المسألة التاسعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿اٰمَنَ الرَّسُولُ بِمَٓا اُنْزِلَ اِلَيْهِ مِنْ رَبِّه وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَمَلٰٓئِكَتِه وَكُتُبِه وَرُسُلِه لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ اَحَدٍ مِنْ رُسُلِه…﴾ (البقرة:285)

إن السبب الذي أدى إلى إيضاح هذه الآية الجامعة السامية العظيمة ودعا إلى بيانها؛ هو حالة خاصة معينة نتجت عن سؤال معنوي مثير، وعن انكشاف نعمة إلهية عظيمة، كالآتي:

فقد ورد إلى الروح هذا السؤال: لِمَ يُعتبر كافرا من يُنكرُ جزءا من حقيقة إيمانية، ولا يُعدّ مسلما مَن لم يقبلها، مع أن نور الإيمان بالله واليوم الآخر كالشمس يبدد كل ظلام؟

ثم، لِمَ يصبح مرتدا مَن ينكر حقيقة أو ركنا إيمانيا ويرديه إلى الكفر المطلق، ومَن لم يقبلها يخرج من دائرة الإسلام. بينما ينبغي أن ينقذه إيمانه بالأركان الأخرى -إنْ وجِدَ- من ذلك الكفر المطلق؟

الجواب: إن الإيمان حقيقةٌ واحدة نابعة من ستة أركان متحدة وموحدة لا تقبل التفريق، وهو كليّ لا يتحمل التجزئة، وهو كلٌّ لا تقبل أركانه الانقسام، ذلك لأن كل ركن من تلك الأركان الإيمانية -مع حججها التي تثبته- يُثبت بقيةَ الأركان، فيصبح كل ركن حجة قاطعة عظمى لكل من الأركان الأخرى. لذا فالذي لا يتمكن من جَرح جميع الأركان مع جميع أدلتها يَعجز كليا -من وجهة الحقيقة- عن نفي ركن واحد منها؛ وتفنيد حقيقة واحدة من حقائقها، إلّا أن يغمض المنكر عينيه ويتشبث بعدم القبول أو الرفض، فيدخل عندئذٍ الكفر العنادي، ويسوقه ذلك بمرور الزمن إلى الكفر المطلق، فتنعدم إنسانيتُه ويولي إلى جحيم مادي فضلا عمّا هو فيه من جحيم معنوي.

وكما قد بينا باقتضاب في مسائل «الثمرة» دلالةَ الأركان الإيمانية على الحشر كذلك سنبين هنا بإشارات مختصرة جدا ومجملة المغزى العميقَ العظيم لهذه الآية معتمِدين على عنايته سبحانه. وذلك في ست نقاط:

النقطة الأولى

إن «الإيمان بالله» بحججه القاطعة يثبت «الإيمان بالآخرة» مع إثباته سائر الأركان الإيمانية الأخرى. كما وُضّح في «المسألة السابعة».

نعم، إن سلطنة الربوبية وقدرتها الأزلية وقوتها الباقية وغناها المطلق وحاكمية الألوهية الأبدية الدائمة التي تدير هذا الكون غير المحدود -مع جميع لوازمه وضرورياته- كإدارة قصر أو مدينة.. والتي تصرّف جميعَ شؤونه ضمن نظام وميزان، وتغيّره على وفق حِكَم كثيرة.. والتي تدير الذرات والكواكب، وتجهز الذباب والنجوم معا كالجنود المطيعين للجيش المنسق.. والتي تسوق الجميع -ضمن إرادتها وأمرها- إلى استعراضٍ هائل عام للعبودية الخالصة، من خلال مناورة سامية وابتلاء واختبار وتدريب على الوظائف وتعليم لها، بفعالية ونشاط دائم وسير وجولان مستمر.. هل يمكن، أم هل يُعقَل، لا بل هل هناك أي احتمال قط في أن لا يكون هناك مقر باقٍ، ومملكة دائمة، وظهورٌ خالدٌ وتجلٍّ سرمدي في دارٍ أبدية لمثل هذه السلطنة الأبدية ولمثل هذه الحاكمية الباقية الدائمة؟ حاشا وكلا.. وألف مرة كلا.

فسلطنة ربوبية الله جل وعلا وعظمتها إذن، وأغلب أسماء الله الحسنى -كما جاء في «المسألة السابعة»- وجميع دلائلِ وحججِ وجوبِ وجوده سبحانه وتعالى، تشهد جميعا وتدل على «الآخرة» وتقتضيها.

فما أعظمَ مرتكز هذا الركن الإيماني العظيم، وما أَمْتَنَ نقطة استناده! أَلَا فأدرِكْ ذلك، وصدِّق به كأنك تراه.

ثم إن «الإيمان بالله» كما لا يمكن أن يكون دون «الإيمان بالآخرة» كذلك لا يمكن ولا يُعقل، أن يكون «الإيمان بالله» دون «الإيمان بالرسل» -مثلما ذُكِر ملخصا في «رسالة الحشر»-.

وذلك: أن الله تعالى الذي خلق هذا الكون إظهارا لألوهيته ومعبوديته، على هيئة كتاب صمداني مجسم بحيث تعبِّر كلُّ صحيفة من صحائفه عن معاني كتاب، ويُظهِر كل سطر من أسطره معنَى صحيفةٍ.. وخَلَقَه على شكل قرآن سبحاني مجسم بحيث إن كل آيةٍ من آياته التكوينية، وكل كلمةٍ من كلماته، بل حتى كل حرف منه وكل نقطة بمثابة معجزة تقدسه وتسبّحه.. وخلقه على صورة مسجد رحماني مهيب وزيّنه بما لا يحد من الآيات والنقوش الحكيمة، بحيث إن في كل زاوية من زواياه طائفة منهمكة بنوع من العبادة الفطرية لخالقهم الرحمن..

فهل يمكن أن لا يرسِل هذا الخالق المعبود الحق أساتذةً ليدرّسوا معاني ما في ذلك الكتاب الكبير ويعلموا ما فيه؟.. أم هل يمكن أن لا يَبعث مفسرين ليفسروا آياتِ ذلك القرآن المجسم الصمداني؟.. أم هل يمكن أن لا يعيّن أئمةً لذلك المسجد الأكبر ليؤموا الذين يعبدونه بأنماط وأشكال مختلفة من العبادات؟.. أم هل يمكن أن لا يزوِّد أولئك الأساتذةَ والمفسرين والأئمة بالأوامر السلطانية؟ حاشا لله وكلا.. وألف مرة كلا.!

ثم إن الخالق الرحيم الكريم الذي خلق هذا الكون إظهارا لجمال رحمته على ذوي الشعور وحسن رأفته بهم وكمال ربوبيته لهم، وليحثهم على الشكر والحمد، قد خلقه على هيئةِ دارِ ضيافة فخمة، ومعرض رائع واسع، ومتنـزه جميل بديع. وأعدّ فيه ما لا يحد من النعم اللذيذة المتنوعة المختلفة، ونظّم فيه ما لا يعد من خوارق الصنعة وبدائعها الرائعة..

فهل يمكن أن لا يتكلم هذا الخالق الرحيم الكريم بواسطة رسله، مع ذوي الشعور من مخلوقاته في دار ضيافته الفاخرة هذه.. أم هل يُعقل أن لا يعلمهم وظائف شكرهم وكيفية امتنانهم تجاه تلك النعم الجسيمة، ومهام عبوديتهم تجاه رحمته السابغة وتودده الظاهر؟! كلا.. ثم ألف ألف مرة كلا.!

ثم إن الخالق الذي يحب خلقَه وصنعته، ويريد جلب الإعجاب والتقدير إليه، بل يطلب استحسانه وإكباره، بدلالة إيداعه الإحساسَ بآلاف الأنواع من الأذواق في الأفواه، فيعرّف نفسه سبحانه بكل مخلوق من مخلوقاته ويظهر به نوعا من جماله المعنوي ويجعله موضع حب مخلوقاته، فزيّن هذا الكون ببدائع صنائعه ومخلوقاته.

فهل يُعقل أن لا يتكلم هذا الخالق البديع مع أفاضل الإنسان الذي هو سيد المخلوقات؟.. وهل يمكن أن لا يبعث مِن أولئك الأفاضل رسـلا، فتظلَّ تلك الصنائع الجميلة دون تقدير، ويظل جمال تلك الأسماء الحسنى الخارقة دون استحسان ولا إعجاب، ويظل تعريفه وتحبيبه دون مقابل؟! حاشا لله وكلا.. ثم ألف مرة كلا!

ثم إن المتكلم العليم الذي يستجيب -في الوقت المناسب- لدعوات جميع ذوي الحياة، ملبيا حاجاتها الفطرية، ومغيثا تضرعاتها ورغباتها المرفوعة إليه بلسان الحال، فيتكلم صراحة فعلا وحالا بإحساناته غير النهائية لهم وإنعاماته غير المحدودة عليهم، مُظهِرا القصد والاختيار والإرادة. فهل يمكن وهل يعقل أن يتكلم هذا المتكلم العليم مع أصغر كائن حي فعلا وحالا ويسعفَ داءه ويغيثَه بإحسانه ويسد حاجاته، ثم لا يقابلَ الرؤساء المعنويين للإنسان الذي هو سيد أغلب المخلوقات الأرضية، وهو خليفة الله في أرضه، وهو النتيجة المستخلصة من الكائنات؟.. أم هل يعقل أن لا يتكلم معهم قولا وكلاما مثلما يتكلم مع كل ذي حياة فعلا وحالا؟.. أم هل يمكن أن لا يرسل معهم أوامره، وصحفه وكتبه المقدسة؟ حاشَ لله.. ثم ألف مرة كلا.!

وهكذا يُثبِت «الإيمانُ بالله» مع حججه القاطعة الثابتة الإيمانَ «بكتبه» المقدسة «وبرسله» الكرام عليهم السلام.

ثم إن الذي جعل الكون يدوي بحقيقة القرآن ويترنم بها، والذي عَرَفَ وعَرَّفَ بأكمل وجهٍ ذلك الخالقَ البديع فأحبَّه وحَبَّبه، وأدى شكره له ودلّ الآخرين على القيام بشكره، بل جعل الأرض تردد: «سبحان الله والحمد لله والله أكبر» حتى أسمعت السماوات العلى.. والذي قابل الربوبية الظاهرة للخالق بعبودية واسعة كلية، فقاد خُمس البشرية كمية ونصفها نوعية خلال ألف وثلاثمائة سنة قيادة أهاج بها البر والبحر وملأهما شوقا ووجدا.. والذي هتف بالقرآن الكريم في أذن الكون وعلى مدى جميع العصور إزاء المقاصد الإلهية، فألقى درسا عظيما، ودعا بدعوة كريمة، مُظهِرا وظيفةَ الإنسان وقيمته، ومبينا مرتبته ومنـزلته.. ذلك هو محمد الأمين ﷺ الصادق المصدّق بألف معجزةٍ ومعجزة.

فهل يمكن ألا يكون هذا العبد العزيز المصطفى المختار أكرمَ رسولٍ لذلك المعبود الحق؟.. وهل يمكن أن لا يكون أعظم نبي له؟ حاشا وكلا.. ألف ألف مرة كلا.!

فحقيقةُ «أشهد أن لا إله إلا الله» مع حججها إذن تُثبت حقيقةَ «أشهد أن محمدا رسول الله».

ثم إن الخالق الذي جعل مخلوقاته يتبادلون الكلام بمئات الآلاف من الألسنة واللغات وهو الذي يسمع كلام الجميع ويعرفه، فهل يمكن أن لا يتكلم هو؟.. كلا ثم كلا! ثم هل يعقل أن لا يعلّم مقاصده الإلهية بكتاب عظيم كالقرآن الكريم الذي يجيب عن ثلاثة أسئلة تحار العقول أمامها: من أين تأتي هذه المخلوقات؟ والى أين المصير؟ ولماذا تتعاقب ثم لا تلبث أن تغيب؟… كلا.

فالقرآن الكريم الذي نوّر ثلاثة عشر قرنا وأضاءَها.. والذي يتناقله في كل ساعة مائةُ مليون لسانٍ بكل إجلالٍ وتوقير.. والذي سُطّر في صدور ملايين الحفاظ بكل سمو وقداسة.. والذي أدار بقوانينه القسمَ الأعظم من البشرية، وربّى نفوسهم وزكّى أرواحهم، وصفّى قلوبهم وأرشد عقولهم.. والذي هو معجزة خالدة كما أثبتنا إعجازه بأربعين وجها في رسائل النور، فوضح أن له إعجازا لكل طبقة من الطبقات الأربعين للناس (كما جاء في «المكتوب التاسع عشر» ذي الكرامة الخارقة).. هذا القرآن العظيم استحق بحق أن يطلق عليه: «كلام الله» فأصبح محمد ﷺ مع آلاف من معجزاته معجزةً باهرة له.

فهل يمكن أن لا يكون هذا القرآن الكريم كلامَ ذلك المتكلم الأزلي سبحانه؟ وهل يمكن أن لا يكون أوامرُ ذلك الخالق السرمدي جل وعلا؟ حاشا لله وكلا ألف ألف مرة كلا!

فـ«الإيمان بالله» مع جميع حججه إذن يُثبت أنَّ القرآن الكريم كلام الله عز وجل.

ثم إن السلطان ذا الجلال الذي يملأ سطح الأرض بذوي الحياة باستمرار ويفرغه، مُعمِّرا دنيانا بذوي الشعور لأجل معرفته سبحانه وعبادته وتسبيحه.

هل يمكن لهذا السلطان ذي الجلال أن يترك السماوات والنجوم خالية فارغة، ولا يعمِّر تلك القصور السماوية بأهالي وسكنة تناسبها؟..

وهل يمكن أن يترك (هذا السلطانُ العظيم) سلطنةَ ربوبيته في أوسع ممالكه بلا هيبة وعظمة، وبلا موظفين مأمورين، وبلا سفراء رسل، وبلا ناظرين مشرفين، وبلا مشاهدين معجبين، وبلا عباد مكرمين، وبلا رعايا مطيعين؟ حاشا لله وكلا.. بعدد الملائكة.

ثم إن الحاكم الحكيم والعليم الرحيم الذي كتب هذا الكون بشكل كتاب، حتى سجَّل تاريخ حياة كل شجرة في كل بذر من بذورها، ودوّن وظائفَ حياةِ كلِ عشب ومهامَّ كل زهر في جميع نواها. وكتّب جميع حوادث الحياة لكل ذي شعور في قواه الحافظة الصغيرة كحبة الخردل. واحتفظ بكل عمل في ملكه كافة وبكل حادثة في دوائر سلطنته بالتقاط صورها المتعددة، والذي خلق الجنة والنار والصراط والميزان الأكبر لأجل تجلياتِ وتحققِ العدالة والحكمة والرحمة التي هي أهم أساس للربوبية..

فهل يمكن لهذا الحاكم الحكيم ولهذا العليم الرحيم أن لا يسجِل أعمالَ الإنسان التي تتعلق بالكائنات؟..

وهل يمكن أن لا يدون أفعالَه للثواب والعقاب ولا يكتبَ سيئاته وحسناته في ألواح القَدَر؟! حاشا لله وكلا بعدد حروف ما كتب في اللوح المحفوظ للقدر.

أي إن حقيقة «الإيمان بالله» مع حججها تُثبت حقيقةَ «الإيمان بالملائكة» كما تثبت حقيقةَ «الإيمان بالقدر» أيضا إثباتا قاطعا. كالشمس التي تظهر النهار والنهار الذي يدل
على الشمس.

وهكذا فالأركان الإيمانية يثبت بعضها البعض الآخر.

النقطة الثانية

إن جميع ما دعت إليه الكتب والصحف السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم، وجميعَ الدعوات التي قام بها الأنبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم محمد ﷺ، تدور على أُسس ثابتة وأركان معينة. ولقد سعى جميعُهم لإثبات الأسس وتلقينها للآخرين. لذا فجميع الحجج والدلائل التي تَشهد على نبوتهم وصدقهم متوجهةٌ معا إلى تلك الأُسس والأركان مما يزيدها قوة وأحقية. وما تلك الأُسس إلّا الإيمان بالله، وباليوم الآخر، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.

فلا يمكن إذن التفريق بين أركان الإيمان الستة إطلاقا، حيث إن كل ركن من الأركان يثبت الأركان عامة بل يستدعيها ويقتضيها، لذا فإن الأركان الستة كلٌّ لا يقبل التجزئة البتة، وكلي لا يمكن أن ينقسم أبدا. فكما أن كل غصن من أغصان الشجرة المباركة (شجرة طوبى) الممتد جذرها في السماء، وكلَّ ثمرٍ من ثمارها وكل ورقة من أوراقها يستند على الحياة الخالدة لتلك الشجرة، فلا يمكن لأحد أن ينكر حياة ورقة واحدة متصلةٍ بتلك الشجرة ما لم يتمكن له إنكار حياة تلك الشجرة الظاهرة ظهورا ساطعا كالشمس. ولئن أنكر فإن تلك الشجرة تكذبه بعدد أغصانها وثمارها وأوراقها وتسكته، كذلك الإيمان بأركانه الستة هو بالصورة نفسها.

هذا ولقد كانت النية معقودة على بيان الأركان الإيمانية الستة في ست نقاط وفي كل نقطة خمس نكات ذات مغزى، وكانت الرغبة متوجهة إلى إجابة السؤال المثير الوارد في المقدمة ببيان أكثر وتوضيح أوسع، إلّا أن عوائق وعوارض حالت دون ذلك. بيد أنني أخال أن «النقطة الأولى» لم تدع سبيلا لإيضاحٍ أكثر لأهل الدراية، حيث إنها مقياس كافٍ للموضوع.

وهكذا وضِّح تماما أنه؛ إذا ما أنكر المسلم أيةَ حقيقة إيمانية كانت فإنه يتردى إلى الكفر المطلق؛ إذ تسلسلت الأركان الإيمانية بعضُها ببعض، وفصّل الإسلام ووضح ما أُجمِل في الأديان الأخرى. فالمسلم الذي لا يعرف محمدا ﷺ ولا يصدِّق به فلا يعرف الله سبحانه (بصفاته) ولا يعرف الآخرة كذلك.. فإيمان المسلم قوي ورصين إلى درجة لا يتزعزع أبدا ولا يدع مجالا للإنكار قطعا، لاستناده إلى حجج كثيرة جدا، حتى كأن العقل يرضخ رضوخا لقبول هذا الإيمان.

النقطة الثالثة

قلت ذات مرة: «الحمد لله». ثم بحثت عن نعمة عظيمة جدا تقابل معناها الواسع جدا، فخطر على القلب الجملة الآتية:

[الحمد لله على الإيمان بالله، وعلى وحدانيته، وعلى وجوب وجوده وعلى صفاته، وأسمائه، حمدا بعدد تجليات أسمائه من الأزل إلى الأبد].

فتأملت فيها فوجدتها مطابِقة تماما للمعنى.. وهي كالآتي: (حاشية) انتهى النص هنا وكأن الستار أسدل أمام الأستاذ فلم يستمر بالكتابة، أو لعل الظروف المحيطة به حالت دون ذلك، فاكتفى بالفقرات السابقة.

……………………………………………………………..