40

قرآنيًّا منيعًا يحمي الوطن والشعب ويصدُّ المدَّ الإلحاديَّ عن بلادنا؛ كما ذكر أيضًا أن خدمة رسائل النور ستحظى بانتشار واسع، فتعود أمةُ الترك من جديد جيشًا مقدامًا من جيوش الإسلام، وفدائيًّا من فدائييه.

وذكر كذلك أن الشعب سيرتقي ماديًّا ومعنويًّا، وسيكسب الإسلام قوةً عظيمةً نتيجةَ ما سيكون في المستقبل من نشر رسائل النور، وتبنِّيها شعبيًّا وانتشارِها رسميًّا، وتمسُّكِ وزارة التربية بالحقيقة القرآنية.

إن رسائل النور عَلَمٌ وعنوان، إنها منظومة الحقائق القرآنية التي ظهرت في هذا الزمان، وهي تعبيرٌ عن تمسُّك شعبنا الأصيل بالإسلام الذي هو الإنسانية الكبرى، وتعبيرٌ عن يقظته بروحٍ جديدةٍ وحماسةٍ إيمانيةٍ مشبوبةٍ وحبٍّ عميق.

وهي ترجمةٌ للمشاعر الإسلامية الجيَّاشة بتقوية الإيمان وتحكيمِه في مواجهة ظروف الحياة التي غيَّرَها العصر الذي نعيش فيه، وفي مواجهة عالمٍ جديدٍ بنظامه ورُؤَاه.

وهي إشارةٌ إلى نشأة نابهين مضحِّين قد أُترعت قلوبهم إيمانًا ومحبةً نبوية، وفَاخَرُوا الدنيا وما فيها بشرف الانتماء؛ كما أنها إشارةٌ إلى إظهارهم الإيمانَ الراسخَ والأخلاق السامية والبطولاتِ اللائقةَ بماضي هذه الأمة.

لقد عكف بديع الزمان على حقائق القرآن الحكيم التي تخاطب العموم ويمكن أن يستفيدوا منها، ففسَّرها في رسائل النور تفسيرًا مباشرًا، دون أن تخالطها أية مشاعر أو منافع ماديةً كانت أو معنوية، ودون أن يقع تحت تأثير أي مقامٍ أو مشرب؛ وأدى مهمة الترجمان لهذه الحقائق.

فهذه الكتب التي ألَّفَها لا تخصُّ فئةً معينةً من الناس أو طبقةً منهم، بل الاستفادةُ منها متاحة للجميع، وإنما تَلفِت هذه السيرة نظرَ قرَّائها إلى رسائل النور التي هي أنوار حكمة القرآن في هذا الزمان، فتعرض ما يُستفاد منها، أما شأن سعيد النُّورْسِيّ فيبدو في