ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ

 باسمه سبحانه

 ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾

    ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻟﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﻗﺪ ﺗﻮﻫﻤﻮﺍ ﻋﺒﺜﺎً ﺃﻥ ﺭﺟـلا ﻋﺎﺟﺰﺍً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﺎ لآلاﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ. ﻭﻗﺪ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢُ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻌﻲ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﻮﺩ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﻣﺜـلا ﺑﺎلإﻗﺎﻣﺔ ﻟﻴﻠﺔً ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ ﻓﻲ «ﺑﺪﺭﺓ» ﻭﻫﻲ ﻛﺤﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ «ﺑﺎﺭلا» ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘُﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: «ﺇﻥ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﺎ ﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ﻟﺬﺍ ﻓـلا ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺇﻃـلاﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ»!.

ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ: ﻳﺎ ﻃـلاﺏَ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﺴﺎﺀ! ﻣﻊ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﺟﻬﺪ ﻓﻠِﻢَ لا ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﺆﻭﻧَﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺘﺤﻜﻤﻮﻥ ﻛﺎﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﻮﻓُﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻲ ﺍﻟﻔﺎﻧﻲ، ﻓﻬﻮ ﺧﻮﻑ ﺯﺍﺋﻒ، لا ﻣﺒﺮﺭَ ﻟﻪ ﺇﻃـلاﻗﺎً، ﺇﺫ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎً، ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞَ ﺿﻌﻒ ﻋﻤﻠﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﺮﺓ. ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﺍلأﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻒَ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ: «ﻟﻦ ﺗﺨﺮﺝ».. ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍلأﻣﺮ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺧﻮﻓُﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻬﻨﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﺴﻠَّﺢُ ﺑﻬﺎ. ﺃﻟَﺎ ﻓﻠﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺟﻴﺪﺍً ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ.. ﻛـلا.. ﺇﻧﻜﻢ ﻣﺨﻄﺆﻭﻥ. ﺇﻧﻨﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﻭﺑﺤﻜﻢ ﻣﻬﻨﺘﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ! ﺇﻧﻨﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﺗﺤﺪﻯ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻛﻠَّﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣـلاﺣﺪﺗﻜﻢ.. ﻟﻘﺪ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖُ ﻗـلاﻋَﻬﻢ ﺍﻟﺤﺼﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ «ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ».. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﻧﺸﺮﺕُ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﺖُ ﺑﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮَ ﻓـلاﺳﻔﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻫﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺔ ﺍلأﻧﻌﺎﻡ  ﻭﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣـلاﺣﺪﺗﻜﻢ، ﻓﻠﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊَ ﺃﻥ ﺗﺤُﻮﻝَ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔٍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﻬﻨﺘﻲ ﻭلا ﺃﻥ ﺗﻐﻠﺒﻨﻲ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ.

  ﻭﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻜـلاﻡ: ﻓﻜﻤﺎ لا ﺃﺗﺪﺧﻞُ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ لا ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺃُﺧﺮﺍﻱ ﻛﺬﻟﻚ.. ﻭلا ﺗﺤﺎﻭﻟﻮﺍ.. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﻛﺒﺘﻢ ﺭﺃﺳﻜﻢ ﻭﺣﺎﻭﻟﺘﻢ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ، ﺃﻟَﺎ ﻓﻠﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺑﺄﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﺠﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً، ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴُﻜﻢ ﻋﺒﺜﺎً.

   ﻗﻮﺓُ ﺍﻟﻌﻀﺪ لا ﺗﺮﺩّ ﺗﻘﺪﻳﺮَ ﺍﻟﻠّﻪ

   ﻭﺷﻤﻌﺔٌ ﺃﻭﻗﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ لا ﺗﻄﻔﺌﻬﺎ ﺍلأﻓﻮﺍﻩ

    ﺇﻥَّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﺷﻜﻮﻛُﻬﻢ ﻭﺃﻭﻫﺎﻣُﻬﻢ ﺣﻮﻟﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﺘﻮﺟﺴﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﺧﻴﻔﺔ، ﺇﺫ ﻳﺘﺨﻴﻠﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻣﻮﺭ لا ﺃﻣﻠﻜﻬﺎ، ﺑﻞ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻓـلا ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻊَ ﺭﻳﻮﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ، ﻛﺎﻟﻤﺸﻴﺨﺔ، ﻭﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺐ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫِ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍلأﺗﺒﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺼﻮﺭﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ.. ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍلأﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪﻱ، ﻓﻴﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻜﻮﻙ ﻭﺃﻭﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﺨﻴـلاﺗﻬﻢ. ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﺣﺮﻣﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﺍﻛﺮﻭﺍ ﺃُﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻟﻤَﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺟﻪ، ﺃﻱ ﻣَﻦ لا ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ.

ﻫﻨﺎﻙ ﻛـلاﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺎﻟﻪ ﺭﺟﻞٌ ﻓﺎﺳﺪ ﻓﺎﻥٍ:

   ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻈﻠﻢ ﻣﺪﻓﻊٌ ﻭﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭﻗﻠﻌﺔ

   ﻓﻠﻠﺤﻖ ﺳﺎﻋﺪٌ لا ﻳﻨﺜﻨﻲ ﻭﻭﺟﻪٌ لا ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ.

    ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ:

   ﺇﻥ ﻛﺎﻥ لأﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻜﻢٌ ﻭﺳﻄﻮﺓ ﻭﻗﻮﺓ..

   ﻓﻔﻲ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺑﻔﻴﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ:

   ﻋﻠﻢٌ لا ﻳﻠﺘﺒﺲ، ﻭﻛـلاﻡ لا ﻳﺴﻜﺖ، ﻭﻗﻠﺐٌ لا ﻳﻨﺨﺪﻉ، ﻭﻧﻮﺭ لا ﻳﻨﻄﻔﺊ.

    ﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﺍلآﻣﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻲ، ﻭﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍلأﺻﺪﻗﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻜﺮﺭﺍً: ﻟِﻢَ لا ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ؟ ﻭﻟِﻢَ لا ﺗﻘﺪﻡ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻭﺛﻴﻘﺔ ﺭﺧﺼﺔ؟.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺪﺓ ﺗﺤُﻮﻝ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﻢ، ﺑﻞ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ لا ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘَﻬﻢ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍلأﻭﻝ: ﺇﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭلا ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ، ﻛﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺭﺍﺟﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺟﻊُ ﺍﻟﻘﺪَﺭ ﺍلإﻟﻬﻲ، لأﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻲّ ﻟﺘﻘﺼﻴﺮﺍﺗﻲ ﺗﺠﺎﻫﻪ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻘﺪ ﺗﻴﻘﻨﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭُ ﺿﻴﺎﻓﺔ، ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺍﺭَ ﻗﺮﺍﺭ ﻭلا ﻣﻮﻃﻨﺎً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻧﻮﺍﺣﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪّ ﺳﻮﺍﺀ. ﻓﻤﺎ ﺩﻣﺖ لا ﺃﻇﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻲ، ﻭلا ﻗﺮﺍﺭ ﻟﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺚٌ لا ﻃﺎﺋﻞ ﻭﺭﺍﺀﻩ، ﻭلا ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭَ ﺿﻴﺎﻓﺔ. ﻓﺈﻥ ﻛﻞَّ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺻﺪﻳﻖٌ ﻭﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺎﻓﻊٌ ﻭﻣﻔﻴﺪ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻤﺔُ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺭﺣﻤﺔُ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺭﻓﻴﻘﺔً ﻟﻚ، ﻭﺇﻟّﺎ ﻓﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﺪﻭ ﻭﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﻤﻞٌ ﺛﻘﻴﻞ ﻭﺿﻴﻖ ﺷﺪﻳﺪ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﻋﺎﻣَﻞ ﺑﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺖ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔٌ ﺍﻋﺘﺒﺎﻃﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻴﻴﻦ، ﺑﻞ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻲّ ﻧﻈﺮﺓَ ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻓـلا ﻣﻌﻨﻰ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔٍ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﻦ ﻳُﻌﺎﻣِﻞ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔً ﻏﻴﺮَ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺭﺍﺟﻊ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﺑﺎﺳﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺪﻳﺮَ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ «ﺑﺎﺭلا» ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ «ﺑﺪﺭﺓ» ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻨﻬﺎ -ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺪّ ﺃﺣﺪَ ﺃﺣﻴﺎﺋﻬﺎ- ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻠﻔﺴﺤﺔ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ. ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺮﺍﺟَﻊ ﻫﺆلاﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻬﺎ؟ ﻓﻤﺮﺍﺟﻌﺘُﻬﻢ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺲ ﺇلا ﺗﺬﻟﻞ ﻭﺧﻨﻮﻉ ﻏﻴﺮ ﻣُﺠﺪٍ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﺇﻥ ﻃﻠﺐَ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﺪّﻋﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﺯﻭﺭﺍً ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺘَﻬﻢ ﻇﻠﻢٌ ﻭﺑﺨﺲ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﻗﻠﺔُ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﻟﻪ، ﻓـلا ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﻜﺐَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭلا ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﻖ. ﻭﺍﻟﺴـلاﻡ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺇﻥ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻲ، ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎﺷﺌﺔً ﻣﻦ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، لأﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻧﻨﻲ لا ﺃﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍلأﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻞ ﺃﻧﻔﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻤﺴﻜﻲ ﺑﺄﻫﺪﺍﺑﻪ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺬﺑﻮﻧﻨﻲ  ﺑﺸﻌﻮﺭ ﻭﺑﻐﻴﺮ ﺷﻌﻮﺭ  ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﻠﺰﻧﺪﻗﺔ. ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﻢ ﺗﻌﻨﻲ ﺇﺑﺪﺍﺀَ ﻧﺪﺍﻣﺔٍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣـلاﻃﻔﺔٍ ﻟﻤﺴﻠﻚ ﺍﻟﺰﻧﺪﻗﺔ، ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍلإﻟﻬﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺳﻴﻌﺬﺑﻨﻲ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍلأﺛﻴﻤﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺠﺄﺕُ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﺭﺍﺟﻌﺘُﻬﻢ، لأﻧﻬﻢ ﻳﻀﺎﻳﻘﻮﻧﻨﻲ ﻟﺘﻤﺴﻜﻲ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍلإﻟﻬﻲ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻟﻨﻘﺎﺋﺼﻲ ﻭﻗﺼﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺍلإﺧـلاﺹ ﻭﻟﺘﺰﻟﻔﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻓـلا ﻧﺠﺎﺓَ ﻟﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ. ﺇﺫ ﻟﻮ ﺭﺍﺟﻌﺖُ ﺃﻫﻞَ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺪَﺭ: ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ! ﺫﻕ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻚ ﻫﺬﻩ. ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﺭﺍﺟﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻚ لا ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻨﺎ، ﻓـلاﺯِﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ.

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﻱ ﻣﻮﻇﻒ ﻛﺎﻥ ﻫﻲ ﺍلأﺧﺬُ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣَﻦ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺿّﺢ ﺫﻭﻗﺎً ﻟﻄﻴﻔﺎً ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ «لا ﺇﻟﻪ ﺇﻟّﺎ ﺍﻟﻠﻪ» ﻟﺸﻴﺦ ﻫﺮﻡ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻲ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲّ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻠﺒّﺲ ﺑﺠﺮﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ. ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍلأﺣﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺣﻀﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﻗﺘﺮﻑ ﺟﺮﻳﻤﺔ، ﻓﺤﺮﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺈﺧـلاﺹ، ﻭﺃﺛﺎﺭ ﻏﻀﺒﻲ. ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﺑﺪﺃ ﻳـلاﻃﻒ ﻭﻳﻘﺪّﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﺑﺪﻭﻥ ﻭﻳﺒﺜﻮﻥ ﺳﻤﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﻣﺎً، ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﺮﻳﻤﺔ، ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺳﻮﺍﺀً ﺃﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺃﻭ ﺍلآﺧﺮﻳﻦ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻲ، ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻮﻧﻲ ﻗﻄﻌﺎً ﻃﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺮّﻭﺍ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺃﻣﺎﻡ ﻏﺮﻓﺘﻲ. ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻬﻢ لا ﻳﺘﻘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻭﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﻜﻮﻙ ﻭﺭﻳﻮﺏ، ﻓﻬﻢ ﻳﻔﺮّﻭﻥ ﻣﻨﻲ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺳﺄﺑﺘﻠﻌﻬﻢ.

ﻓﻤﺮﺍﺟﻌﺔُ ﺣﻜﻮﻣﺔٍ، ﺭﺟﺎﻟُﻬﺎ ﻭﻣﻮﻇﻔﻮﻫﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝُ ﻫﺆلاﺀ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﺑﻞ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻟّﺎ ﺫﻟﺔ ﻭﺧﻨﻮﻉ لا ﻃﺎﺋﻞ ﻭﺭﺍﺀﻩ.

ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻟﻘﺎﻝ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ «ﻋﻨﺘﺮﺓ»:

   ﻣﺎﺀُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺬﻟﺔٍ ﻛﺠﻬﻨﻢ      ﻭﺟﻬﻨﻢ ﺑﺎﻟﻌﺰّ ﺃﻓﺨﺮُ ﻣﻨﺰﻝِ

     ﻭﻟﻜﻦ لا ﻭﺟﻮﺩ ﻟ «ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ». ﺃﻣﺎ «ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ» ﻓﻴﺮﻯ ﺃﻧﻪ لا ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻓﻠﻴﻬﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻧﻴﺎﻫﻢ، ﻭﻟﻴﻘﻀﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻀﻮﻥ، ﺳﻨﺘﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ «ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ»، ﺛﻢ ﻳﺴﻜﺖ.

ﻭﻣﻦ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻲ:

ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍلإﻟﻬﻲ ﻳﻌﺬﺑﻨﻲ ﺑﺎلأﻳﺪﻱ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ لأﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﺆلاﺀ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ لا ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ: «ﺇﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔَ ﻣﺤﺒﺔٍ ﻏﻴﺮِ ﻣﺸﺮﻭﻋﺔ ﻋﺪﺍﻭﺓٌ ﻇﺎﻟﻤﺔ». ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺅﺛﺮ ﺍﻟﺼﻤﺖَ، ﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺧﺪﻣﺖ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ، ﻭﺧﻀﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ، ﻭﺿﺤﻴﺖ ﺑﺨﻴﺮﺓ ﻃـلاﺑﻲ ﻭﺃﺣﺒّﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﻧﻴﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻴﺶ، ﺃﻧﻮﺭ ﺑﺎﺷﺎ. ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺟﺮﻳﺤﺎً، ﻭﺃُﺳﺮﺕ. ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺠﻴﺌﻲ ﻣﻦ ﺍلأﺳﺮ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﻟﻚ، ﺑﺘﺄﻟﻴﻔﻲ ﻛﺘﺎﺏ «ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺖ» ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﻳﺖُ ﺑﻪ ﺍلإﻧﻜﻠﻴﺰ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺘﻠﻮﻥ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ. ﻓﻌﺎﻭﻧﺖ ﻫﺆلاﺀ ﺍلأﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻟﻘﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺍلأﺳﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﺒﺐ. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺍﺋﻲ ﻧﻈﻴﺮَ ﻣﻌﺎﻭﻧﺘﻲ ﻟﻬﻢ، ﻓﺄﺫﺍﻗﻨﻲ ﻫﺆلاﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐَ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐَ ﻓﻲ ﺛـلاﺛﺔ ﺷﻬﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺛـلاﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻲّ ﺑﺼﻔﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺍلأﻛﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﺑﺢ ﺍلأﺳﺮﻯ ﻭﺍﻟﻘﺎﺯﺍﻕ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ. ﻓﻜﻨﺖ ﺃُﻟﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺯﻣـلاﺋﻲ ﺍلأﺳﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺿﺎﺑﻄﺎً، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺱ، ﻓﺤﺴﺒﻪ ﺩﺭﺳﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﻟﺠﻬﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ. ﺛﻢ ﺇﻧﻨﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻏﺮﻓﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻜﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺠﺪﺍً لأﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼـلاﺓ ﺟﻤﺎﻋﺔً، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺅﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻂ. ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍلاﺧﺘـلاﻁ ﻭﺍلاﺗﺼﺎﻝ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳـلاﺕ.

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﻯ ﻫﺆلاﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻔﺘﺮﺽ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﻤﻨﻌﻮﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻓﻴﺪَﻫﻢ ﻓﻲ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﻋـلاﻗﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻭﺿﻌﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍلأﺳﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ -ﻭﻟﻴﺲ ﺛـلاﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ- ﺑﻞ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﻣﺸﺪّﺩ، ﺇﺫ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍلاﺧﺘـلاﻁ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺣﺎﻟﻮﺍ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳـلاﺕ، ﺑﻞ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺍلإﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤّﺮﺗُﻪ ﺑﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺅﻡُّ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ. ﻓﺤﺮﻣﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺑﻞ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﺅﻡَّ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺛـلاﺛﺔ ﺃﺧﻮﺓ ﻓﻲ ﺍلآﺧﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺃﺅﻣُّﻬﻢ ﺩﻭﻣﺎً. ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﺫﻛﺮﻧﻲ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﺑﺨﻴﺮ، ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺐ ﻋﻠﻲّ، ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﻬﻮّﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻲ، ﻭﻳﺸﺪّﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕ ﻛﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺁﻣﺮﻳﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ.

ﻓﻘﻞ ﻟﻲ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺍﺣﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍلأﺥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﺇﻥّ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺿﻌُﻪ، ﻫﻞ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؟ ﻓﻠﻤﻦ ﻳﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺪّﻋﻲ؟ ﺛﻢ ﻗﻞ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍلأﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻨﺎ.

ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﻧﺪﺳﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻫﺆلاﺀ. ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺃﺷﺪُّ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺃﺧﺒﺚُ ﻣﻨﻪ، ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻳﺬﻳﻘﻮﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻗﻨﻲ ﺇﻳﺎﻩ ﻛﻔﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺱ.

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺴﺎﺀ! ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻜﻢ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻌﻠﻪ ﺑﺤﻘﻜﻢ؟ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺳﻌﻰ لإﻧﻘﺎﺫ ﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﻭﺇﺑـلاﻏﻜﻢ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓَ ﺍلأﺑﺪﻳﺔ. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺧﺪﻣﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻠُﺺ ﺑﻌﺪُ ﻟﻠﻪ، ﻟﺬﺍ ﻳﻮﻟَﺪ ﺧـلاﻑُ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ. ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻧﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﺆﺫﻭﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ. ﻓـلا ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.. ﺃﻗﻮﻝ:

﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

﴿نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾

الباقي هو الباقي

   ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻲ