فصل في الذّاتيّ والعرضي: ]([1])

الذْاتية والعرضية باعتبار الوجود،([2]) كما في الجوهر والعرض،([3]) والاسم والحرف..

وباعتبار السبب إن كان دائميًّا([4]) أو أكثريًا فذاتيّ، وإلّا فعرضيّ.

وباعتبار الحمل إن كان الموضوع موضوعًا بالطبع([5]) كالجزئيات([6]) والذوات([7]) إذا حملت عليهما صفاتها. ومن هنا([8]) الاحتياجُ إلى الأشكال الثلاثة،([9]) والحمل بالمواطأة، والمحمولِ من طبيعة الموضوع،([10]) والمحمولِ الأعمّ من الموضوع والمقوّم له ودائم الثبوت له وبلا واسطة، أي ثبوته لذاته أو لأمر يساويه، فقد مرّ.

وباعتبار المحمول ما يمتنع انفكاكه عن الشيء،([11]) وما يمتنع انفكاكه عن الماهية.. أي ما يمتنع ارتفاعه عن الماهية في الذهن؛ كالبيّن بالمعنى الأعمّ. وما يجب إثباته للماهية كاللوازم البيّنة بالمعنى الأخص. وكل من هذه الثلاثة أخص مما قبله..

وباعتبار الجزئيات فما دخل أو لم يخرج هو ذاتيًا.([12]) لأن العلّة في الوضع والاستعمال اللغوي تصير مرجحًا في المصطلح. فاللازم وجودها في الأكثر.

[الكليّ([13]) المحمول على شيء آخر كليٍّ أو جزئيٍّ، إن لم يكن خارجًا عن ذاته وحقيقتهِ، فذاتيّ له. سواء كان عينَ حقيقته -كالحيوان الناطق للإنسان- أو جُزءَهَا المساوي لها، مميّزًا لها عن جميع ماعداها، كالناطق له. أو جزءَها الأعمّ مميّزًا لها في الجملة، كالحساس والنامي، أو غير مميّز أصلًا كالجوهر والحيوان..([14]) وإلّا فعرض له سواء كان مساويًا لها، أو أخص([15]) مميّزًا عن جميع ماعداها، كالضاحك بالقوة أو بالفعل. أو أعمّ مميّزًا لها في الجملة([16]) أو غير مميّز أصلًا: كالشيء.([17]) جميع ذلك للإنسان].


 

[1] كلنبوي ص8 س8.

[2] الخارجيّ.

[3] والذهني.

[4] أي إن كان ترتب المسبب على السبب دائميًا أو أكثريًا فالسببية ذاتية، كالموت على قطع الحلق ورمى التِّفِنْك [أي البندقية]. وإلّا فعرضيّ كالموت على الحمّى. (تقرير)

[5] وكذا المحمول.

[6] إذا حملت عليها كليّاتها.

[7] أي فذاتيّ وإلّا فعرضي.

[8] أي هذه النقطة يُعلم ويَحصُل الاحتياجُ.. الخ

[9] غير الأول.

[10] نحو الحجرُ متحرك في العلو.

[11] أي في الخارج.

[12] كأنّ قائلًا سئل: إذا فسّرت ما دخل بلم يخرج، دخل ما عينه كالنوع. فالنسبة في الذّاتيّ فيه إلى نفسه؟ فأجاب.

[13] أراد مطلقًا ليوافق الممثل التمثيل.

[14] لأن التمييز التفريق، يقتضي الاشتراك، وليس فوقه جنس حتى يشترك الإنسان معه فيميّزَ عنه. وأما الاحتراز عن العرض فالإنسان مميّز بالذات عنه ليس بالجوهر. أما الحيوان فهو باعتبار اشتماله على الجوهر، لم يبق موضع للاشتراك. والإنسان ممتاز من أفراده باعتبار اشتماله على الفصول. وأما فصوله مستقلًا فيميّز الإنسان.. (تقرير)

[15] مطلقًا.

[16] كالماشي.

[17] والممكن والموجود والمعلوم..