25
يُعَدُّ من المِحَن والمشقّات، والحِرمان والمضايقات؛ شريطةَ ألا يمسَّ ذلك إيمانَه وقرآنَه؛ وإلا رأيتَ ذلك البحرَ الهادئ قد انقلب طُوفانًا تندفع أمواجه نحو السماء، ومحيطًا ينشر على السواحل الهيبة والرهبة؛ ذلك أنه الخادم الصادق للقرآن الكريم، والجنديُّ الفدائيُّ المغوار المرابط على حدود الإيمان.
وقد عبَّر بنفسه عن هذه الحقيقة في جملةٍ وجيزةٍ قال فيها: «عندما يكون الجندي في نَوبةِ حراسته فليس له أن يضع سلاحه حتى وإن حضَرَ القائد العام؛ وأنا كذلك: خادمٌ للقرآن وجنديٌّ له؛ وعندما أقوم بوظيفتي فليبرُز إليَّ مَن شاء أن يبرُز، فإني صادعٌ بالحق لا أحني رأسي».
وهذه الأبيات هي لسانُ حاله عندما يكون قائمًا بوظيفته وفي ميدان الجهاد:

إني أحطِّم كلَّ قيدٍ كاسرِ
حاشا لنفسي أن تُباع رخيصةً
جذري هنا، ذاتي وإيماني هنا
إن البِعادَ هو الإسارُ، هو الضَّنى
لحظاتُ عمري ما حَيِيْتُ لقد غدتْ
وكقلعةٍ شَمَّاءَ إيماني غدا
كم ذا تُكَلِّلني السعادةُ والرضى
أجداديَ الشهداء في جناتهم
إني إذا رُوحي ثَوَتْ بخلودها
أما المماتُ فإنما هو مرتقى مُدمى اللجام، لَكالجَواد الضامرِ
في صفقةٍ بيدِ العدو الغادرِ
حاشا أُباعِدَ أو أُشيحَ بناظري
سِجنٌ مُذِلٌّ يالَه من فاقِرِ
عشقًا يدوم مدى الزمان الدائرِ
شيدتْ ركائزُها على يد قادرِ
قدسيَّةُ الآمالِ مفرَحُ خاطري
يرجون لُقْياي بروضٍ عاطرِ
لم يفْنَ عمري؛ خالدٌ، لا أمْتَرِي
للقاء ربي ذي الجلال الغافرِ
***