الرسالة الثانية عشرة ([1])

الرسالة القيمة

 نقطة

من نور معرفة الله جل جلاله


إيضاح

إذا ما دخلتُ بستانا فلا أجني إلّا الأجوَدَ من الثمرات، حتى إذا ما تعبتُ في قطفها أجد المتعة واللذة. ولووقع نظري على الفاسدة منها، أصرفه عنها، آخذا بالقاعدة: «خذ ما صفا دع ما كدر»… هكذا أنا، فأرجوأن يكون قرّائي أيضا مثلي.

يقال: إنَّ كلامَك لا يُفهم بوضوح.

– نعم، ما حيلتي.. هكذا ترد السانحاتُ إلى القلب.. فبينما أجدني كأنني أتكلم فوق منارة عالية، إذا بي -في أحيان أخرى- أُنادي من قعر بئر عميقة.

فيا قارئي العزيز! أرجوأن تلاحظ في هذه الرسالة:

أنَّ المتكلم: هوقلبي العاجز.

أما المخاطَب: فهونفسي العاصية.

بينما المستمع: هوذلك الياباني الذي يتحرى الحقيقة.

وسنشير في هذه الرسالة إلى ما نقصده بالذات، وهوالتوحيد، في أربعة براهين عظيمة من بين براهينه التي لا تُحصر.

آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، والبعث بعد الموت حق، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.

سعيد النُّورْسِيّ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن مقصودَنا ومطلوبنا هو: ﴿اَللّٰهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هوۚ اَلْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (البقرة:255) فمن بين براهينه الكلّية التي لا تُعدّ نورد هنا أربعة منها:

البرهان الأول: هومحمد ﷺ. (وقد بسطنا هذا البرهان في رسالة «شعاعات»).

البرهان الثاني: هذا الكون وهذا الإنسان الأكبر، ذلك الكتاب الكبير المنظور.

البرهان الثالث: هوالقرآن الكريم.. ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه وهوالكلام المقدس.

البرهان الرابع: الوجدان الحي، أوالفطرة الشاعرة، الذي يمثّل البرزخَ ونقطةَ اتصال عالمَي الغيب والشهادة. فالفطرةُ الشاعرة أوالوجدان نافذةٌ إلى العقل يُنشر منها شعاعُ التوحيد.

البرهان الأول: وهوحقيقة محمد ﷺ

تلك المجهَّزة بالرسالة والإسلام، فمن حيث الرسالة تتضمن شهادةَ أعظمِ إجماعٍ وأوسعِ تواترٍ لجميع الأنبياء عليهم السلام. ومن حيث الإسلام تحمل روحَ الأديان السماوية كلها وتصديقَها المستند إلى الوحي.

فالرسول الكريم ﷺ يبين للبشرية جمعاء وجودَ الله ووحدانيته في جميع أقواله الصادقة المصدّقة بمعجزاته الباهرة، وبشهادة الأنبياء عليهم السلام وتصديق الأديان كلها. فهوﷺ يُظهر ذلك النورَ باسم المصطفين الأخيار من البشرية الذين اتحدوا في هذه الدعوة.

تُرى هل يمكن أن يتسلل الباطلُ إلى مثل هذه الحقيقة الباهرة التي تنال هذا القدرَ من التصديق، وتبصرها العيونُ النافذة في الحقائق، فتراها واضحة جلية خالصة لا شائبة فيها؟.. كلا.. ثم كلا.

البرهان الثاني: وهوكتاب الكون

نعم، إن حروفَ هذا الكتاب ونقاطه فردا فردا أومجموعة، يتلوكلٌّ بلسانه الخاص: ﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه (الإسراء:44). ويبيّن وجودَ الخالق العظيم ووحدانيته.. فكلُّ ذرة في الكون تشهد شهادة صادقة على وجوب وجود الخالق الحكيم جلّ جلالُه. فبينما تراها تتردّد بين إمكانات واحتمالات غير متناهية، في صفاتها وذاتها وأحوالها ووجودها، إذا بها تنتعش وتسلك طريقا معينا، وتتصف بصفة معينة، وتتكيف بحالة منتظمة، وتسير وفق قانون مسدَّد، وتتوجه إلى قصد معين.. فتنتج حِكَما ومصالحَ تُبهر الألباب.. فتزيد سطوعَ الإيمان بالله في اللطيفة الربانية الممثِّلة لنموذج عوالم الغيب في الإنسان. أفلا تنادي الذرةُ بلسانها الخاص وتصرّح بقصد صانعها الجليل، وبحكمته البالغة؟ فكلُّ ذرة من الذرات كما أنها تدل على الخالق الحكيم بوجودها المنفرد وبصفاتها الخاصة وبكيفياتها المعينة: فإن هذه الدلالة تتزايد، باعتبار كون الذرة جزءا من مركباتٍ متداخلة متصاعدة، ومن حيث الإمكانات والاحتمالات التي تسلكها، إذ لها في كل مركّب مقامٌ، وفي كل مقام نسبةٌ معينة وارتباط معين، وفي كل نسبة لها وظيفةٌ خاصة، وفي كل موقع تحافِظ على التوازن العام، وفي كل وظيفة تثمر مصالحَ شتى وحِكما عديدة. في كل مرتبة إذن تتلوالذرةُ بلسانها الخاص دلائلَ وجوب وجود صانعها الجليل وتُظهر قصدَ خالقها الحكيم، وكأنها ترتّل الآيات الكريمة الدالة على الوحدانية. مَثلُها في هذا كمثل الجندي الذي له وظيفة معينة وارتباط خاص مع كلٍّ من فصيله وفرقته والجيش كله.. ألاَ تكون إذن البراهينُ الدالة على الله سبحانه وتعالى أكثر بكثير من عدد ذرات الكون، فما يُقال من أن: «الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق» إنما هي حقيقة صادقةٌ لا مبالغة فيها قط، بل قد تكون قاصرة.

سؤال: لماذا لا يَرى الجميعُ بعقولهم الخالقَ العظيم؟

الجواب: لكمال ظهوره جلَّ وعلا، ولعدم الضد.

تَأَمَّلْ سُطُورَ الْكَائِنَاتِ فَإِنَّهَا  مِنَ الْمَلإِ الأعلى إلَيكَ رَسَائِلُ

فهذا الكتاب الكوني العظيم يتجلى فيه النظامُ بوضوح تام بحيث يظهر النّظام كالشمس في رابعة النهار، فتظهر معجزةُ القدرة في كل كلمة أوحرف فيه. فتأليفُ هذا الكتاب البديع فيه من الإعجاز الباهر بحيث لوفرضنا -فرضا محالا- أن كلَّ سبب من الأسباب الطبيعية فاعلٌ مختار، لسجدَت تلك الأسبابُ جميعا -بكمال العجز- أمام ذلك الإعجاز، قائلة: «سبحانك… لا قدرة لنا… إنك أنت العزيز الحكيم». فإنك ترى أن في هذا الكتاب من النَّظم الدقيق المتشابك المتساند بحيث يلزم لإيجاد نقطة في مكانها الصحيح قدرةٌ مطلقة تستطيع إيجاد الكون كلِّه، وذلك لأن كل حرف من حروفه -ولاسيما ما كان ذا حياة- له وجهٌ ناظر إلى كل جملة من جُمل الكتاب، وله عينٌ شاخصة إليها، بل إن كل كلمة فيه لها ارتباط وثيق مع كلمات الكتاب كلها..

فالذي خلق عينَ البعوضة إذن هوخالقُ الشمس أيضا، والذي نظّم معدة البرغوث هوالذي ينظّم المنظومة الشمسية.

فإن شئت راجع كتاب «السانحات» لترى حقيقة الآية الكريمة: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ (لقمان:28). ولتشهد كيف يقطُر شهدُ الشهادة الصادقة من لسان معجزة القدرة، النحلِ، الذي يمثّل كلمةً صغيرة من هذا الكتاب. أوإن شئت فتأمل في نقطةٍ من هذا الكتاب، في حيوان مجهري لا يُرى بالعين المجردة، لتشهد كيف أنه يمثل نموذجا مصغرا للكائنات. فالذي كتَبَه على هذه الصورة المعجزة كتب الكائنات. فلوأمعنت النظر فيه لرأيته يضم من المكائن الدقيقة والأجهزة البديعة ما يُثبت لك يقينا؛ أنه لا يمكن أن يفوَّض أمرُه إلى الأسباب الجامدة البسيطة الطبيعية التي لا تميز بين الإمكانات، إلّا إذا توهمتَ أن في كل ذرة شعورَ الحكماء وحكمةَ الأطباء ودهاءَ الساسة والحكام، وأنها تتحاور فيما بينها دون وساطة!! وما هذا إلاّ خرافة يخجل منها الخرافيون. فلا يمكن أن تكون تلك الماكنة الحية الصغيرة إذن إلّا معجزة قدرة إلهية. ألَا ترى أن العقول تنبهر أمامها؟ فهي إذن ليست من صنع الأسباب الطبيعية، بل من إبداع مَن يقدر على إيجاد الكائنات كلها وينظم شؤونها، إذ هومحال أن يجتمع أُس أساس تلك الأسباب المادية وهو: القوة الجاذبة والقوة الدافعة معا في جزء لا يتجزأ للقيام بتلك الصنعة الحكيمة.

نعم، إن ما يظنونه أساسا لكل شيء من جذب ودفع وحركة وقوة وأمثالها، إنما هوناموسٌ إلهي يمثل قوانين عادات الله، واسم لها. فهذه القوانين مقبولةٌ بشرط ألّا تنتقل من كونها قاعدةً إلى طبيعة فاعلة، ومن شيء ذهني إلى حقيقة خارجية، ومن أمرٍ اعتباري إلى حقيقة مشهودة، ومن آلةِ قياس إلى مؤثر حقيقي.

سؤال: مع أن هذه الشهادة قاطعة، فكيف إذَن يعتقد البعضُ بأزلية المادة، وتشكُّل الأنواع من حركات الذرات (أي بالمصادفة) وأمثالها من الأمور؟

الجواب: لمجرد إقناع النفس بشيء آخر -غير الإيمان بالله-، ولأنهم لا يدركون فساد الفكرة بالنظر السطحي التقليدي، ينشأ لديهم هذا الاحتمالُ. ولكن إذا قصَد الإنسانُ وتوجّه بالذات إلى إقناع نفسه، فلابد أنه سيقف على محالية الفكرة وبُعدها عن المنطق والعقل. ولواعتقد بها فلا يعتقد إلّا بسبب التغافل عن الخالق سبحانه. فما أعجبَ الضلالَ!. إنَّ مَن يضيق عقلُه عن أزلية الله سبحانه وإيجادهِ الأشياء كلها -وهي صفة لازمة ضرورية للذات الجليلة- كيف يعطي تلك الأزلية والإيجاد إلى ذرات غير متناهية وإلى أشياء عاجزة؟. فلقد اشتهرت حادثة: أنه بينما كان الناس يراقبون هلال العيد، ولم يره أحدٌ، إذا بشيخ هرم يحلف أنه قد رأى الهلال، ثم تبين أن ما رآه لم يكن هلالا بل شعرة بيضاء مقوسة قد تدلت من حاجبه! فأين تلك الشعرة من الهلال؟ وأين حركات الذرات من تشكيل الأنواع؟

إنَّ الإنسان لكونه مكرّما فطرةً يبحث عن الحق دوما، وأثناء بحثه يعثر على الباطل أحيانا فيخفيه في صدره ويحفظه. وقد يقع الضلالُ -بلا اختيار منه- على رأسه أثناء تنقيبه عن الحقيقة، فيظنه حقا، فيلبسه كالقلنسوة على رأسه!

سؤال: ما هذه «الطبيعة» و«القوانين» و«القوى» التي يسلّون بها أنفسهم؟

الجواب: إنَّ الطبيعة هي شريعة إلهية كبرى أوقعت نظاما دقيقا بين أفعالِ وعناصرِ وأعضاءِ جسد الخليقة المسمى بعالم الشهادة. هذه الشريعة الفطرية هي التي تسمى بـ«سنة الله» و«الطبيعة» وهي محصلةُ وخلاصةُ مجموعِ القوانين الاعتبارية الجارية في الكون.

أما ما يسمونه بـ«القوى» فكل منها هوحُكمٌ من أحكام هذه الشريعة.

و«القوانين» كل منها عبارة عن مسألة من مسائلها.

ولكن لاستمرار أحكام هذه الشريعة واطّراد مسائلها توهَّم الخيالُ فجسّمها في «الطبيعة» واعتبرها موجودا خارجيا مؤثّرا وحقيقةً واقعية فاعلة، بينما هي أمر اعتباري ذهني.

فترى النفوسُ التي ترى الخيالَ حقيقةً والأمرَ الاعتباري الذهني أمرا خارجيا ألبَست هذه الطبيعة طورَ المؤثر الحقيقي. والحال لا يقنع القلبُ بأي مبرر، ولا يعجب الفكر بأي مسوغ، بل لا تأنس الحقيقة بكون هذه الطبيعة الجاهلة مصدرا للأشياء. فما ساقهم إلى هذه الفكرة غير المعقولة إلّا توهمُهم إنكار الخالق الجليل، وذلك لعجزهم عن إدراك آثار قدرته المعجزة المحيرة للعقول.

فالطبيعة؛ مطبعةٌ مثالية وليست طابعة، نقشٌ لا نقاشة، قابلة للانفعال لا فاعلة، مِسطر لا مصدر، نِظام لا نَظّام، قانون لا قدرة، شريعة إرادية لا حقيقة خارجية.

فلو قدِم شخص في ريعان الشباب إلى هذا العالم البديع مباشرة، ودخل قصرا فخما مزينا بأروع الآثار، وافترض لنفسه أن ليس هناك من أحد خارج البناء قد قام بتشييده وتزيينه، وبدأ يتحرى السبب الفاعل في أرجاء القصر، ووقع بصرُه على كتاب جامع لأنظمة القصر وخارطته، فإنه يتصور -من جهله- أن هذا الكتاب هوالفاعل، لما ينعكس في شعوره من البحث عن علّة حقيقية، فيضطر إلى هذه العلة بسبب افتراضه الموهوم مقدما! وهكذا البعض يسلّي نفسه بالطبيعة بسبب تغافله عن الخالق الجليل، فيضطر إلى خداع نفسه بنفسه، ويتيه في مثل هذه الأمور الخارجة عن منطق العقل.

والشريعة الإلهية اثنتان:

إحداهما: الشريعة الآتية من صفة الكلام التي تنظّم أفعال العباد الاختياريةَ.

والثانية: الشريعة الآتية من صفة الإرادة التي تسمى بالأوامر التكوينية والشريعة الفطرية وهي محصلة قوانين عادات الله الجارية في الكون.

فكما أن الشريعة الأولى عبارة عن قوانين معقولة، فإن الشريعة الثانية أيضا عبارة عن مجموع القوانين الاعتبارية، والتي تسمى -خطأً- بالطبيعة فهذه القوانين لا تملك التأثير الحقيقي ولا الإيجاد اللذين هما من خواص القدرة الإلهية.

ولقد شرحنا -أثناء بياننا التوحيد- أن كل شيء مرتبط بالأشياء جميعا، فلا شيء يحدث من دون الأشياء جميعا. فالذي يخلق شيئا قد خلق جميع الأشياء، لذا فليس الخالق لشيء إلّا الواحد الأحد الصمد. بينما الأسباب الطبيعية التي يسوقها أهل الضلالة هي متعددة، فضلا عن أنها جاهلة لا يعرف بعضها بعضا. علاوة على أنها عمياء، وليس بين يديها إلّا المصادفة العمياء.. فـ ﴿قُلِ اللّٰهُۙ ثُمَّ ذَرْهُمْ في خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام:91).

الخلاصة: أنَّ الإعجاز الباهر الظاهر في النظام والتناسق والاطراد المشاهَد في كتاب الكون الكبير -وهوبرهاننا الثاني على التوحيد- يظهر بوضوح تام كالشمس الساطعة أنّ الكون وما فيه ليس إلّا آثار قدرة مطلقة وعلم لا يتناهى وإرادة أزلية.

سؤال: بمَ يثبت النظام والانتظام والتناسق؟

الجواب: إنَّ العلوم الكونية التي توصل إليها الإنسانُ، هي كالحواس لنوع الإنسان وكالجواسيس تكشف له عن مجاهيلَ لا يصلها بنفسه. فبالإستقراء التام يمكنه أن يتوصل إلى كشف ذلك النظام بتلك الحواس والجواسيس. فكل نوع من أنواع الكائنات قد خصّ بعلم أوفي طريقه إلى ذلك، لذا يُظهر كلُّ علمٍ ما في نوعه من انتظام ونظام بكليّة قواعده، لأنَّ كل علم في الحقيقة عبارة عن دساتير وقواعد كلية. وكليةُ القواعد تدل على حسن النظام؛ إذ ما لا نظام له لا تجري فيه الكليةُ. فالإنسان مع أنه قد لا يحيط بنفسه بالنظام كلّه إلّا أنه يدركه بجواسيس العلوم، فيَرى أن الإنسانَ الأكبر -وهوالعالَم- منظَّمٌ كالإنسان الأصغر سواءً بسواء. فما من شيء إلّا ومبنيّ على أُسس حكيمة، فلا عبث، ولا شيء سدىً. فبرهانُنا هذا ليس قاصرا -كما ترى- على أركان الكائنات وأعضائها، بل يشمل الخلايا وجميع الكائنات الحية، بل يشمل الذرات جميعا، فكلها لسانٌ ذاكر يلهج بالتوحيد، والجميعُ يذكرون معا: «لا إله إلّا الله».


[1] طبعت هذه الرسالة باللغة التركية لأول مرة بمطبعة «أوقاف» بإستانبول سنة 1337هـ (1918م) على أبواب ثلاثة، ولم يدرج الأستاذ المؤلف هنا إلّا الباب الأول منها فترجمناه كاملا.