(هذه الفقرة أوردتها المحكمة لإدانتي والحال أنها تتهمهم بالإفراط)

يَرِد في الرسائل:

«دخل مصطفى كمال ديوان رئاسة الجمهورية بأنقرة وهو على أشد الغضب وقال له: «إننا دعوناك إلى هنا لِتُقدِّم لنا أفكارا راقية وآراء قيمة، ولكنك ما إن أتيت كتبت أشياء حول الصلاة، فأوقعتَ فيما بيننا الاختلاف والتفرقة». وردّ عليه سعيد: «إن من لا يصلي خائن وحكم الخائن مردود».

ثم أبدى مصطفى كمال نوعا من الاسترضاء له متراجعا عن غضبه وحدّته. وعلى الرغم من أنه (أي سعيد) قد جرحَ مشاعرَ مصطفى كمال وخرق مبادئه إلّا أن مصطفى كمال لم يمسّه بسوء.

وإنها لكرامة ساطعة لرسائل النور وقوة عظيمة خارقة لشخصها المعنوي ولطلابها الروّاد والأبطال في المستقبل أن يخشى منها قوادٌ جبابرة كما كانوا يخشون من «سعيد القديم».»


(فقرة ألزمت المحكمة وجعلتها مسؤولة مع أنها اتخذت ضدنا في القرار)

 يُذكر -في الرسائل- «إننا لسنا مع زعيم أصدر حسب هواه أوامر باسم القانون ونفذها بقوة لتحويل «جامع أياصوفيا» إلى دار للأصنام، وجعل مقر المشيخة الإسلامية العامة ثانوية للبنات، لسنا معه فكرا ولا موضوعا، ولا من حيث الدافع ولا من حيث النتيجة والغاية. ولا نجد أنفسنا ملزمين بقبول أمر كهذا».

ويكتب في عريضته المؤرخة في 29/8/1948:

«وَرَدَ هذا الفكرُ إلى قلبي: إنه ضروري جدا لصالح الأمة ولنفع البلاد أن تحافِظ الحكومة عليّ حفاظا تاما وتَمُدّ يد المعاونة إليّ. إلّا أنها تُضيق الخناقَ عليّ، مما يومئ إلى أن الذين يحاربونني هم منظمة الزندقة السرية وقسم من منظمة الشيوعية الذين التحقوا بهم، هؤلاء قد قبضوا على زمام الأمر في عدد من المناصب الرسمية المهمة في الدولة، فيهاجمونني ويجابهونني. أما الحكومة فإما أنها لا تعرفهم أو تسمح لهم. ويا ترى أي ذنب وأي جريرة في أن تَنتقدَ أو تُضمِر عدمَ المحبة لرجل حوّل جامع أياصوفيا الذي هو مبعث الشرف الأبدي لأمة بطلة، والدرة الساطعة لخدماتها وجهادها في سبيل القرآن، وهدية تذكارية نفيسة من هدايا سيوف أجدادها البسلاء.. حوّله إلى دار للأصنام وبيت للأوثان وجعل مقر المشيخة الإسلامية العامة ثانوية للبنات؟


(هذه الفقرة هي أقوى فقرة ظنت المحكمة أنها تنـزل العقاب بسعيد. وهو الكلام الذي أطلقه سعيد في محكمة دنيزلي تجاه أعدائه المتسترين إلّا أن المحكمة قد فهمتها خطأ بل خطأ كليا أنها فقرة ضد الدولة والحكومة تماما وأظهرتها سببا لإنـزال العقاب بي.)

لقد أَطلق على قسم من القوانين الحديثة للدولة التي سنّت هذه القوانين الانقلابية ووضعتها موضع التنفيذ اسمَ «الاستبداد الكفري الاعتباطي» وعلى الجمهورية اسم «الاستبداد المطلق». وعلى النظام اسم «الارتداد المطلق» وعلى الشيوعية والمدنية اسم «السفاهة المطلقة».


(فقرة كتبت في قرار المحكمة بإعجاب وتقدير)

ويذكر: أن لكتابة رسائل النور فوائد دنيوية وأخروية كثيرة جدا، منها:

1– الجهاد المعنوي تجاه أهل الضلالة.

2– مساعدة الكاتب لأستاذه على نشر الحقائق.

3– خدمة المسلمين من حيث الإيمان.

4– كسب العلم بالقلم.

5– القيام بعبادة فكرية التي تعدل ساعة منها أحيانا سنة من العبادة.

6– حُسن الخاتمة ودخول القبر بالإيمان.

وكذا لها خمس أنواع من الفوائد الدنيوية:

1 – البركة في الرزق.

2– الانشراح والسرور في القلب.

3– اليسر في العيش.

4– التوفيق في الأعمال.

5 – الاشتراك في أدعية طلاب النور جميعهم، لكسبه فضيلة طالب العلم.

وسيدرك شبابُ الجامعة هذه الأمور عن قريب وستحوّل الجامعة إلى مدرسة نورية.


(إنه لمحير أن تعدّ هذه التضحية الخالصة جرما وذنبا)

إن إحدى الخطتين اللتين حاكهما المنافقون المتسترون في جنح الظلام هي التهوين من شأني. وكأن قيمة الأنوار الرفيعة لرسائل النور تسقط بهذا من عليائها.

والثانية: هي بث القلق والاضطراب في صفوف طلاب النور. وكأنهم بهذا يعيقون انتشار رسائل النور.

لا تقلقوا يا إخوتي! إن حقيقةً سامية افتدتها ملايين الرؤوس فداءٌ لها رؤوسُنا نحن الضعفاء أيضا.


(لقد اعترضوا على واحد من الأسباب التسعة الداعية إلى تسمية رسائل النور بهذا الاسم. فقالوا: إننا لا نرى مَن تسمّى باسم «نور» من بين طلابه الممتازين، وكما أجبنا عنه في الهامش فإن كلا من «نوري بنلي ونوري الساعاتي» من الممتازين في خدمة النور حاليا، بمعنى أنهم لا يجدون ما ينتقدونه ولكنهم يضطرون إلى التشبث بحجج جزئية تافهة.)

إنه يذكر في «الكلمة السادسة والعشرين»:

إن سبب إطلاق اسم رسائل النور على مجموع الكلمات (وهي ثلاث وثلاثون كلمة) والمكتوبات (وهي ثلاثة وثلاثون مكتوبا) واللمعات (وهي إحدى وثلاثون لمعة) والشعاعات (وهي ثلاثة عشر شعاعا) هو أن كلمة النور قد جابهتني في كل مكان طوال حياتي، منها:

أن قريتي اسمها: نورس.

واسم والدتي المرحومة: نورية.

وأستاذي في الطريقة النقشبندية: سيد نور محمد.

وأستاذي في الطريقة القادرية: نور الدين.

وأستاذي في القرآن: نوري.

وأكثر من يلازمني من طلابي من يسمّون باسم نور.

وأكثر ما يوضح كتبي وينورها هو التمثيلات النورية.

وأكثر ما حل مشكلاتي في الحقائق الإلهية هو: اسم «النور» من الأسماء الحسنى.

ولشدة شوقي نحو القرآن وانحصار خدمتي فيه فإن إمامي الخاص هو سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه.


(إن رسالة «الهجمات الست» وذيلها قد كتبت قبل عشرين سنة لمجابهة تعدٍّ ظالمٍ شديد. وهي رسالة في غاية الخصوصية والسرية، وقد مرّت بين يدي محاكم كثيرة. وكتبت في حالة سورة غضب انتابتني في أثناء الحرب العالمية الثانية. وهي إذ تبين ذلك الغضب والحدة حقا، إلّا أن مصادرتها وكأنها قد كتبت حاليا وعدَّها ذنبا وجريرة، بُعدٌ عن العدالة عظيم.)

تُستهل مقدمة ذيل «الهجمات الست» بالآتي:

كُتب هذا الذيل (للتداول الخاص)، لتجنُّب ما يرد في المستقبل من كلمات الإهانة وشعور الكراهية، أي لئلا يصيب بصاقُ إهانتهم وجوهَنا، أو لمسحِه عنها عندما يُقال: تبا لرجال ذلك العصر العديمي الغيرة!

وكُتب تقريرا ولائحة لترن آذانٌ صمّ، آذانُ رؤساءِ أوروبا المتوحشين المتسترين بقناع الإنسانية.. ولينغرز في العيون المطموسة، عيونِ أولئك العديمي الضمير الجائرين الذين سلّطوا علينا هؤلاء الظلمة الغدّارين.. وليُنـزِل صفعةً كالمطرقة على رؤوسِ عبيدِ المدنيةِ الدنيّة التي أذاقت البشرية في هذا العصر آلاما جهنمية حتى صرخت في كل مكان: لتعش جهنم!

لقد حدثت في الفترة الأخيرة اعتداءات شنيعة كثيرة على حقوق المؤمنين الضعفاء، من الملحدين المتخفين وراء الأستار، وأخص بالذكر اعتداءهم عليّ تعديا صارخا، باقتحامهم مسجدي الخاص الذي عمّرتُه بنفسي، وكنا فيه مع ثلّة من رفقائي الأعزاء، نؤدي العبادة، ونرفع الأذان والإقامة سرا. فقيل لنا: لِمَ تقيمون الصلاة باللغة العربية وترفعون الأذان سرا؟

نفد صبري في السكوت عليهم: وها أنذا لا أخاطب هؤلاء السفلة الدنيئين الذين حُرموا من الضمير، وليسوا أهلا للخطاب، بل أخاطب أولئك الرؤساء المتفرعنين في القيادة الذين يلعبون بمقدرات الأمة حسب أهواء طغيانهم. فأقول:

يا أهل الإلحاد والبدعة! إني أطالبكم بالإجابة عن ستة أسئلة.

السؤال الأول:

إن لكل حكومة -مهما كانت- ولكل قوم، بل حتى أولئك الذين يأكلون لحم البشر، بل حتى رئيس أية عصابة شرسة، منهجا وأصولا ودساتير، يحكمون وفقها.

فعلى أيّ أساس من دساتيركم وأصولكم تتعدّون هذا التعدي الفاضح. أظهِروه لنا. أم إنكم تحسبون أهواء عددٍ من الموظفين الحقراء قانونا؟ إذ ليس هناك قانون في العالم يسمح بالتدخل في عبادة شخصية خاصة! ولا يُسنّ قانون في ذلك قطعا.


(إنه ليبعث على الأسف اتخاذُهم جملة أو جملتين من رسالة «الإشارات السبع» ذريعة لمصادرتها وحُجة علينا مع أنها رسالة قديمة وخاصة وسرية وتتضمن حقيقة قوية ورصينة بحيث تستحق أن تعلَن لصالح الحياة الاجتماعية على البشرية جمعاء والعالم أجمع.)

إن أحمق الحمقى في الدنيا هو من ينتظر من أمثال هؤلاء الملحدين السفهاء الرقيَّ وسعادةَ الحياة.

ولقد قال أحد هؤلاء الحمقى، وهو يشغل منصبا مهما: «إننا تأخرنا لقولنا: الله.. الله.. بينما أوروبا تقدمت لقولها: المدفع.. البندقية!».

إن جواب أمثال هؤلاء: السكوت حسب قاعدةِ: «جواب الأحمق السكوت» ولكننا نقول قولا لأولئك العقلاء الشقاة الذين يتبعون بعض الحمقى:

أيها البائسون! هذه الدنيا إنما هي دار ضيافة..

فما دام الموتُ موجودا، وأن المصير إلى القبر حتما، وأن هذه الحياة ماضية راحلة، وستأتي حياةٌ باقية خالدة، فإن قيل: المدفع.. البندقية مرة واحدة فلابد من القول ألف مرة: «الله.. الله».


(إن ما يوجب الحيرة، أن جملة من «اللمعة السادسة عشرة» وهي لصالحنا، حوّلوها إلى جملة ضدنا، وأبدوا رغبة في مصادرة تلك الرسالة القيمة.)

من «اللمعة السادسة عشرة»:

إن مصيبة الحرب وبلاءها، ضرر بالغ لخدمتنا القرآنية.. إن القدير ذا الجلال الذي يطهّر وجه السماء الملبّد بالغيوم ويبرز الشمس الساطعة في وجه السماء اللامع خلال دقيقة واحدة، هو القادر أيضا على أن يزيل هذه الغيوم السوداء المظلمة الفاقدة للرحمة. ويُظهر حقائق الشريعة كالشمس المنيرة بكل يسر وسهولة وبغير خسارة.

إننا نرجو هذا من رحمته الواسعة، ونسأله سبحانه أن لا يكّلفنا ذلك ثمنا غاليا، وأن يمنح رؤوس الرؤساء العقلَ ويهب لقلوبهم الإيمان. وهذا حسبنا، وحينها تتعدل الأمور بنفسها وتستقيم.

ما دام الذي في أيديكم نوراً، وليس هراوة وصولجانا، فالنور لا يُعارَض ولا يُهرَب منه، ولا ينجم من إظهاره ضرر. فلِمَ إذن توصون أصدقاءكم بأخذ الحذر وتمنعونهم من إبراز رسائل نيّرة كثيرة للناس كافة؟.

مضمون جواب هذا السؤال باختصار هو: أن رؤوس كثير من الرؤساء مخمورة، لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، فيؤوّلونه إلى معنى خطأ، ويعترضون ويهاجمون. لذا، وللحيلولة دون الهجوم ينبغي عدم إظهار النور لهم لحين إفاقتهم واسترجاع رشدهم.

ثم إن هناك غير منصفين كثيرين، ينكرون النور، أو يغمضون أعينهم دونَه، لأغراض شخصية خاصة، أو خوفا أو طمعا..

ولأجل هذا أوصى إخوتي أيضا ليأخذوا حذرهم ويحتاطوا للأمر، وعليهم أن لا يعطوا الحقائق أحدا من غير أهلها، أن لا يقوموا بعمل يثير أوهام أهل الدنيا وشبهاتهم عليهم.


(إن الحجاب أمر قرآني، و قد أُجيب عنه جوابا شافيا في الرسائل. علما أن هذه الرسالة قد كتبت سابقا وقاسينا العقاب بسببها. ولكن رغم هذا اتخذوها ذنبا اقترفناه واعتبروها حُجة علينا، ثم إن بداية حقيقة جليلة وردت في رسالة «الشيوخ» و«مرشد الشباب» تلك الحقيقة القيمة النافعة للناس كلهم، جعلوها جريرة لنا ومبررا لمصادرة تلك الرسالة.. كل ذلك يدل على أنهم لا يجدون ما يتذرعون به للانتقاد والجرح.)

في «اللمعة الرابعة والعشرين»، بعد الإيضاح أن الحجاب أمر قرآني يقول: «ولقد طرق سمعَنا: أن صباغَ أحذية قد تعرض لزوجةِ رجل ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهارا جهارا في قلب العاصمة «أنقرة»! أليس هذا الفعل الشنيع صفعةً قوية على وجوه أولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من أعداء العفة والحجاب؟».

وفي «اللمعة السادسة والعشرين» الخاصة بالشيوخ:

«ففي ذات يوم من الأيام الأخيرة للخريف، صعدتُ إلى قمّة قلعة أنقرة، التي أصابها الكِبر والبلى أكثر مني، فتمثّلت تلك القلعةُ أمامي كأنها حوادث تاريخية متحجرة، واعتراني حزن شديد وأسى عميق من شيب السنة في موسم الخريف، ومن شيبي أنا، ومن هرم القلعة، ومن شيخوخة الدولة العثمانية العلية، ومن وفاة سلطنة الخلافة. فاضطرتني تلك الحالة إلى النظر من ذروة تلك القلعة المرتفعة إلى أودية الماضي وشواهق المستقبل.

فالماضي أوحشني بدلا من أن يسلّيني ويمنحني النور.

والمستقبل تراءى لي على صورة مقبرة كبرى مظلمة لي ولأمثالي وللجيل القابل، فأدهشني عوضا من أن يؤنسني.

ثم نظرت إلى زمني الحاضر، فبدا ذلك اليوم لنظري الحسير ونظرتي التاريخية على شكلِ نعش لجنازة جسمي المضطرب كالمذبوح بين الموت والحياة.


(كان عليهم أن يقدّروا هذه الجملة حق قدرها إلّا أنهم انتقدوها واتخذوها حجة علينا.)

يذكر: «لقد صرفتُ كثيرا من مرتّبي الذي كنت قد قبضته وأنا في «دار الحكمة الإسلامية» وادّخرت قليلا منه لأداء فريضة الحج. وقد كفَتني تلك النقود القليلة ببركة القناعة والاقتصاد، فلم يُرَق مني ماءُ الوجه. ومازالت بقية من تلك النقود المباركة موجودة».

ثم في «اللمعة الثانية والعشرين» بعد أن يشير إلى أنها رسالة سرية خاصة لإخوته الصادقين الخالصين يقول:

«الإشارة الأولى: لِمَ يتدخل أهل الدنيا بأمور آخرتك كلما وجدوا لهم فرصة، مع أنك لا تتدخل في شؤون دنياهم؟.. إن الذي يجيب عن هذا السؤال هو حكومة محافظة إسبارطة وأهاليها.».


(إن الذين يتوهمون هذا الأمل الخالص والرغبة النـزيهة النابعة من الشفقة الإيمانية والذي يوجب الإعجاب، يتوهمونه ذنبا نقترفه، لا شك أنهم هم المذنبون.)

في رسالة موقّعة باسم «سعيد» يُذكر: «تُرى ما حكمة تراكض الأطفال الأبرياء الذين تتراوح أعمارهم من السابعة إلى العاشرة لمجرد ملاحظتهم إياي وأنا أتجول في العربة الحصانية، ثم التفافهم حول يدي؟ كنت أحار أمام هذا المنظر، ولكن إذا بخاطر يخطر إلى قلبي فأدركت أن هؤلاء الأطفال الأبرياء يستشعرون بحسٍ قبل الوقوع أنهم سينالون السعادة برسائل النور وسينجون من مهالك معنوية ستحيط بهم».


(إن عدّ هذه الفقرة الآتية ذنبا ظلمٌ وخارج عن الإنصاف تلك التي كانت في البداية دفاعا لي وعدت في النهاية تمنيا ورغبة.)

يذكر: «إن قسما من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة يشيران معا إلى حقيقة نورانية في هذا العصر، ويُظهران المجدد الأكبر الذي سيأتي في آخر الزمان، وإن أهم وظيفة من وظائفه الثلاث الجليلة هي إنقاذ الإيمان. ويذكر أن إحياء الشريعة وإقامة الخلافة وما شابهها من الوظائف العظيمة الشاملة لدائرة واسعة جدا، لا ضرر من عدم ذكرهما، حيث إنه يكون وسيلة لانتقاد المعارضين وهجوم السياسيين، لذا يرفع بعض الجمل ويعدّلها وسيعيدها إلى إخوته المدققين.

وفي رسالة موقّعة باسم «سعيد النُّورْسِيّ»:

بينما سُترت الآيتان الكريمتان: ﴿اِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبينًا﴾ (الفتح:1) و﴿وَيَنْصُرَكَ اللّٰهُ نَصْرًا عَزيزًا﴾ (الفتح:3) الموجودتان على الباب الخارجي لبناية الوزارة الحربية المتحولة إلى الجامعة بالرخام، فإن إبرازَهما مثال على السماح لاستعمال الخط القرآني، ووسيلة لما تقصده رسائل النور من استعمال الخط القرآني وإشارة إلى تحول الجامعة إلى مدرسة نورية.


(إن ما بيّنوه من نقد حول إيضاحي للحقيقة الواردة في رسالة تكبيرات الحجاج، جوابُه المسكت المقنع هو الهامش الذي وضعه «خسرو».)

يقول في رسالة موقعة باسم «سعيد النُّورْسِيّ»، ومعنونة بتكبيرات الحجاج:

إن قسما من طلاب النور الذين لهم أهمية، يظنون بك أنك الشخص الذي سيأتي في آخر الزمان من آل البيت. ويصرّون على ظنهم هذا ولكنك ترفض بإصرارٍ أيضا ما يدور في أذهانهم، و تتحرز منه وتتجنّبه. وهذا في ذاته تناقض وتضاد. نريد حلّه.

ثم يردف إزاء سؤالهم هذا قوله:

«إن الشخص المعنوي الذي يمثل مهدي الرسول المنتظر له ثلاث وظائف. وأهم تلك الوظائف هي إنقاذ الإيمان، ثم إحياء الشعائر الإسلامية باسم الخلافة المحمدية، ويسعى ذلك الشخص لإنجاز هذه المهمة نظرا لتعطّل كثير من أحكام القرآن وقوانين الشريعة المحمدية.

هذا وإن طلاب النور يرون أن الوظيفة الأولى كليا في عهدة رسائل النور. أما الوظيفتان التاليتان فهما بالنسبة للأولى ثانوية وثالثية. لذا يتلقون الشخص المعنوي لرسائل النور أنه نوع من المهدي حقا، ويعطَى ذلك الاسمُ أحيانا إلى هذا الضعيف العاجز الذي يَعتقد قسمٌ منهم أنه يمثل ذلك الشخص المعنوي. حتى إن قسما من الأولياء يرون في كراماتهم الغيبية أن رسائل النور هي مهدي آخر الزمان ومرشده. وهم يقولون: إن هذا الأمر يُفهم بالتحقيق والتأويل. ولكن هناك التباس في نقطتين، لا بد من التأويل.

الأولى: أن الوظيفتين الأخيرتين، رغم أنهما ليستا بأهمية الوظيفة الأولى من زاوية الحقيقة، إلّا أن الخلافة المحمدية والاتحاد الإسلامي هما لدى عامة الناس وأهل السياسة ولاسيما في أفكار هذا العصر، أهم من الوظيفة الأولى بألف مرة.

وعلى الرغم من أن الله يبعث في كل عصر مهديا ومرشدا -وقد بعث فعلا- إلّا أنهم لم يحرزوا لقب المهدى الأكبر لآخر الزمان حيث إنهم أدّوا في جهة من الجهات وظيفة واحدة من تلك الوظائف الثلاث.

الثانية: أن ذلك الشخص العظيم الذي سيظهر في آخر الزمان هو من آل البيت، وإني وإن كنت بمثابة ولد معنوي لسيدنا علي رضي الله عنه حيث تلقيت منه درسَ الحقيقة، وأن آل محمد شامل لطلاب النور الحقيقيين في معنىً من معانيه، وأُعدّ من هذه الجهة من آل البيت، إلّا أنه ليس في مسلك النور إظهارُ الشخصيات وإبراز الأنانية، ولا الرغبة في نيل مقامات شخصية رفيعة، ولا الحصول على السمعة والصيت، بل حتى لو أُعطيتُ مقامات أخروية فإني أرى نفسي مضطرا للتخلي عنها لكيلا أخلّ بالإخلاص في النور..

وهذا يعني أنه يجيب بما يُشَمُّ منه موافقته الجزئية للموضوع إذ ليس فيه ردّ حاسم ورفض جاد لهذه المسألة، المهدية.(حاشية) أيتها الهيئة غير المنصفة: كيف يكون إذن الردّ الحاسم؟           باسم طلاب النور.. خسرو.


(إن الحوادث المذكورة في هذه الفقرة واقعة فعلا وبصورة عجيبة محيرة، فإن حدوث الزلزلة عقب ثلاث دقائق من قولي: «لا تُحزنوني إن الأرض تغضب عليكم»، كان المفروض عليهم أن يأخذوا المسألة بجدّ ويستحسنوا الموقف، وذلك بمقتضى الشفقة، حيث إنها ليست موضع انتقاد واعتراض.)

«بعد مرور عشر ساعات على أخذ إفادته التي دامت أربع ساعات وهو يعاني الضيق، دبّ الحريق في دائرة المعارف، حتى كأنها في الوقت نفسه. مما أَظهر أن رسائل النور وسيلة لدفع البلايا بحيث لو هوجمت وجدت البلايا لها منفذا فتنـزل.».

وفي الرسالة المرقمة مائة وواحد وأربعين:

بعد أخذ إفادته التي دامت أربع ساعات ونصف الساعة، يَذكر حوادث الحريق التي نشبت في دائرة المعارف في «أنقرة» وفي كراج السيارات وفي معمل في «إزمير» وفي عمارة كبيرة في «أطنه».. ثم يذكر قوله: «لا تحرموني من الرسائل، وإلّا تكن خسارة جسيمة لي ولهذا الوطن، فالأرض تحتد وتغضب بالزلزلة». وبعد قولته هذه بثلاث دقائق وقعت الزلزلة ودامت ثلاث ثواني، وأظهرت غضب الأرض، وشبت النار في دائرة المعارف، في وقت الهجوم على رسائل النور وطلابها، وقد ثبت هذا فعلا لدى المحكمة أن حدوث الزلازل ونشوب الحريق تلازم وقت الهجوم على رسائل النور. فهذه الحوادث لا يمكن أن تكون مصادفة.

لقد أصبحت رسائل النور وسيلة لدفع كثير من البلايا في هذه البلاد، فهناك وقائع كثيرة جدا على هذا.

وفي الرسالة المرقمة مائة وسبع وأربعين يذكر:

أن الشتاء قد غضب غضبا شديدا، في الوقت الذي شُنّ الهجوم علينا وقد أظهر غضبُ الهواء وحدّتُه بالعواصف والبرد الشديد أنه متى ما توقفت الهجمات على الرسائل وطلابها، فإن ابتهاج طلاب النور يبدّل تلك العواصف القاسية إلى أيام ربيع بهيجة.

إن الحريق الذي دبّ في دائرة المعارف صفعة قوية.


(إن الحالة التي يجب أن تُبارَك، لا يُنظر إليها نظر الاعتراض.)

سألوني في هذه المرة في المحكمة ضمن أسئلة لا معنى لها، قائلين: بِمَ تعيش؟ فقلت: ببركة الاقتصاد. إن من كان في «إسبارطة» ويعيش في شهر رمضان على رغيف واحد، وكيلو من اللبن وكيلو من الرز، لا يتنازل للدنيا كلها لأجل العيش، ولا يضطر إلى قبول الهدايا.


(قد ساق الثناءُ الساطع لـ«زبير» ودفاعُه الذي قرأه أمام المحكمة إلى التقدير والاستحسان بإذن الله بحيث أدرجوه بإعجاب في القرار.)

إن ما كتبه «زبير» في إحدى الملازم المطبوعة بالآلة الطابعة والمعنونة بـ(شبابنا يطلب علما وأخلاقا راقية تعلّم الحق والحقيقة) جاء في صفحتها العاشرة: «إن رسائل النور التي تنقذ مسلمي القرن العشرين والبشرية عامة من ظلمات الأفكار الباطلة القاتمة ليست من بنات أفكار المؤلف نفسه بل إلهام قذفه رب العالمين إلى قلب المؤلف، فهي رسائل راقية قيمة نفيسة».

وجاء في الصفحة الثانية عشرة:

«إذا ما قيل لطالب يخدم في مجال رسائل النور: استنسخْ هذه الكتبَ بدلا عن رسائل النور، أعطيك ثروة «فورد» وغناه. لأجابهم قبل أن يَرفع طرفَ قلمِه من كتابة رسائل النور: لا أقبل حتى لو أَعطيتم لي ثروةَ الدنيا كلها وسلطنتها».

وفي الصفحة الخامسة عشرة:

«إن كانت درجة ارتباطنا لنـزيهي الفكر من المؤلفين مائة درجة فإن درجة ارتباطنا لشخصية عظيمة كبديع الزمان الذي يرشدنا إلى سعادة الدنيا والآخرة بلايين البلايين بل بغير نهاية».وفي الصفحة الثانية عشرة:

«إن الشخص المعنوي لرسائل النور قد شخّص أمراض هذا العصر الاجتماعية والروحية والدينية، وعرض لإنسان هذا العصر بعناية الله ما يداويه من العِلل الاجتماعية المزمنة بأدوية نابعة من حقائق القرآن».

وفي الصفحة الرابعة والأربعين:

«قال بديع الزمان: من يقرأ هذه الرسائل لسنة كاملة يمكن أن يكون عالما جليلا في هذا الزمان. نعم، إنه كذلك.».

وفي الصفحة الرابعة والخمسين:

«إن الحكام الذين قرؤوا رسائل النور لا يُتوقع صدور قرارات غير صائبة منهم».