ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ

  ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ

  ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ لاﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﻟﻲ، لإﻧﻔﺎﺫ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻤﻞ ﻣﻦ ﻧﻴّﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﺼﺤﻒ ﺷﺮﻳﻒ، ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺶ ﺇﻋﺠﺎﺯﻱ، ﻭﻫﻮ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﻣﺌﺘﻲ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻴّﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﻨﻘﺶ ﺍلإﻋﺠﺎﺯﻱ، ﻣﻊ ﺍلاﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺨﻂ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺁﻳﺔ «ﺍﻟﻤﺪﺍﻳﻨﺔ» ﻭﺣﺪﺓ ﻗﻴﺎﺱ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻭ«ﺳﻮﺭﺓ ﺍلإﺧـلاﺹ» ﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﺴﻄﺮ..

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ؛ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺴﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ:

  ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ

ﻟﻘﺪ ﺃُﺛﺒﺖ ﻓﻲ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ» ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺑ«ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ» ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻥ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻧﻮﻋﺎً. ﻭﻗﺪ ﺑُﻴّﻦ ﺑﻌﺾُ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻣﻔﺼّـلا ﺣﺘﻰ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻠﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺠﻤﻠﺔ.

ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴّﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ «ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ» ﺃﻥَّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳُﺒﺮﺯ ﺇﻋﺠﺎﺯَﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﺫ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺗﻠﻚ ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻃﺒﻘﺔٍ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺣﻈَّﻬﺎ ﻣﻦ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ..

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜـلاﺛﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥُ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻋﺠﺎﺯَﻩ لأﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻭلأﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ، ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ؛ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻫﻮ ﻛـلاﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻘﺎً.

ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻯ ﻭﺟﻬﺎً ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ.

ﻧﻌﻢ؛ ﺇﻥ ﺟﻤﺎﻝَ ﺟﻠﻮﺍﺕ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘـلاﻑ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﺏ، ﺇﺫ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻭﻟﻲّ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭﻟﻲٌّ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍلإﻟﻬﻲ. ﻭﺇﻥّ ﻭﺟﻪَ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﺇﻣﺎﻡٌ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.. ﻭﻫﻜﺬﺍ.

ﻭﻟﻤﺎ ﻛُﻨﺖُ لا ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍلإﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﻤﻔﺼﻞ ﻟﻜﻞِّ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻟﻘِﺼﺮ ﻧﻈﺮﻱ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ، ﻭﺿﻴﻖ ﺫﻫﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺤﺖُ ﻋﺸﺮ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ. ﻓﺎﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻤﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻘﻴﺘﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻃﺒﻘﺘﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍلأﺣﻤﺪﻳﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ، ﻓﺎلآﻥ ﻧﻮﺿﺤﻬﻤﺎ:

ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ: ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺍلإﻋﺠﺎﺯَ ﺑﺄﺳﻤﺎﻋِﻬﻢ، ﺇﺫ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ -ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ- لا ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟّﺎ ﺑﺄﺫﻧﻪ، ﻭلا ﻳﻔﻬﻢ ﺇﻋﺠﺎﺯَﻩ ﺇﻟّﺎ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ. ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ:

ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻤﻌﻪ لا ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻱَّ ﻛﺘﺎﺏ ﺁﺧﺮ. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍلأﺧﻴﺮ لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﺣﺪٌ ﻗﻂ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘُﻠﻪ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻮّﻩ ﺑﻪ. ﻓﻬﻮ ﺇﺫﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍلإﺟﻤﺎﻝ ﻓﻲ «ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ». ﺛﻢ ﻭُﺿّﺢ ﻫﺬﺍ ﺍلإﺟﻤﺎﻝ ﻓﻲ «ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍلأﻭﻝ» ﻣﻦ «ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ» ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑ«ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ» ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮّﺭ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﻭﻳﺜﺒﺘﻪ.

  ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ لا ﻳﺮﻭﻥ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﺇﻟّﺎ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﺷﺎﺭﺓً ﺇﻋﺠﺎﺯﻳﺔ ﺗﺸﺎﻫَﺪ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻘﻮﻟُﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻓـلا ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ. ﻭﻗﺪ ﺍﺩُّﻋﻲ ﻫﺬﺍ ﺍلإﺩّﻋﺎﺀ ﻓﻲ «ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮﺓ». ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻛﺜﺮ لإﺛﺒﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ، ﻗﺪ ﻓﻬﻤﻨﺎﻫﺎ ﺍلآﻥ. لأﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺃُﺷﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕٍ ﺑﺴﻴﻄﺔ.

ﻭﺍلآﻥ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺿّﺢ ﺳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻗﺘﻨﻌﻨﺎ ﻗﻨﺎﻋﺔً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍلأﻭﻟﻰ. ﻭﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﻭﺗﺴﻬﻴـلا ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺘﺬﻭﻗﻮﺍ ﻧﻮﻉَ ﺍلإﻋﺠﺎﺯ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ، ﺍﺳﺘﻜﺘﺒﻨﺎ ﻣﺼﺤﻔﺎً ﺷﺮﻳﻔﺎً ﻳﺒﻴّﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍلأﺭﺑﻌﻴﻦ ﻟـلإﻋﺠﺎﺯ.

ﺇﻥَّ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻟﻢ ﺗُﺪﺭﺝ ﻫﻨﺎ، لأﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ، ﻓﺎﻛﺘﻔﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻬﺮﺱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻠﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻊ ﺗﻨﺒﻴﻪ.

  ﺗﻨﺒﻴﻪ:

ﻟﻘﺪ ﻛُﺘﺒﺖ ﻣﺎﺋﺔٌ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺁﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﺩ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ» ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍلآﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺧﻮﺍﺻﺎً ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺈﻥ ﻛـلا ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﺗﻜﻤﻞ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻟﺬﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍلآﻳﺎﺕ ﺣﺰﺑﺎً ﻗﺮﺁﻧﻴﺎً ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺁﻳﺎﺕٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ.

ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍلآﻳﺎﺕ «ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ» ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ»، ﻓﻲ ﺻﺪﺩ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﻔﻆ «ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ»، ﻳـلاﺣﻆ ﺃﻥ ﺑـلاﻏﺔ ﻫﺬﻩ ﺍلآﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﺟﺰﺍﻟﺘﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍً. ﻭﻳﻮﺻﻰ ﺍلإﺧﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺰﺑﺎً ﻗﺮﺁﻧﻴﺎً ﺁﺧﺮ.

ﻭﻛﻠﻤﺔ «ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ» ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﺒﻊ ﺳـلاﺳﻞ، ﻭﻇﻠﺖ ﻛﻠﻤﺘﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴـلاﺳﻞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻜﻤﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﺎﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻣﻤﺎ ﺷﺪّ -ﺑﺨﺮﻭﺟﻬﻤﺎ- ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ.

ﺃﻣﺎ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ»، ﻓﺈﻥ ﺳﻮﺭﺓ «ﻣﺤﻤﺪ» ﻭﺳﻮﺭﺓ «ﺍﻟﻔﺘﺢ» ﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌـلاﻗﺔ.. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺼﺮﻧﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـلاﺳﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻜﻤﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﺗﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳُﺪﺭﺝ -ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ- ﻣﺎ ﻇﻞ ﻣﻨﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ.

ﻭﺳﻴُﻜﺘﺐ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ» ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺇﻥ ﺳﻨﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﻗﺖ.

  ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻊ ﻧﻜﺎﺕ:

ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ: ﺇﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺄﻟﻔﻴﻦ ﻭﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺖ ﻣﺮﺍﺕ. ﻭﻭﺭﺩ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ» -ﻣﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ- ﻣﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺎً ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻭﺭﺩ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ» ﻣﺌﺘﻴﻦ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ. ﻭﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ» ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺏ» ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﺎً ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ» ﺳﺘﺎً ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ» ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﺎً ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ» ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺛـلاﺛﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﻭﻟﻔﻆ «ﻫﻮ» ﻓﻲ «لا ﺇﻟﻪ ﺇﻟّﺎ ﻫﻮ» ﺳﺘﺎً ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ.

 (حاشية) ﺇﻥ ﻛﻮﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺳﺘﺔ ﺁلاﻑ ﻭﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﺎً ﻭﺳﺘﻴﻦ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻋـلاﻗﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺳﺘﺔ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ. ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺮ ﻣﻬﻢ. ﻭﻟﻜﻦ ﻇﻞ ﻣﻬﻤـلا ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ.

ﻭﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻭﻧﻜﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ.

ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥَّ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻭ«ﺍﻟﺮﺏ» ﻭﻳﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﺪﺩﺍً ﺃﻟﻔﺎﻅ «ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜﻴﻢ»، ﻭﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻟﻔﺎﻅ ﻣﻊ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.

ﻭﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻣﻊ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺏ» ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﺑﻤﻌﻨﻰ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻧﺼﻒ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻳﻀﺎً. ﺇﺫ ﺇﻥ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﺮﺏ» ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﺎً ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ، ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻭﺑﻀﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺫﻛﺮﺕ ﺑﺪلا ﻋﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ»، ﻭﻣﺌﺘﺎﻥ ﻭﺑﻀﻊٌ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻌﻨﻰ «ﺍﻟﻠﻪ».

ﻭﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﺃﻟﻔﺎﻅ «ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻴﻢ» ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ «ﻫﻮ» ﻓﻲ «لا ﺇﻟﻪ ﺇﻟّﺎ ﻫﻮ»؛ ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ.

ﻭﻣﻊ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ» -ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ ﻟﻔﻆ «ﻫﻮ»- ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﻋﺪﺩ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍلآﻳﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ.

ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺍلآﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ، ﺇﺫ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ.

  ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮَﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻧﻜﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﻗﺼﺪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ.

ﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ «ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ» ﻣﺴﺎﻭٍ ﻟﻌﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻣﻦ «ﻫﻮ» ﺑﺪلا ﻋﻦ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ «لا ﺇﻟﻪ ﺇﻟّﺎ ﻫﻮ» ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ.

ﻭﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ «ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ»، ﻣﺘﻮﺍﻓﻖٌ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﻳﺴﺎﻭﻳﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻔﻆ «ﺍﻟﻠﻪ» ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻣﺌﺘﻴﻦ ﻭﺗﺴﻊ ﺁﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﺌﺘﺎ ﺁﻳﺔ، ﻓﺎﻟﻔﺮﻕ ﺇﺫﻥ ﺗﺴﻊ ﺁﻳﺎﺕ، ﻭلا ﺗﺨﻞ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻜـلاﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﺍﻟﺒـلاﻏﻴﺔ، ﺇﺫ ﺗﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻴﺔ.

ﻭﺃﻥَّ ﻋﺪﺩ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺜـلاﺙ «ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭﺍلأﻧﻌﺎﻡ» ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻋﺪﺩ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺜـلاﺙ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﺇﺫ ﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍلآﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻭﺳﺘﻮﻥ، ﻭﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ» ﺃﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﻭﺍﺣﺪ ﻭﺳﺘﻮﻥ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﺇﺫﺍ ﻋﺪّ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ.

ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍلأﻭﻟﻰ؛ ﻫﻮ ﺿﻌﻒ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭ «ﺍلأﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍلأﻧﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﻳﻮﻧﺲ ﻭﻫﻮﺩ»، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﻋﺪﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍلأﻭﻟﻰ.

ﻭﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ «ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﻟﺮﻋﺪ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﻞ» ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺼﻒ.

ﺛﻢ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﻩ ﻓﻲ ﺳﻮﺭ «ﺍلإﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭﻣﺮﻳﻢ ﻭﻃﻪ ﻭﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺞ» (حاشية) ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻜﺸﻒ ﺳﺮ ﺣﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺎﺳﻴﺔ (ﺧﻤﺲ ﺳﻮﺭ ﺛﻢ ﺧﻤﺲ ﺳﻮﺭ) ﻭﺳﺠّﻞ ﻫﻨﺎ ﺳﺖ ﺳﻮﺭ ﺑﺪلا ﻋﻦ ﺧﻤﺲ ﻣﻨﻬﺎ، ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻟﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻨﺎ ﺭﻳﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻏﻴﺒﺎً ﺃﻱ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ﻟﻜﻲ لا ﺗﻀﻴﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻔﻴﺔ. ﻧﺼﻒ ﻧﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺼﻒ.

ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺨَﻤﺲ ﺳﻮﺭٍ ﻭﺧَﻤﺲ ﺳﻮﺭٍ ﺗﺪﻭﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻭﻕ ﺑﺒﻌﺾ ﺍلأﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺴﺮﻳﺔ، ﻭلا ﺑﺄﺱ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻲ.

ﻣﺜـلا: ﺇﻥَّ ﻗﺴﻤﺎً ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺇﺣﺪﻯ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ، ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺲ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ. ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺗﺴﻊ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ.

ﺛﻢ ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ «ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ» ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ، ﺃﻱ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﻧﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺼﻒ.

ﻭﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ «ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﻢ» ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻧﺼﻒ ﻧﺼﻒ ﻧﺼﻒ ﻧﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺼﻒ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ، ﻭلا ﺿﺮﺭ ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻕ ﺍﻟﻜﺴﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﻴﺔ.

ﺛﻢ ﻓﻲ ﺛـلاﺙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺛـلاﺛﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ.

ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻂ ﺃﻋﺪﺍﺩَ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ، ﺑﻞ ﻋُﻴّﻨﺖ ﻭﻓﻖ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻡ.

 ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ «ﺍﻟﻠﻪ»، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﺫﻟﻚ:

ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﻟﻪ ﻋـلاﻗﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ، ﻭﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍلأﻳﺴﺮ، ﻭﺑﻮﺟﻪ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ.

ﻭﻗﺪ ﺗﺘﺒﻌﺖُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔٍ ﻣﻦ ﻣﺼﺤﻔﻲ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎً ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻋﺪﺩﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍلأﻏﻠﺐ، ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺤﻔﻲ، ﻓﻜﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﺼﺒﺢ ﻧﺼﻔﺎً ﺃﻭ ﺛﻠﺜﺎً، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺗُﺸﻌِﺮ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻡ.

  ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ: ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ.

ﻭﻗﺪ ﺗﺎﺑﻌﺖُ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺛـلاﺙ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻊ ﻧﺴﺦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ، ﻗﺎﺑﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ، ﻓﺘﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻗﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺴﺘﻨﺴﺨﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻊ ﻣﻘﺎﺻﺪَ ﺃﺧﺮﻯ.

ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻧُﻈّﻤﺖ ﻭﻧُﺴّﻘﺖ ﻓﺴﺘُﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺠـلاﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ «ﺃﻟﻔﻴﻦ ﻭﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﺔ» ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻧﺎﺩﺭ ﺟﺪﺍً، ﻭﺳﺘُﺸﻌَﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻧﻮﺭ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﻋﻈﻴﻢ. لأﻥ ﻓﻜﺮ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ لا ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂَ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭلا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﻌﺎً.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﻓـلا ﺗﻨﺎﻝ ﻳﺪُﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ.

ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﺘﻜﺘﺐ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻣﺼﺤﻔﺎً ﺷﺮﻳﻔﺎً ﻟﻴﺒﺮﺯ «ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ» ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﺍلأﻛﺜﺮ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً، ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﻮﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺮّﺿﺖ ﻟﻌﺪﻡ ﺍلاﻧﺘﻈﺎﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺳﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺃُﻇﻬﺮ ﻓﻌـلا.

 ﺍﻟﻠّﻬﻢَّ ﻳَﺎ ﻣُﻨْﺰِﻝَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺃَﻥِ ﺑِﺤَﻖِّ ﺍﻟْﻘُﺮْﺃَﻥِ ﻓَﻬِّﻤْﻨَﺎ ﺃَﺳْﺮَﺍﺭَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺃَﻥِ ﻣَﺎﺩَﺍﺭَ ﺍﻟْﻘَﻤَﺮَﺍﻥِ ﻭَﺻَﻞِّ ﻭَﺳَﻠِّﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﻦْ ﺃَﻧْﺰَﻟْﺖَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺍﻟْﻘُﺮْﺃَﻥَ ﻭَ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻟِﻪ ﻭَﺻَﺤْﺒِﻪ ﺃَﺟْﻤَﻌﻴﻦَ. ﺃَﻣﻴﻦ