والمنفصلة: فتذكر الميزان،([1]) تتعدد بتعدد الأجزاء. حتى إن المانعة الجمع، أو الخلوّ المركبة من خمسة أجزاء عشرة قضايا ممتزجة، وقس.

اعلم أن سلب المتصلّة مساو لموجبة المنفصلة، أو أعم. وسلب المنفصلة إما مساو لموجبة المتصلة، أو أعم. لأن سلب اللزوم إما عناد، أو انفصال. وسلب العناد إما لزوم، أو اتّصال اتفاقي. وسلب منع الجمع جوازُ الجمع، أي الاتصال، وسلب منع الخلو جوازُ الكذب. وما ثبت للمساوي أو الأعمّ يثبت للمساوي والأخص.

ثم إن الشرطية، سورها كجهة الحمليات تنظر إلى الأوضاع الحاصلة من الأزمنة؛ كما في «متى» ونظائرها. أو الأمكنة؛ كما في «أين» ومرادفاتها. أو الأحوال؛ كما في «كيفما» وما يتضمنها. أو الحيثيات؛ كما في «حيثما»([2]) وأشباهه.

وأما «من»([3]) و«ما» مع استغراقهما،([4]) سور المقدم الحملية معنى، لا الشرطية. فشخصيتها باعتبار الوقت المعين بلفظ مستقل؛ كما في «الآن» و«اليوم» وأمثالها. أو بالتضمن، وهي قوة الكلية في كُبروية الشكل الأول.

وجهات الوقتية([5]) المطلقة والمطلقة الوقتيـة في الحملية، سور الشخصية([6]) هنا. فان لم يدل على بيان كمية الأوضاع؛ كما في «إنْ» و«إذا» و«لو» و«أو» و«إما»([7]) بلا تقييد، ونظائرها

وما يفيدها فمهملة في قـوة الجزئية في مقام الاستدلال.([8]) وقد تكون في قوة الكلية في مقام الخطاب. فإن دلّ([9]) على استغراق جميع الأوضاع -ولو محالًا- لكن أمكن الاجتماع مع المقدم. أي لم تنافي([10]) الاستلزام أو سلبه، أو العناد أو سلبه؛ فكليّة، وإلّا فجزئية.


[1] فإن كلا يوزن مع كل من الآخرين.

[2] حيث كـ«أين» للمكان. لكنه أعمّ من «حيث»، إذ هو لمطلقه «أينما كان، وحيث له، لكن باعتبار قيود مميّزة؛ كـ«اجلسْ حيث زيد جالس» أي مجلس علم أو تجارة أو الوزراء أو غيرها.

[3] أي إن من «ما» أيضا من كلمات الشرط فلِمَ لا تكون سورًا؟. ج: لأنهما لاستغراق الأفراد، لا الأوضاع، فيكون سورًا للحملية التي صارت مقدمًا وعلامة للمهملة كـ«من تضرب أضرب».

[4] في علم الأصول.

[5] وهي الضرورة معينًا ذاتيًا أو وصفيًا.

[6] وكذا «من» و«ما» الماران.

[7] في المنفصلة.

[8] المراد منه اليقين.

[9] إذ اللفظ الدال على الأوضاع لا يكون مرادًا منه البعض المعين، لتساوي الأبعاض.. فلزم الترجيح بلا مرجح. فإما أن يدل على المجموع وهو الواحد الاعتباري، والدلالة عليه مجاز، وأهل الاستدلال لا يرتكبه.. وإما أن يدل على الواحد الحقيقي، وهو البعض المبهم والدلالة عليه حقيقة. إذ بالإبهام يدور على الكل فيشتمله.. فلم الترجيح؟. (تقرير)

[10] (الأظهر: تناف) أجير.