وَبِهِ نَسْتَعِينُ
مقدِّمة

كتبَ هذه المقدِّمةَ عالِمٌ جليلٌ مقيمٌ بالمدينة المنوَّرة

[هو الأستاذ الجليل الشيخ علي عُلْوي قُوروجو، وهو أحد أبرز علماء تركيا وشعرائها في القرن الماضي، ولد بقونية عام 1922م، نشأ في بيت علمٍ وأدب، فتلقى العلم منذ نعومة أظفاره، واستكمل مسيرته العلمية بمصر، ثم أقام بالمدينة المنوَّرة وعمل بها مديرًا لمكتبة «عارف حكمت»، عاش معظم حياته خارج بلاده، والتقى بأبرز العلماء والدعاة والمجاهدين في العالَمَين العربي والإسلامي، توفي عام 2002م، ودُفِن بالبقيع، ترك عددًا من الكتب والدواوين باللغة التركية، أشهرها «المذكِّرات» في ثلاثة أجزاء؛ هـ ت].
حين يقرأ الإنسان سِيَرَ العظماء، ويطالع مناقبهم الرفيعة، ويتأمَّل في ذكرياتهم الأثيرة، يخالجه شعورٌ بأنه يدخل عالَمًا آخر، حيث تُلْهِبُ شُعلةٌ عُلْويةٌ فؤادَه بأحاسيس المحبة الصافية، ويَغمر الفيضُ الإلهي كيانَه.
ولقد حَفِظَ لنا التاريخ رجالًا يتضاءل أمام عظمتهم العظماء.. هم أبطالُ التاريخ ومفاخرُه، ما إنْ يُذكَروا حتى تسموَ الروح عن الأرض لتُحلِّقَ في عوالمَ رحيبة، ويَلُفَّها من الأعماق ألفُ شذًى، كأنها تشُقُّ طريقًا في خميلةِ وردٍ من عالَم الجِنان.