﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻋﻠﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺃﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ!

ﺇﺫﻥ ﻓﺨﻠﻖُ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺇﻳﺠﺎﺩُﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﺍً ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺒﻴﺤﺎً؛ لأﻧﻪ ﻣﺘﻮﺟﻪٌ ﻧﺤﻮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﻠﻴﺔ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ. ﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﺻﻠﺔٌ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍلاﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓٌ ﺧﺎﺻﺔ، ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍلإﻟﻬﻲ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻢ:

ﺇﻥَّ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀـلاﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻳﺘﻀﺮﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺔ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴـلاﻡ. ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺤُﻜﻢ ﺟﺎﺭٍ ﻋﻠﻰ ﺍلأﻛﺜﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍلأﻛﺜﺮﻳﻦ ﻳﺘﻀﺮﺭﻭﻥ، ﻓﺨﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﺫﻥ ﺷﺮ، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﺭﺣﻤﺔ!

ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺇﻧﻪ لا ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﻜﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، ﻓﺎلأﻛﺜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﺃﺻـلا ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، لا ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ. ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻮﺍﺓ ﻟﻠﺘﻤﺮ -ﻣﺜـلا- ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻟﻢ ﺗُﺴﻖَ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﺎﻋـلاﺕ ﻛﻴﻤﻴﺎﻭﻳﺔ، ﺃﻱ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻨَﻞ ﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔَ ﻧﻮﺍﺓ ﻭﺗﺴﺎﻭﻱ ﻗﻴﻤﺘُﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺳُﻘﻴَﺖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ ﻓﺘﻔﺴﺨﺖ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻬﺎ، ﻭﺑﺴﻮﺀ ﻃﺒﻌﻬﺎ، ﺛﻤﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻧﻤﺖ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺨـلا ﻣﺜﻤﺮﺍً، ﺃﻓﻴﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥْ ﺗﻘﻮﻝ: ﺇﻥَّ ﺳﻘﻲَ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﺷﺮٌ، ﺣﻴﺚ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ! لا ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺑـلا ﺷﻚ، لأﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﻯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﻧﻮﺍﺓ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﻳﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﺎً لاﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﻧﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻀﺮﺭ، ﻓـلا ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﺇﺫﻥ ﺷﺮﺍً.

ﻭﻛﺬﺍ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺎﺋﺔٌ ﻣﻦ ﺑﻴﺾ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ -ﻣﺜـلا- ﻓﺜﻤﻨُﻬﺎ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺛﻤﻦَ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻫﻮ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻗﺮﺵ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﻓﺮّﺥ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻓﺴﺪﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﻘﺎﻝ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺃﻥ ﺿﺮﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻗﺪ ﺣﺪﺙ، ﺃﻭ ﺃﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺷﺮ، ﺃﻭ ﺃﻥَّ ﺣﻀﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻋﻤﻞٌ ﻗﺒﻴﺢ.. لاﺷﻚ ﺇﻥَّ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺮ، لأﻥ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱ ﻭﺑﻴﻀَﻪ ﻗﺪ ﻛﺴﺒﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻃﺎﻭﻭﺳﺎً ﺃﺛﻤﺎﻧُﻬﺎ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺑﺪلا ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻴﻮﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﻤﻦ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﻏَﻨِﻢَ ﺍﻟﻨﻮﻉُ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻭﻣـلاﻳﻴﻦ ﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻣـلاﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤـلاﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍلأﺻﻔﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺷﻤﻮﺱ ﻋﺎﻟﻢ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻗﻤﺎﺭُﻫﺎ ﻭﻧﺠﻮﻣُﻬﺎ، ﺑﺒﻌﺜﺔ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺑﺴﺮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ، ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎً ﻭﺍﻟﺘﺎﻓﻬﻴﻦ ﻧﻮﻋﺎً، ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺿﺮﺏٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ.

ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳُﻨـﺰِﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻭﻳُﺴَﻠِّﻂ ﺍﻟﺒـلاﻳﺎ، ﺃلا ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻇﻠﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍلأﺑﺮﻳﺎﺀ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ؟

    ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺣﺎﺵَ ﻟﻠﻪ ﻭﻛـلا.. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤُﻠﻚ ﻣﻠﻜُﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ. ﺗُﺮﻯ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺻﻨّﺎﻋﺎً ﻣﺎﻫﺮﺍً ﺟﻌﻠﻚ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً «ﻣﻮﺩﻳـلا» ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺟﺮﺓ، ﻭﺃﻟﺒﺴﻚ ﺛﻮﺑﺎً ﺯﺍﻫﻴﺎً ﺧﺎﻃﻪ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﻳﻘﺼّﺮﻩ ﻭﻳﻄﻮﻟﻪ ﻭﻳﻘﺼﻪ.. ﺛﻢ ﻳُﻘﻌﺪﻙ ﻭﻳﻨﻬﻀﻚ ﻭﻳﺜﻨﻴﻚ.. ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻴﻦ ﺣﺬﺍﻗﺘﻪ ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻪ، ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺃﻥْ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻟﻘﺪ ﺷﻮَّﻫﺖَ ﺟﻤﺎﻝ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺩﻧﻲ ﺟﻤﺎلا، ﻭﻗﺪ ﺃﺭﻫﻘﺘﻨﻲ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ: ﺍﺟﻠﺲ.. ﺍﻧﻬﺾ! ﻓـلا ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻚ لا ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ. ﺑﻞ ﻟﻮ ﻗﻠﺘَﻪ، ﻓﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﺇﻟّﺎ.

ﻭﻋﻠﻰ ﻏِﺮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﺃﻟﺒﺴﻚ ﺟﺴﻤﺎً ﺑﺪﻳﻌﺎً ﻣﺰﻳﻨﺎً ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍلأﺫﻥ ﻭﺍلأﻧﻒ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍلأﻋﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺱ. ﻭلأﺟﻞ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ ﻳﺒﺘﻠﻴﻚ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒـلاﻳﺎ ﻓﻴُﻤﺮﺿﻚ ﺣﻴﻨﺎً ﻭﻳﻤﺘّﻌﻚ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻳُﺠﻴﻌﻚ ﻣﺮﺓ ﻭﻳﺸﺒﻌﻚ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﻳﻈﻤﺌﻚ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻠّﺒﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻃﻮﺍﺭ ﻭﺍلأﺣﻮﺍﻝ ﻟﺘﺘﻘﻮﻯ ﻣﺎﻫﻴﺔُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺟﻠﻮﺍﺕُ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺒﻠﻴﻨﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ؟ ﻓﺈﻥّ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤِﻜَﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺗُﺴﻜﺘﻚ، ﻛﻤﺎ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺇﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀَ ﻭﺍﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﻧﻮﻉٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ، ﻭﺑﻌﻜﺴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻝ ﻭﺟﻮﺩٌ ﻭﺧﻴﺮ. ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺗﺘﺮﻗﻰ ﺑﺎﻟﺒـلاﻳﺎ ﻭﺗﻨﺎﻝ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻭﺗﺘﺼﻔﻰ ﻭﺗﺘﻘﻮﻯ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺘﺴﻊ، ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻠﻤﺎً ﻣﺘﺤﺮﻛﺎً ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻔﻲ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ، ﻭﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍلأﺟﺮ ﺍلأﺧﺮﻭﻱ.

ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍلأﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮﺓ لأﺳﺌﻠﺘﻜﻢ ﺍﻟﺜـلاﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﺭﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻜﻢ. ﺃﻣﺎ ﺇﻳﻀﺎﺣﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺜـلاﺙ ﻭﺍﻟﺜـلاﺛﻴﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ».

ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ!

ﺍﻗﺮﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ، ﻭﻣَﻦْ ﺗﺮﺍﻩ لاﺋﻘﺎً ﻣﻤﻦ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺑﻠّﻎ ﺳـلاﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻃـلاﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﺩ، ﻭﻗﻞ ﻟﻪ:

لا ﻳﺠﻮﺯ ﺑﺤﺚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ -ﻛﺎﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ- ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ، ﻭلا ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﺫ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍلأﺩﻭﻳﺔُ ﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻮﻡ، لأﻧﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻴﺰﺍﻥ، ﻓﺘﻀﺮ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ﻣﻌﺎً. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﻮﻓّﺮ ﺍلإﻧﺼﺎﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﻭﺗﺪﺍﻭلا ﻓﻜﺮﻳﺎً ﻟﻴﺲ ﺇﻟّﺎ.

ﻭﻗﻞ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮﺍﺑﺎً ﻓﻲ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﻓﻠﻴﻜﺘﺐ ﺇﻟﻲّ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ.

ﻭﻗﻞ ﻟﻠﺼﻴﺪﻟﻲ ﺃﻳﻀﺎً: ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍلآﺗﻲ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺁﻫﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ:

ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻃﺒﻴﺒﺎً، ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻊ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﺃﺗﻘﻴﺎﺀ ﻭﺻﺎﻟﺤﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﻞ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ. ﻓﺄﺭﻭﺍﺡ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻔﻌﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻇﻬﺮﺕ لاﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ، ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﻃﻴﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻓﺨﻄﺮ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻣﻔﺮﺡ ﻭﺗﺮﺣﻴﺐ ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ.

ﺳـلاﻣﻲ ﻭﺩﻋﻮﺍﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ.

 ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻫﻮ الباقي

 ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻲ