ﺍﻟﺪﺳﻴﺴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ

ﺇﻥَّ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻠﻀـلاﻟﺔ ﻳﺮﻭﻣﻮﻥ ﺳﺤﺐ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻋﻨﻲ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍلأﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺃﺧﻄﺮ ﻭﺃﺿﻌﻒَ ﻋِﺮﻕ ﻳﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋِﺮﻕ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ، ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌِﺮﻕ ﻭﺗﻠﻄﻴﻔﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ.

ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ! ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺣﺬﺭﻳﻦ، ﻟﺌـلا ﻳﺘﺮﺻﺪﻭﻛﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻓﻴﺼﻴﺪﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌِﺮﻕ؛ ﻋِﺮﻕ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ.

ﺇﻥَّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻀـلاﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﺍﻣﺘﻄَﻮﺍ «ﺃﻧﺎ» ﻓﻬﻮ ﻳﺠﻮﺏ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻀـلاﻟﺔ. ﻓﺄﻫﻞُ ﺍﻟﺤﻖ لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺧﺪﻣﺔَ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻟّﺎ ﺑﺘﺮﻙ «ﺃﻧﺎ»، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻭﺻﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﻢ «ﺃﻧﺎ» ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺗﺮﻛُﻪ، ﻟﺌـلا ﻳﺸﺒﻬﻮﺍ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﺇﺫ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻣﻮﺿﻊَ ﻇﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ. ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻋﺪﻡ ﺗﺮﻙ «ﺃﻧﺎ» ﺑﺨﺲٌ ﻟﻠﺤﻖ ﺗﺠﺎﻩ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻖ.

ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺘﻤﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ «ﺃﻧﺎ» ﻭﺗﻄﻠﺐ «ﻧﺤﻦ»، ﻓـلا ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ: ﺃﻧﺎ! ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮﺍ: ﻧﺤﻦ.

ﻭلاﺷﻚ ﺃﻧﻜﻢ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﻨﻌﺘﻢ ﺃﻥَّ ﺃﺧﺎﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﺒﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺑ«ﺃﻧﺎ»، ﻭلا ﻳﺠﻌﻠﻜﻢ ﺧُﺪﺍﻣﺎً لأﻧﺎﻧﻴﺘﻪ، ﺑﻞ ﺃﺭﺍﻛﻢ ﻧﻔﺴَﻪ ﺧﺎﺩﻣﺎً ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ لا ﻳﻤﻠﻚ ﺃﻧﺎﻧﻴﺔً، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻮ ﺇﻟّﺎ ﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬ -ﻛﻤﺎ ﺑﻴّﻨﻪ ﻟﻜﻢ- ﻣﺴﻠﻚَ ﻋﺪﻡ ﺍلإﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻮﺍلاﺓ «ﺃﻧﺎ»، ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻜﻢ ﺑﺪلاﺋﻞَ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺃﻥَّ ﺍلآﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺪّﺓ لإﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻣُﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺃﻱ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﺷﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ لا ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻠّﻜﻬﺎ ﺑﺄﻧﺎﻧﻴﺘﻪ.

ﻭﻟﻨﻔﺮﺽ ﻓﺮﺿﺎً ﻣﺤﺎلا ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺗﻤﻠﻚ ﺗﻠﻚ ﺍلآﺛﺎﺭ ﺑﺄﻧﺎﻧﻴﺘﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺑﺎﺏُ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﺘﺢ -ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ- ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ لأﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻐﻀّﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻘﺎﺋﺼﻲ ﻭﻫﻮﺍﻥ ﺷﺄﻧﻲ ﻭلا ﻳﻈﻠﻮﺍ ﻣﺴﺘﻐﻨﻴﻦ ﻋﻨﻲ ﻣﺘﺮﺩﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻱ.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺧﺰﻳﻨﺔٌ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻭﺗﻔﻲ ﺑﻌـلاﺝ ﻛﻞ ﺩﺍﺀ. ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﻔﺘﺎﺡِ ﺧﺰﻳﻨﺔٍ ﺃﻫﻤﻴﺔٌ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، لأﻧﻬﺎ ﻣﻘﻔﻮﻟﺔ. ﻭﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻓﺘﺢُ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ.

ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀـلاﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﻏﺮﻭﺭ ﻋﻠﻤﻲ ﻗﻮﻱ، ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺓ ﻣﻔﺘﺎﺡٌ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺳﻴﻒٌ ﺃﻟﻤﺎﺳﻲ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﻦ لإﻧﻜﺎﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ.

ﺃلا ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺤﺎﻣﻠﻮﻥ ﻟﻐﺮﻭﺭ ﻋﻠﻤﻲ ﻗﻮﻱ، ﺃﻧﻬﻢ لا ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻃـلاﺑﺎً ﻟﻲ، ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻃـلاﺑﺎً ﻭﺗـلاﻣﻴﺬ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻭﺃﻧﺎ لا ﺃﻛﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﺯﻣﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻌﻬﻢ. ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻓُﺮﺽ ﻓﺮﺿﺎً ﻣﺤﺎلا ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺩّﻋﻲ ﺍلأﺳﺘﺎﺫﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔً لإﻧﻘﺎﺫ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍلإﻳﻤﺎﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻮﺍﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍلأﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍلآﻥ، ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﺃﻳﺴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺘﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ﻭﺗﻌﻬّﺪﻫﺎ.

ﺇﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﺯﺟﺮﺍً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﺣﻖ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻓﻠﻴﺤﺬَﺭ ﺃﻫﻞُ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺬﺭﺍً ﺷﺪﻳﺪﺍً. ﻓﻠﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﺘﻢ -ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﺃﻋﺪﺍﺅﻧﺎ- ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻲ ﻭﻏﺮﻭﺭﻱ. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺣﻮﻝ ﺷﺨﺺٍ ﻣﺘﻔﺮﻋﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎً ﺟﺎﺩﺍً ﺧﺎﻟﺼﺎً ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﻏﺮﻭﺭَﻫﻢ، ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﺘﺮﺍﺑﻂ ﻗﻮﻱ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻘﺼﺪ ﺩﻧﻴﻮﻱ ﻭﻗﻮﻣﻲ، ﺃﻭَ ﻟﻴﺲ لأﺧﻴﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻜﻢ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻉَ ﺑﺘﺴﺎﻧﺪ ﻭﺗﺮﺍﺑﻂ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺑﺘﺮﻙ ﺍلأﻧﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺘﺴﺎﻧﺪ ﻋﺮﻓﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ؟ ﺃﻭَ ﻟﻴﺲ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻜﻢ ﻏﻴﺮَ ﻣﺤﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻧﺪﺍﺋﻪ؟ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺮ ﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍلاﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ.

ﻓﻴﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ! ﺇﻥَّ ﺃﺧﻄﺮ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺍلأﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﻟﺼﺎً ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻔﺴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﻳﺪﻱ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ لا ﺗﺤﺴﺪ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻭلا ﺗﻐﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻛﺬﺍ لا ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻴﻨُﻪ ﺃﺫﻧَﻪ ﻭلا ﻳﻐﺎﺭ ﻗﻠﺒُﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﻠِﻪ، ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﺘﻢ، ﻓﻜﻞٌّ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻋﻀﻮ ﻭﺣﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﺠﻤﺎﻋﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ. ﻓﻮﺍﺟﺒﻜﻢ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ﺃﻟّﺎ ﻳﺤﺴﺪ ﺑﻌﻀُﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎً، ﺑﻞ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍلآﺧﺮ ﻭﻳﻨﺴَﺮُّ ﺑﻬﺎ.

ﺑﻘﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﺧﻄﺮُ ﺍلأﻣﻮﺭ، ﻭﻫﻮ: ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﺒﺎﺑﻜﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﺧﻴﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍلأﻣﻮﺭ. ﻭﻓﻴﻜﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀٌ ﺃﺟﻠّﺎﺀ ﻣﺘﺒﺤِّﺮﻭﻥ. ﻭﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻏﺮﻭﺭٌ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻪ -ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺔ- ﻣﻐﺮﻭﺭٌ ﻭﺃﻧﺎﻧﻲ، ﻓـلا ﻳﺪﻉ ﻏﺮﻭﺭﻩ ﻓﻮﺭﺍً. ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻋﻘﻠُﻪ ﻭﺗﻤﺴّﻚ ﻗﻠﺒُﻪ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺇﻟّﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺴَﻪ ﺗﺮﻭﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴّﺰ ﻭﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺤﺐ «ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ» ﻭﺃﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻌﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺠﺪﻫﺎ ﺭﻓﻴﻌﺔ، ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻀﻤﺮ ﻋﺪﺍﺀً ﺁﺗﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺗﺘﻤﻨﻰ ﺗﻬﻮﻳﻦ ﺷﺄﻥ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﻛﻲ ﺗﺒﻠﻐﻬﺎ ﻧﺘﺎﺟﺎﺕُ ﻓﻜﺮِﻩ، ﻭﺗﺮﻭّﺝ ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻟﺬﺍ ﺃﺿﻄﺮ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍً ﺃﻥ ﺃﺑﻠّﻎ ﻫﺬﺍ :

ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭﻇﻴﻔﺘُﻬﻢ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ -ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ- ﻓﻲ ﺷﺮﺡ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﻳﻀﺎﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺘﻬﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﺘﺒﺤّﺮﻳﻦ، لأﻧﻪ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺄﻣﺎﺭﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ: ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻮﻇﻔﻮﻥ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍلإﻳﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻠﻮ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪُﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﺿﻤﻦ ﺩﺍﺋﺮﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﺣﺘﻪ ﻧﻔﺴُﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ -ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻭﺍلإﻳﻀﺎﺡ- ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﺸﻴﻦ. لأﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺎلأﺩﻟﺔ ﻭﺍلأﻣﺎﺭﺍﺕ:

ﺃﻥ ﺃﺟﺰﺍﺀ «ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ» ﺗﺮﺷﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻔّﻞ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﺎ -ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ- ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ، ﻟﻨﻮﺻﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺮﺷﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ.

  ﺍﻟﺪﺳﻴﺴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ

ﻭﻫﻲ ﺍﺳﺘﻐـلاﻝ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣُﺐَّ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻨّﻢ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﺪﻯ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ.

ﻧﻌﻢ، ﺇﻥَّ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍلإﻧﺲ لا ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻧﺎﺣﻴﺔً ﺇﻟّﺎ ﻭﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ﺫﺍ ﻗﻠﺐ ﺭﺍﺳﺦ ﻭﻭﻓﺎﺀ ﺗﺎﻡ ﻭﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻭﻫﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﻭﻳﺸﻨﻮﻥ ﻫﺠﻮﻣﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﺎلآﺗﻲ:

ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺔ ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﻴﻔﺴﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ، ﻭﻳﻌﻴﻘﻮﺍ ﺧﺪﻣﺔَ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻭ ﻟﻴﺼﺮﻓﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺑﺪﺳﺎﺋﺲَ ﻭﻣﻜﺎﻳﺪَ ﺧﺒﻴﺜﺔٍ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻟﻘﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎلا ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻴﻐﺮﻗﻮﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ، ﻛﻴـلا ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ، ﺃﻭ ﻳﻘﺪّﻣﻮﺍ ﻟﻘﺴﻢ ﺁﺧﺮ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﻓﺎﺗﻨﺔ ﻟﻴﺜﻴﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ، ﻟﺘﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ.. ﻭﻫﻜﺬﺍ.

ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺧﺘﺼﺮﻧﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﻴﻠﻴﻦ ﺍلأﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻄﻨﺘﻜﻢ ﻭﻧﻈﺮﻛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻗﺐ.

ﻓﻴﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ! ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ! ﻭﺍﺣﺬﺭﻭﺍ! ﺇﻥ ﻣﻬﻤﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻭﺧﺪﻣﺘﻜﻢ ﺳﺎﻣﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﻞَّ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺎﺗﻜﻢ ﺛﻤﻴﻨﺔٌ ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻣﻞ.. ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪﺍً ﻟﺌـلا ﺗﻀﻴﻊَ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺗﻔﻮﺕ.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾

﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا﴾

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

 ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾

 ﺍﻟﻠّﻬﻢَّ ﺻَﻞِّ ﻭَﺳَﻠِّﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﻴِّﺪِﻧَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪٍ ﺍﻟﻨَّﺒِﻰِّ ﺍﻟْﺄُﻣِّﻰِّ ﺍﻟْﺤَﺒﻴﺐِ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻰ ﺍﻟْﻘَﺪْﺭِ ﺍﻟْﻌَﻈﻴﻢِ ﺍﻟْﺠَﺎﻩِ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺃَﻟِﻪ ﻭَﺻَﺤْﺒِﻪ ﻭَﺳَﻠِّﻢْ. ﺃَﻣﻴﻦ


  ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ

  ﺍلأﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺴﺘﺔ

  ﻛُﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻳﻞ (ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺨﺎﺹ)، ﻟﺘﺠﻨُّﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍلإﻫﺎﻧﺔ ﻭﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺃﻱ؛ ﻟﺌـلا ﻳﺼﻴﺐَ ﺑﺼﺎﻕُ ﺇﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻟﻤَﺴﺤﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﺗﺒﺎً ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﻤﻲ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ!

ﻭﻛﺘﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻭلاﺋﺤﺔ ﻟﺘﺮﻥّ ﺁﺫﺍﻥٌ ﺻﻢّ، ﺁﺫﺍﻥ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺴﺘﺮﻳﻦ ﺑﻘﻨﺎﻉ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.. ﻭﻟﻴﻨﻐﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻄﻤﻮﺳﺔ، ﻋﻴﻮﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﻤﻲ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻠﻄﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺆلاﺀ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﻐﺪّﺍﺭﻳﻦ.. ﻭﻟﻴُﻨﺰﻝ ﺻﻔﻌﺔً ﻛﺎﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﻋَﺒﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺫﺍﻗﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔَ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺁلاﻣﺎً ﺟﻬﻨﻤﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺻﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ: ﻟﺘﻌﺶ ﺟﻬﻨﻢ!

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 ﴿ﻭﻣَﺎ ﻟَﻨﺎ ﺃلا ﻧَﺘﻮﻛَﻞَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﻫَﺪﻳﻨﺎ ﺳُﺒﻠَﻨﺎ ﻭَﻟﻨﺼﺒِﺮَﻥّ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺁﺫﻳﺘُﻤُﻮﻧﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴَﺘﻮﻛﻞِ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻛِﻠﻮُﻥ﴾ (ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ:12)

  ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕٌ ﺷﻨﻴﻌﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﻔﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍلأﺳﺘﺎﺭ، ﻭﺃﺧﺺُّ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻲّ ﺗﻌﺪﻳﺎً ﺻﺎﺭﺧﺎً، ﺑﺎﻗﺘﺤﺎﻣﻬﻢ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤّﺮﺗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻲ، ﻭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺭﻓﻘﺎﺋﻲ ﺍلأﻋﺰﺍﺀ، ﻧﺆﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻧﺮﻓﻊ ﺍلأﺫﺍﻥ ﻭﺍلإﻗﺎﻣﺔ ﺳﺮﺍً. ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻨﺎ: ﻟِﻢَ ﺗﻘﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﺼـلاﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺮﻓﻌﻮﻥ ﺍلأﺫﺍﻥ ﺳﺮﺍً؟

ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ: ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺬﺍ لا ﺃﺧﺎﻃﺐ ﻫﺆلاﺀ ﺍﻟﺴﻔﻠﺔَ ﺍﻟﺪﻧﻴﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣُﺮﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺃﻫـلا ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ، ﺑﻞ ﺃﺧﺎﻃﺐ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻋﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺑﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍلأﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ. ﻓﺄﻗﻮﻝ:

ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍلإﻟﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ! ﺇﻧﻲ ﺃﻃﺎﻟﺒﻜﻢ ﺑﺎلإﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺳﺌﻠﺔ.

 السؤال ﺍلأﻭﻝ:

ﺇﻥَّ ﻟﻜﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺃﻳﺔ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺷﺮﺳﺔ، ﻣﻨﻬﺠﺎً ﻭﺃﺻﻮلا ﻭﺩﺳﺎﺗﻴﺮ، ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻭﻓﻘﻬﺎ.

ﻓﻌﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮﻛﻢ ﻭﺃﺻﻮﻟﻜﻢ ﺗﺘﻌﺪّﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ. ﺃﻇﻬﺮﻭﻩ ﻟﻨﺎ. ﺃﻡ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺤﺴﺒﻮﻥ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺮﺍﺀ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً؟ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ! ﻭلا ﻳﺴﻦّ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﻌﺎً.

  السؤال ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:

ﺇﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ (ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ) ﻣﻬﻴﻤﻦٌ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﻭلاﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ.

ﻓﺈﻟﻰ ﺃﻳﺔِ ﻗﻮﺓ ﺗﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﻓﻲ ﺟﺮﺃﺗﻜﻢ ﻫﺬﻩ، ﺑﺨﺮﻭﺟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻓﻜﻢ ﺑﻪ، ﻣﻤﺎ ﻳُﻌﺪّ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﻠِّﻬﺎ، ﻭﺇﻫﻤﺎلا ﻟﺮﻓﻀﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻜﻢ؟ ﻭﺃﻳﺔ ﻗﻮﺓ ﻟﺪﻳﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺴﻜﺘﻢ ﺑﺎلإﻟﺤﺎﺩ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺩﻳﻦ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻘﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟـلاﺩﻳﻨﻴﺔ» ﻭﺃﻋﻠﻨﺘﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻟـلإﻟﺤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ.

ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺘﻌﺪَّﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓـلاﺷﻚ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﻟﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻃﻲّ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ، ﺑﻞ ﺳﺘُﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺠﻴﺒﻮﻥ؟

ﻓﻬﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻭلاﺀ لا ﺗﻄﻴﻘﻮﻥ ﺭﻓﺾَ ﺃﺻﻐﺮ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﺿَﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻜﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﻣﻌﺎً ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻜﻢ ﻧﻘﺾَ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺑﺎلإﻛﺮﺍﻩ ﻭﻛﺄﻧﻜﻢ لا ﺗﺤﺴﺒﻮﻥ ﺣﺴﺎﺏَ ﺭﻓﻀﻬﻢ.

  السؤال ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:

ﺑﺄﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻭﺑﺄﻳﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﻜﻠّﻔﻮﻥ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺷﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻣﺜﻠﻲ، ﺍﺗّﺒﺎﻉَ ﻓﺘﻮﻯ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻭﺳﻤﻮّﻩ، ﺃﻓﺘﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻋﻮﺍ ﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ ﻟﻤﻐﻨﻢ ﺩﻧﻴﻮﻱ.

ﻓﻠﻮ ﺣﺎﻭﻟﺘﻢ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ -ﻋﻠﻤﺎً ﺃﻥ ﻣﺘﺒﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻚ ﻳﻌﺪّﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤـلاﻳﻴﻦ- ﻭﺳﻌﻴﺘﻢ ﻟﺠﻌﻠﻬﻢ ﺃﺣﻨﺎﻓﺎً، ﺛﻢ ﺃﻛﺮﻫﺘﻤﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺇﻛﺮﺍﻫﺎً ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎً ﻇﺎﻟﻤﺎً ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺃﻣﺜﺎﻟﻜﻢ، ﻭﺇﻟّﺎ ﻓﻬﻮ ﺩﻧﺎﺀﺓ ﻳﻘﺘﺮﻓﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺃﻫﻮﺍﺋﻪ!.

ﺇﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺗﺎﺑﻌﻴﻦ لأﻫﻮﺍﺀ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆلاﺀ، ﻭلا ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﺃﺻـلا.

  السؤال ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:

ﺃﻱُّ ﺃﺻﻞٍ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻟﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻨﺪﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺃﻣﺜﺎﻟﻲ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ: ﺃﻥ ﺃﻗﻢ ﺍﻟﺼـلاﺓ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻮﻯ ﻣﺤﺮّﻓﺔ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ، ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻧﺞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎً ﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺃﻋﺮﺍﻑ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻭﺍﺗﺤﺪﺕ ﺑﺎلإﺳـلاﻡ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﺣﺘﺮﻣﺘﻪ.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋـلاﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ ﺻﻤﻴﻤﺔ ﻭﺃﺧﻮﺓ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺑﺎلأﺗﺮﺍﻙ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋـلاﻗﺔ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ لأﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻧﺠﻴﻦ.

ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻠﻔﻮﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻭﺑﺄﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ؟

ﺇﻥَّ ﺍلأﻛﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪﺍﺩُﻫﻢ ﺍﻟﻤـلاﻳﻴﻦ، ﻟﻢ ﻳﻨﺴَﻮﺍ ﻗﻮﻣﻴﺘﻬﻢ ﻭلا ﻟﺴﺎﻧَﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺧﻮﺓً ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻟـلأﺗﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺭﻓﺎﻗَﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ، ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﺃﺯﻟﺘﻢ ﻗﻮﻣﻴﺘَﻬﻢ ﻭﺃﻧﺴﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻟﺴﺎﻧَﻬﻢ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻜﻠﻴﻔﻜﻢ ﻫﺬﺍ لأﻣﺜﺎﻟﻨﺎ -ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺪّﻭﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ ﺁﺧﺮ- ﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ﻫﻤﺠﻴﺎً ﻣﻦ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮﻛﻢ. ﻭﺇﻟّﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﻮﻯً ﻭﺗﺼﺮّﻑ ﺍﻋﺘﺒﺎﻃﻲ لا ﻏﻴﺮ.

ﺃلا ﺇﻥَّ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍلأﺷﺨﺎﺹ لا ﺗُﺘﺒﻊ، ﻭلا ﻧﺘﺒﻌﻬﺎ ﻧﺤﻦ.

  السؤال ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ:

ﺇﻥَّ ﺃﻳﺔَ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨَﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺪّﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ لا ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ لا ﺗﻌﺪّﻫﻢ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ، لأﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:

ﻟﻤّﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎﻛﻢ، ﻓﻠﺴﺘﻢ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ.

ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﻘﺎﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ لا ﻳﻨﺰلاﻥ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ، ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳُﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ، ﺃﻭ ﻳُﻠﻘﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭلا ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍلإﻋﺪﺍﻡ ﻣﻌﺎً ﻋﻠﻴﻪ.

ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻟﺤﻖ ﺃﻱَّ ﺿﺮﺭ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺍلأﻣﺔ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﺿﻌﺘﻤﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍلأﺳﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻋﺎﻣﻠﺘﻤﻮﻧﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ لا ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﻣﺎً ﺣﻘﺎً ﻭﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﺍلأﺟﺎﻧﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺒـلاﺩ.

ﻭﻟﻘﺪ ﺳﻠﺒﺘﻤﻮﻧﻲ ﺣﺮﻳﺘﻲ، ﻭﺃﺳﻘﻄﺘﻤﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻣﻊ ﺃﻧﻜﻢ ﺃﺻﺪﺭﺗﻢ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻨﻜﻢ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ.

ﻓﺒﺄﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻜﻢ ﺗﻜﻠﻔﻮﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻋﻨﻜﻢ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﺑﺪﺳﺎﺗﻴﺮﻛﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻘﺘﻤﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ ﺧـلاﻑ ﺭﺿﺎﻫﻢ؟

ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻢ ﺍﻟﺒﻄﻮلاﺕ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ -ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖُ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻗﻮﺍﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍلأﻭﻟﻰ- ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻤﻮﻫﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻢ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺧـلاﻕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻟـلأﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ، ﻭﺿﻤﺎﻥَ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍلأﺧﺮﻭﻳﺔ ﺧﻴﺎﻧﺔ .

ﻭﻣﺎﺩﻣﺘﻢ ﻗﺪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻢ ﻣﻦ لا ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺻﻮﻟَﻜﻢ ﻭﻣﻨﻬﺠﻜﻢ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﻧﺞ ﺍلإﻟﺤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ لا ﻧﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﻣﻠﺆﻩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺍﻟﻬـلاﻙ، ﺑﺜﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺻﺪ (ﻭﺍلآﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺎً ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ)، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ لا ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟّﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻓﺮﻓﻀﺘُﻪ. ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﺃﻛﺮﻫﺘﻤﻮﻧﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺫﻗﺘﻤﻮﻧﻲ ﺇﻳﺎﻩ.

ﻓﺒﺄﻱ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻨﺰﻟﻮﻥ ﺑﻲ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﺁﺧﺮ؟

  السؤال ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ:

ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﺧـلاﻓﺎً ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﻣﻌﻜﻢ، ﻭﻣﻌﺎﻣـلاﺗﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺗﻀﺤﻮﻥ ﺑﺪﻳﻨﻜﻢ ﻭﺁﺧﺮﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ. ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺪﻭﺭﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺪﻧﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺩﻳﻨﻨﺎ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺣﺴﺐ ﻇﻨﻜﻢ.

ﻭلاﺟﺮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺒﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺫﻝ ﻭﻫﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻗﺴﺎﻭﺓَ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﻟﻨﻜﺴﺐَ ﺑﻬﺎ ﺷﻬﺎﺩﺓً ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﺗﻌﺪّ ﻣﺎﺀ ﻛﻮﺛﺮ ﻟﻨﺎ.

ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻰ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺗﻪ، ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﺎلآﺗﻲ ﻟﺘﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺋﺼﻜﻢ:

ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﻌﻴﺸﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﻗﺘﻠﻲ، ﻓﺈﻥ ﻳﺪﺍً ﻗﺎﻫﺮﺓ ﺳﺘﺄﺧﺬﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺟﻨﺘُﻜﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﻐﺮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﻄﺮﺩﻛﻢ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺬﻑ ﺑﻜﻢ ﻓﻮﺭﺍً ﺇﻟﻰ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺃﺑﺪﻳﺔ، ﻭﺳﻴُﻘﺘَﻞ ﺑﻌﺪﻱ ﺭﺅﺳﺎﺅﻛﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗَﻨﻤﺮَﺩﻭﺍ ﻭﻃﻐَﻮﺍ ﻗِﺘﻠﺔَ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ، ﻭﻳُﺮﺳَﻠﻮﻥ ﺇﻟﻲّ، ﻭﺳﺄﻣﺴﻚ ﺑﺨﻨﺎﻗﻬﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ، ﻭﺳﺂﺧﺬ ﺣﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﺇﻳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ.

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻋﻮﺍ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﺁﺧﺮﺗﻬﻢ ﺑﺤﻄﺎﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ!

ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺸﻮﺍ ﺣﻘﺎً ﻓـلا ﺗﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻲ ﻭلا ﺗﻤﺴّﻮﻧﻲ ﺑﺴﻮﺀ، ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﺿﺘﻢ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺛﺄﺭﻱ ﺳﻴﺆﺧﺬ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ.

ﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪﺍً ﻭﻟﺘﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮﺍﺋﺼُﻜﻢ!

ﻭﺇﻧﻲ ﺁﻣﻞ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻣﻮﺗﻲ ﺳﻴﺨﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻭﺃﻥ ﻭﻓﺎﺗﻲ ﺳﺘﻨﻔﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻜﻢ ﺍﻧﻔـلاﻕ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ، ﻭﺳﺘُﺸﺘِّﺖ ﺭﺅﻭﺳَﻜﻢ ﻭﺗﺒﻌﺜﺮﻫﺎ.

ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﺟﺮﺃﺓ، ﻓﺘﻌﺮّﺿﻮﺍ ﻟﻲ، ﻓﻠﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﺑﻲ، ﻟﺘَﻌﻠﻤﻦ ﺃﻥ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻭﺗـلاﻗﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺏ.

ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺴﺄﺗﻠﻮ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺗﻜﻢ:

 ﴿ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻨّﺎﺱُ ﺇﻥّ ﺍﻟﻨّﺎﺱَ ﻗَﺪْ ﺟَﻤَﻌُﻮﺍ ﻟﻜُﻢْ ﻓَﺎﺧﺸَﻮﻫُﻢ ﻓَﺰﺍﺩَﻫُﻢْ ﺍِﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭَﻗَﺎﻟﻮُﺍ ﺣَﺴﺒُﻨَﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭَﻧِﻌﻢَ ﺍﻟﻮَﻛﻴﻞُ﴾ (ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:173).