خاتمة

في مسائل مشهودة متفرقة

المسألة الأولى

اعلم أني أقول مادمتُ حيا، كما قال مولانا جلال الدين الرومي قُدس سرّه:

من بندهء قرآنم أكر جان دارم من خاك راه محمد مختاره م ([1])

لأني أرى القرآن منبع كلّ الفيوض، وما في آثاري من محاسن الحقائق ما هوإلّا من فيض القرآن. فلهذا لا يرضى قلبي أن يخلوأثرٌ من آثاري من ذِكرِ نُبَذٍ من مزايا إعجاز القرآن. ولقد ذكرتُ في [اللوامع] أنواع إعجاز القرآن البالغة إلى نيف وأربعين نوعا. أذكرُ هنا تبركا مسألةً فقط؛ هي هذه:

انظر إلى مَن قال؟ ولمَن قال؟ ولِمَ قال؟ وفيمَ قال؟

نعم، إن مَنابع علوطبقة الكلام؛ وقوّتِه وحسنِه وجماله أربعةٌ: المتكلم، والمخَاطَبُ، والمقصدُ، والمقامُ. لا المقام فقط.. كما ضلّ فيه الأُدباء. وكذا إن الكلام لفظُه ليس جسدا بل لباسٌ له، ومعناه ليس روحا بل بدنٌ له. وما حياتُه إلّا مِن نية المتكلم وحسّه. وما روحُه إلّا معنىً منفوخٌ من طرف المتكلم. فالكلام إنْ كان أمرا أونهيا فقد يتضمن الإرادةَ والقدرةَ بحسب درجة المتكلم، فتتضاعف علويةُ الكلام وقوته.

نعم؛ أين صورة أمر فضولي ناشئ من أماني التمني وهوغير مسموع، وأين الأمر الحقيقي النافذُ المتضمن للإرادة والقدرة؟ فانظر أين: ﴿يَٓا اَرْضُ ابْلَعي مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَقْلِعي﴾ (هود:44) وأين خطاب البشر للجمادات كهذيانات المُبَرسَمين: «اسكني يا أرض وانشقي يا سماء وقومي يا أيتها القيامة».. وكذا أين أمرُ أميرٍ مُطاعٍ لجيش عظيم مطيع بـ«آرش!.» واهجموا على أعداء الله، فهجموا وغلَبوا، ثم أين هذا الأمر إذا صدر من حقير لا يُبالَى به وبأمره.. وكذا أين تصويرُ مالكٍ حقيقي، وآمرٍ مؤثرٍ أمرُه، نافذٍ حكمُه، وصانع وهويصنع، ومُنعمٍ وهويُحسن قد شرع يصوّر أفاعيلَه، يقول: فعلتُ كذا وكذا.. أفعل هذا وذاك.. صيّرتُ لبيتكم الأرضَ فرشا والسماء سقفا، ثم أين تصويرُ فضولي وبحثُه عن أفاعيلَ لا تماسَّ له بها.. وكذا أين أعيانُ النجومِ ثم أين تماثيلها الصغيرة السيالة -التي لا هي موجودة ولا معدومة- المرئيةُ في الزُجيجات؟ نعم، أين ملائكةُ كلماتِ كلامِ خالقِ الشمس والقمر، ثم أين زنابيرُ مزاميرِ مزوَّرات البشر؟.. وكذا أين ألفاظُ القرآن التي هي أصدافُ الهدى والحقائق الإيمانية والأساسات المنبثة من عرش الرحمن مع تضمن اللفظ للخطاب الأزلي وللعلم والقدرة والإرادة، ثم أين ألفاظ الإنسان الهوائيةُ الواهية الهوسية؟.. وكذا أين شجرةٌ تفرعت وأورقت وأزهرت وأثمرت، ثم أين المعجونُ الذي اتخذه أحدٌ من بعض ثمراتها بتغيير صورة الثمرات وإزالة العقدة الحياتية منها مع مزجها بمادة أخرى؟

نعم، إن القرآن أنبتَ شجرةً هكذا فانقلبت كلُّ نوَياته دساتيرَ عملية وأشجارا مثمرةً، تَشكَّل وتركّب منها هذا العالمُ الإسلامي بمعنوياته وأعماله، فأخذ منها كلَّ الأفكار فتَصرّفَ فيها إلى الآن حتى صارت حقائقهُ العُلوية العالية علوما متعارَفة ومُسَلّماتٍ، فيقوم أحدٌ ويأخذ من تلك الحقائق ويتصرف فيها بتغيير الصورة، فتزيل منها العقدةُ الحياتية. ثم على زعمه يزيّنها بتهوسه، فيوازن ذوقُه الفاسد بينه وبين الآيات. فكيف يمكن الموازنة بين الصورة العَرضَية التابعة المنحوتة بهوس الصبيان في جواهر منتظمة ودرر منثورة، وبين تلك الجواهر والدرر نفسها؟

ولقد شاهدتُ أن مشاهدة جمال القرآن تابعةٌ لدرجةِ سلامة القلب وصحته؛ فمريضُ القلب لا يشاهد إلّا ما يشوِّه له مرضُه. فأسلوب القرآن والقلبُ كلاهما مرآتان ينعكس كلُّ واحدٍ في الآخر.

نكتة

ولأن الإيمان يؤسس الأخوّة بين كل شيء، لا يشتد الحرصُ والعداوةُ والحقد والوحشة في روح المؤمن؛ إذ بالدقة يَرى أعدى عدوِّه نوعَ أخٍ له.. ولأن الكفر يؤسس أجنبيةً وافتراقا -لا إلى اتصال- بين كل الأشياء، يشتد في الكافر الحرصُ والعداوةُ والتزام النفس والاعتمادُ عليها. ومن هذا السر صاروا غالبين في الحياة الدنيا. ولأن الكافر يرى في الدنيا مكافأةَ حسناتِه في الجملة، والمؤمن يرى جزاءَ بعضِ سيئاته في الدنيا؛ صارت: «سجن المؤمن وجنة الكافر».

واعلم أن إكسير الإيمان إذا دخل في القلب يصيّر الإنسان جوهرا لائقا للأبدية والجنة، وبالكفر يصير خزفا خاليا فانيا. إذ الإيمانُ يُرِي تحت القشر الفاني لبا لطيفا رصينا، ويُري ما يُتوهم حَبابا مُشمسا زائلا، ألماسا متنورا. والكفر يُرِي القشر لبا فيتصلب فيه فقط، فتنـزل درجة الإنسان من الألماس إلى الزجاجة بل إلى الجمد بل إلى الحباب، هكذا شاهدتُ..

نقطة

قد شاهدتُ ازدياد العلم الفلسفي في ازديادِ المرض، كما رأيت ازدياد المرض في ازدياد العلم العقلي. فالأمراض المعنوية توصِلُ إلى علوم عقلية، كما أن العلوم العقلية تولّد أمراضا قلبية.

وكذا شاهدت الدنيا ذات وجهين:

وجه: ظاهرهُ مأنوس في الجملة مؤقتا، باطنهُ موحشٌ إلى ما لا يحد.

ووجه: ظاهره موحِش في الجملة، وباطنهُ مؤنس إلى ما لا نهاية.

فالقرآن يوجّه الأنظار إلى الوجه الثاني، الذي يتصل بالآخرة. والوجه الأول الذي يتصل بالعدم ضدُّ الآخرة، وضرّتُها ومعكوستُها حسَنُه قبيحُها، قبيحُه حسَنُها.

وكذا شاهدتُ أن ما في الممكن من وجه الوجود؛ بالأنانية يوصِل إلى العدم وينقلبُ إليه، وما فيه من وجه العدم بتركِ الأنانية ينظرُ إلى الوجود الواجب. فإن أحببتَ الوجودَ فانعدِمْ لِتَجِدَ الوجود..

نكتة

اعلم أن النيةَ إحدى الكلمات الأربعة التي ذكرتُ في المقدمة أنها محصولةُ أربعين سنة من عمري!

نعم، إن النية إكسيرٌ عجيب تَقلِب بخاصيتها العادات الترابية والحركات الرملية  إلى جوهر العبادة.. وكذا هي روح نافذة تحيا بها الحالات الميتة، فتصير عباداتٍ حيويةً.. وكذا فيها خاصيةٌ تقلبُ السيئات حسنات.

فالنية روح، وروحُها «الإخلاص» فلا خلاص إلّا بالإخلاص. ويمكن بالنية -بسبب هذه الخاصية – عملٌ كثير في زمانٍ قليل، فيمكن اشتراءُ الجنة بما يُعمل في هذا العمر القليل بهمّة تلك الخاصية.

وبالنية يصيرُ المرءُ شاكرا دائما؛ لأن ما في الدنيا من اللذائذ والنِعَم يُقتطف بوجهين:

الوجه الأول: يقول المرءُ بسبب النية: هذه النعمة مَدَّتْها إليَّ يدُ رحيمٍ محسن، فينتقل نظرُه من النِعمة إلى الإِنعام، فيتلذذُ به أزيدَ من نفس النعمة.

والوجه الثاني: يتحرى اللذةَ بتهوس النفس، فلا يتخطر الإنعام، إنما ينحصر نظرُه على النعمةِ واللذة فيتلقى اللذةَ غنيمةً فيقتطفها بلا مِنّة، بل يغتصبها.

ففي الوجه الأول: تموت اللذةُ بالزوال ويبقى روحُها، أي إن رحمةَ المُنعم تَخَطّرتني، فلا تنساني. فهذا التخطُر رابطةٌ ومناسبةٌ في الخاطر!

وفي الوجه الثاني: لا تموت اللذة الموقتة ليبقى روحُها، بل تنطفئ ويبقى دخانُها. والمصيبة يخمد دخانُها ويبقى نورها، ودخانُ اللذة زوالها وإثمها.

وإذا نُظرَ بنور الإيمان إلى اللذائذ المشروعة في الدنيا والنِعَم في الآخرة، يُرى فيها حركةٌ دورية ووضعية تتعاقب فيها الأمثالُ، فلا تنطفئ الماهية، وإنما يحصل الفراقُ والافتراق عن التشخصات الجزئية. فلهذا لا ينغَّص -بألم الزوال والفراق- اللذائذُ الإيمانية بخلاف الوجه الثاني. فإن لكلّ لذةٍ زوالا، وزوالُها ألَمٌ، بل تَصوُّرُ الزوالِ أيضا ألمٌ؛ إذ في الوجه الثاني، ليست الحركة دوريةً بل حركةٌ مستقيمة، ففيها اللذة محكومة بالموت الأبدي..

نقطة

اعلم أن التعلقَ بالأسباب سببُ الذلّة والإهانة؛ ألا ترى أن الكلب قد اشتهر بعَشرِ صفاتٍ حسنة، حتى صارت صداقتُه ووفاؤه تُضربُ بهما الأمثال؟! فمن شأنه أن يكون بين الناس مباركا. ففضلا من المباركية ينـزل على رأس المسكين من طرف الإنسان ضربةُ الإهانة بالتنجيس؛ مع أن الدجاجة والبقر حتى السنّور، الذين ليس فيهم حسّ شكرانٍ وصداقةٍ في مقابلة إحسانِ البشر، يُشرَّفون بين الناس بالمباركية. أقول -بشرط أن لا ينكسر قلبُ الكلب ولا يصير غيبةً- إن سببه: أن الكلب بسبب مرض الحرص اهتم بالسبب الظاهري، بدرجةٍ أغفَلته -بجهةٍ- عن المُنعمِ الحقيقي، فتوهَّم الواسطةَ مؤثرةً. فذاق جزاءَ غفلته بالتنجيس، فَتَطهّر.. وأَكَلَ ضربَ الإهانة كفارةً للغفلة، فانتَبِه! أما سائر الحيوانات المباركة فلا يَعرفون الوسائط ولا يقيمون لها وزنا، أويقيمون لها وزنا خفيفا. مثلا: إن السنّور يتضرع حتى يأخذ الإحسانَ، فإذا أخذ فكأنه لا يعرفك ولا تعرفه، ولا يحس في نفسه شكرانا لك، بل إنما يشكر المنعمَ الحقيقي بـ: يا رحيم.. يا رحيم.. يا رحيم.. فقط؛ إذ الفطرة تعرف صانعَها وتعبدُه شعوريا وغيرَ شعوري..

نكتة

ولقد شاهدتُ: أنه لولم يُسند كلُّ شيء إليه تعالى لَزِمَ إثبات آلهة -كلٌّ منها ضدٌ للكل، ومِثلٌ في آن واحدٍ- غير متناهية.. يزيد عددُها على عدد ذرات العالم ومركباتها، بوجهٍ يكون كلُّ إلهٍ يَمُدُّ يَدَه إلى مجموع العالم ويتصرف فيه.

مثلا: إن القدرة الخالقة لفردِ نحلةٍ أوحبةِ عنب، لابد أن ينفُذ ويَجري حكمُها في عناصر الكائنات؛ إذ هما أُنموذجان أُخذَت أجزاؤهما من جميع الكون، مع أنه لا محل في الوجود إلّا للواجب الأحد، وأما لوأُحيلت الأشياءُ على أنفسها لزِمَ إثباتُ الألوهية لكلِّ ذرةٍ؛ ألا ترى أن الأحجار التي في قبة «آيا صوفيا» إذا انتفى الباني، لزِمَ أن يكون كلُّ حجرٍ منها مثلَ «معمار سنان». فدلالةُ الكائنات على خالقها الواحد أظهرُ وأنورُ وأجلى وأولى وأفصحُ وأوضحُ من دلالتها على وجود نفسها بمراتب. فيمكن إنكارُ الكون ولا يمكن إنكار الواحد الأحد القدير على كل شيء..

نقطة

ما أعجب شأنَ الضلالة بسبب الغفلة! كيف استخرجت العلّيةَ من المقارنة الساذجة والدوران الطردية بين المصنوعات! مع ارتكاب محالاتٍ متسلسلة، مع أنه لم يتبين ولم يتحقق قط في شيء من الأشياء أمارةٌ صادقة على وجود شريكِ صانعٍ لذلك الشيء، بل تحت صنعةِ كلِّ شيء مجهوليةٌ تتكشف عن قدرةٍ غير متناهية لقدير واجب الوجود. فيا خسارةَ الإنسان ويا جهالتَه! كيف أخذ الشركُ لنفسه موقعا في نفسه وفي عقله!

نكتة

وما في نون «نعبُدُ» من سر الجماعة، يصوِّر للمصلي المتنبه سطحَ الأرض مسجدا، اصطفّ فيه -مع المصلي- جميعُ المؤمنين، ويرى نفسَه في تلك الجماعة العظمى. وبما في إجماع الأنبياء والأولياء على ذكر «لا إله إلّا الله» مِن تَوافقِ الأصوات يتيسرُ للذاكرِ أن يرى الزمانَ «حلقةَ ذكرٍ» تحت رياسة «إمام الأنبياءُ».. في يمين الماضي «الأنبياء» قاعدون.. في يسار الاستقبال «الأولياء» جالسون.. يذكرون الله بصوتٍ يسمعه مَن ألقى السمعَ وهوشهيد. فإن كان حديدَ السمع والبصيرة استمعَ الذِّكرَ من مجموع المصنوعات أيضا ورأى نفسَه في حلقة ذِكرها..

نقطة

اعلم أن محبةَ ما سواه تعالى على وجهين:

وجهٍ يَنـزل من علوٍ، أي يحبُّ الله فبحبّهِ يُحب من يُحبُّه الله، فهذه المحبة لا تُنقصُ من محبة الله بل تزيدها.

والوجه الثاني: يَعرُج من سُفلٍ، أي يحب الوسائل، فيتدرج في محبتها ليتوسل إلى محبة الله، فهذه المحبة تتفرق، وقد تصادف وسيلةً قوية فتقطع عليها الطريق فتهلكها، وإن وصلتْ وصلتْ بنقصان.

نكتة

اعلم أن الرزاق جل شأنه تعهَّد بآيةِ: ﴿وَمَا مِنْ دَٓابَّةٍ فِي الْاَرْضِ اِلَّا عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهَا﴾ (هود:6) رزقَ كل دابة، إلّا أن الرزق قسمان:

حقيقي ومجازي، فالمتكفَّل بالآية هوالحقيقي. وأما المجازي الصُنعي اللازم بالتزام ما لا يلزم وبالاختيارات السيئة والاعتيادات المضرة، حتى صارت الحاجات الغيرُ الضرورية ضروريةً، فَلَبست الحاجاتُ الكاذبةُ صورةَ الرزق، فهذا الرزق غير متكفَّل بالآية. ومَن تأمل في الباذنجانات التي هي أسماكُ البر وفي الأسماك التي هي باذنجانات البحر كيف أسَمَنتها القدرة الفاطرة؛ إذ كلها سمينة -ما فيها هزيلة- يأتيها رزقُها رغدا من حيث لا تحتسب.. عَلِم أن الوسوسة في الرزق واتهامَ الرزاق من البلاهة.

نكتة

اعلم أن المصائب التي تصيب المعصومَ من الحيوان والإنسان، يجوز أن يكون لها أسبابٌ تدِقّ عن فهم البشر؛ مثلا: إن الشريعة الفطرية التي هي دساتير المشيئة، لا تنظر إلى العقل حتى يَسقط التكليفُ بها عند عدم العقل، بل تنظرُ إلى القلب والحس، بل والاستعداد أيضا، فتجازي على أفاعيلها.. وقد نشاهد الحيوان كاملا في حس النفس، والصبي بالغا في حس القلب، بل حسُّ طفلك، أكملُ من عقلك وأشد تيقظا؛ إذ تظلِمُ يتيما بالضرب ولا يمنعك عقلُك، وصبيُك الناظر إليك يُبكيه حسُّ شفقته.. لوكان هولانزجر.

فإذ كان هذا هكذا؛ فالصبي الذي يمزِّق للتهوس والتلهّي نحلةً مسكينة، ولم يسمعْ نهيَ حسِّ شفقته الحساسة، فأصيب بأن انكسر رأسُه.. استحقَّ.

مثلا: إن النَّمِرة تحس في نفسها على شِبلها شفقةً شديدة ومع رفيقها حسَّ حمايةٍ، فلا يمنعها هذان الحسّان من تمزيق الظبية المسكينة.. فمزّقتها، ثم أصيبت هي ببندقة الصياد مثلا، أفلا تكون مستحقةً؟ إذ رزقُها الحلال أمواتُ الحيوانات لا أحياؤها! على أن هذا مبنيّ على توهم مالكية الحيوانات لأنفسها، والحق أن هذا باطل كما مرّ سابقا، وأن المالك الحقيقي هومالك الملك ذوالجلال والإكرام يتصرف في مُلكه كيف يشاء، وهوالفاعل المختار الفعال لما يريدُ ﴿لَا يُسْـَٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـَٔلُونَ (الأنبياء:23).


[1] [[مَادمتُ حيا فأنا خادم القرآن.. وأنا تراب سبيل محمد المصطفى]].